ابو النوري
01-27-2009, 03:07 PM
وفد الأعشى إلى النبي عليه السلام ، وقد مدحه بقصيدته التي أولها :
ألم تغتمض ْ عيناك ليلةَ أَرمـدا = وعادك ما عاد السليمَ المُسَهَّـدا
وما ذاك من عِشق النساء وإنما = تناسيتَ قبلَ اليومِ خُلّةَ مَهْـددا
وفيها يقول لناقته :
فآليتُ لا أَرثي لهـا مـن كَلالـةٍ = ولا من حفاً حتى تـزورَ محمـدا
نبيٌّ يرى ما لا تـرون وذكـرُه = أغار لعمري في البـلاد وأنجـدا
متى ما تُناخي عند باب ابن هاشمٍ = تُراحي وتَلْقَيْ من فواضلـه يـدا
فبلغ خبره قريشاً ؛ فرصدوه على طريقه وقالوا : هذا صَنَّاجةُ العرب ، ما مدح أحداً قط إلا رفع
في قدره .
فلما ورد عليهم قالوا له : أين أردت يا أبا بصير ؟ قال : أردتُ صباحكم هذا لأُسْلِم .
قالوا : إنه نهاك عن حلال ويحرّمها عليك ، قال : وما هي ؟ فقال أبو سفيان ابن حرب ، الزّنا .
قال : لقد تركني الزنا وتركته ، ثم ماذا ؟ قالوا : القِمار ، قال : لعلِّي إن لقيته أن أصيب منه
عوضاً من القمار ، ثم ماذا ؟ قالوا : الرِّبا . قال : ما دِنْتُ ولا ادَّنتُ ؛ ثم ماذا ؟ قالوا : الخمر .
قال : أوّهْ ! أَرْجِعُ إلى صُبابةٍ قد بقيت في المِهْراس فأشربها .
فقال له أبو سفيان : هل لك في خيرٍ مما هممت به ؟ قال : وما هو ؟ قال : نحن وهو الآن في
هُدْنة ، فتأخذ مئة من الإبل ، وترجع إلى بلدك سنتك هذه ، وتنظر ما يصيرإليه أمرنا . فإن
ظهرنا عليه كنت قد أخذت خَلَفاً ، وإن ظهر علينا أتيته . فقال : ما أكرهُ ذلك . فقال أبو سفيان :
يا معشر قريش ، هذا الأعشى ! والله لئن أتى محمداً واتّبعهُ ليُضْرِمَنْ عليكم نيران العرب بشعره
، فاجمعوا له مئة من الإبل ، ففعلوا ، فأخذها وانطلق إلى بلده . فلما كان بقاع مَنْفوحَة رمى به
بعيرٌ فقتله .
ألم تغتمض ْ عيناك ليلةَ أَرمـدا = وعادك ما عاد السليمَ المُسَهَّـدا
وما ذاك من عِشق النساء وإنما = تناسيتَ قبلَ اليومِ خُلّةَ مَهْـددا
وفيها يقول لناقته :
فآليتُ لا أَرثي لهـا مـن كَلالـةٍ = ولا من حفاً حتى تـزورَ محمـدا
نبيٌّ يرى ما لا تـرون وذكـرُه = أغار لعمري في البـلاد وأنجـدا
متى ما تُناخي عند باب ابن هاشمٍ = تُراحي وتَلْقَيْ من فواضلـه يـدا
فبلغ خبره قريشاً ؛ فرصدوه على طريقه وقالوا : هذا صَنَّاجةُ العرب ، ما مدح أحداً قط إلا رفع
في قدره .
فلما ورد عليهم قالوا له : أين أردت يا أبا بصير ؟ قال : أردتُ صباحكم هذا لأُسْلِم .
قالوا : إنه نهاك عن حلال ويحرّمها عليك ، قال : وما هي ؟ فقال أبو سفيان ابن حرب ، الزّنا .
قال : لقد تركني الزنا وتركته ، ثم ماذا ؟ قالوا : القِمار ، قال : لعلِّي إن لقيته أن أصيب منه
عوضاً من القمار ، ثم ماذا ؟ قالوا : الرِّبا . قال : ما دِنْتُ ولا ادَّنتُ ؛ ثم ماذا ؟ قالوا : الخمر .
قال : أوّهْ ! أَرْجِعُ إلى صُبابةٍ قد بقيت في المِهْراس فأشربها .
فقال له أبو سفيان : هل لك في خيرٍ مما هممت به ؟ قال : وما هو ؟ قال : نحن وهو الآن في
هُدْنة ، فتأخذ مئة من الإبل ، وترجع إلى بلدك سنتك هذه ، وتنظر ما يصيرإليه أمرنا . فإن
ظهرنا عليه كنت قد أخذت خَلَفاً ، وإن ظهر علينا أتيته . فقال : ما أكرهُ ذلك . فقال أبو سفيان :
يا معشر قريش ، هذا الأعشى ! والله لئن أتى محمداً واتّبعهُ ليُضْرِمَنْ عليكم نيران العرب بشعره
، فاجمعوا له مئة من الإبل ، ففعلوا ، فأخذها وانطلق إلى بلده . فلما كان بقاع مَنْفوحَة رمى به
بعيرٌ فقتله .