ابو النوري
02-02-2009, 11:07 AM
استعمل عمر رضي الله عنه على حمص رجلا يقال له عمير بن سعد ؛ فلما مضت السنة كتب
إليه : أن اقدم علينا؛ فلم يشعر عمر إلا وقد قدم عمير ماشيا حافيا ، عكازته بيده . وإداوته
ومزوده وقصعته على ظهره . فلما نظر إليه عمر قال : يا عمير ؛ أجبتنا أم البلاد بلاد سوء ؟
فقال : يا أمير المؤمنين : أما نهاك الله أن تجهر بالسوء وتنأى عن سوء الظن . وقد جئت إليك
بالدنيا أجرها بقرابها ! فقال له : وما معك من الدنيا ؟؟
قال : عكازة أتوكأ عليها ، وأدفع بها عدوا إن لقيته ؛ ومزود أحمل فيه طعامي ، وإداوة أحمل
فيها ماء لشربي وطهوري . وقصعة أتوضأ فيها ، وأغسل فيها رأسي ، وآكل فيها طعامي فو
الله يا أمير المؤمنين ، ما الدنيا بعد إلا تبع لما معي ..
فقام عمر رضي الله عنه الى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبي بكر رضي الله عنه ؛
فبكى بكاء شديدا ، ثم قال : اللهم ألحقني بصاحبي ؛ غير مفتضح ولا مبدل ..
ثم عاد إلى مجلسه ، فقال : ما صنعت في عملك يا عمير ؟ فقال : أخذت الإبل من أهل الإبل ،
والجزية من أهل الذمة عن يد وهم صاغرون ، ثم قسمتها بين الفقراء والمساكين وأبناء
السبيل ؛ فوالله يا أمير المؤمنين لو بقي عندي منها شيئ لأتيتك به .
فقال عمر : عد الى عملك يا عمير ، فقال : أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن تردني إلى أهلي .
فأذن له فأتى أهله ..
فبعث عمر رجلا ، يقال له حبيب ، بمئة دينار ، وقال : اختبر لي عميرا ، وانزل عليه ثلاثة أيام
حتى ترى حاله: هل هو في سعة أو ضيق ؟ فإن كان في ضيق فأدفع له الدنانير .
فأتاه حبيب ، فنزل به ثلاثا ، فلم ير له عيشا إلا الشعير والزيت ؛ فلما مضت ثلاثة أيام ، قال
عمير : يا حبيب ؛ إن رأيت أن تتحول الى جيراننا فلعلهم يكونون أوسع عيشا منا ؛ فإننا والله
لو كان عندنا غير هذا لآثرناك به .
فدفع اليه الدنانير ، وقال : قد بعث بها أمير المؤمنين اليك ، فدعا بفرو خلق لامرأته ؛ فجعل
يصر منها الخمسة الدنانير والستة والسبعة ، ويبعث بها الى إخوانه من الفقراء الى أن
أنفدها ..
فقدم حبيب على عمر وقال : جئت يا أمير المؤمنين من عند أزهد الناس ، وما عنده من الدنيا
قليل ولا كثير . فأمر له عمر بوسقين من طعام وثوبين . فقال : يا أمير المؤمنين ، أما الثوبان
فأقبلهما ، وأما الوسقان فلا حاجة لي بهما ، عند أهلي صاع من بر هو كافيهم حتى أرجع
اليهم ...
إليه : أن اقدم علينا؛ فلم يشعر عمر إلا وقد قدم عمير ماشيا حافيا ، عكازته بيده . وإداوته
ومزوده وقصعته على ظهره . فلما نظر إليه عمر قال : يا عمير ؛ أجبتنا أم البلاد بلاد سوء ؟
فقال : يا أمير المؤمنين : أما نهاك الله أن تجهر بالسوء وتنأى عن سوء الظن . وقد جئت إليك
بالدنيا أجرها بقرابها ! فقال له : وما معك من الدنيا ؟؟
قال : عكازة أتوكأ عليها ، وأدفع بها عدوا إن لقيته ؛ ومزود أحمل فيه طعامي ، وإداوة أحمل
فيها ماء لشربي وطهوري . وقصعة أتوضأ فيها ، وأغسل فيها رأسي ، وآكل فيها طعامي فو
الله يا أمير المؤمنين ، ما الدنيا بعد إلا تبع لما معي ..
فقام عمر رضي الله عنه الى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبي بكر رضي الله عنه ؛
فبكى بكاء شديدا ، ثم قال : اللهم ألحقني بصاحبي ؛ غير مفتضح ولا مبدل ..
ثم عاد إلى مجلسه ، فقال : ما صنعت في عملك يا عمير ؟ فقال : أخذت الإبل من أهل الإبل ،
والجزية من أهل الذمة عن يد وهم صاغرون ، ثم قسمتها بين الفقراء والمساكين وأبناء
السبيل ؛ فوالله يا أمير المؤمنين لو بقي عندي منها شيئ لأتيتك به .
فقال عمر : عد الى عملك يا عمير ، فقال : أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن تردني إلى أهلي .
فأذن له فأتى أهله ..
فبعث عمر رجلا ، يقال له حبيب ، بمئة دينار ، وقال : اختبر لي عميرا ، وانزل عليه ثلاثة أيام
حتى ترى حاله: هل هو في سعة أو ضيق ؟ فإن كان في ضيق فأدفع له الدنانير .
فأتاه حبيب ، فنزل به ثلاثا ، فلم ير له عيشا إلا الشعير والزيت ؛ فلما مضت ثلاثة أيام ، قال
عمير : يا حبيب ؛ إن رأيت أن تتحول الى جيراننا فلعلهم يكونون أوسع عيشا منا ؛ فإننا والله
لو كان عندنا غير هذا لآثرناك به .
فدفع اليه الدنانير ، وقال : قد بعث بها أمير المؤمنين اليك ، فدعا بفرو خلق لامرأته ؛ فجعل
يصر منها الخمسة الدنانير والستة والسبعة ، ويبعث بها الى إخوانه من الفقراء الى أن
أنفدها ..
فقدم حبيب على عمر وقال : جئت يا أمير المؤمنين من عند أزهد الناس ، وما عنده من الدنيا
قليل ولا كثير . فأمر له عمر بوسقين من طعام وثوبين . فقال : يا أمير المؤمنين ، أما الثوبان
فأقبلهما ، وأما الوسقان فلا حاجة لي بهما ، عند أهلي صاع من بر هو كافيهم حتى أرجع
اليهم ...