ابو النوري
02-10-2009, 12:23 PM
شكا الحجّاج يوماً سوء طاعة أهل العراق وسَقَم مذهبهم ، وسخط طريقتهم ؛ فقال له جامع
المحاربيّ – وكان شيخاً صالحاً خطيباً لَسِناً : أما إنهم لو أحبوك لأطاعوك ، على أنهم ما
شنؤوك لنسبك ، ولا لبلدك ، ولا لذات نفسك ، ولكنهم نقموا أفعالك ؛ فدعْ ما يبعدهم عنك إلى ما
يُدْنيهم منك ، والتمس العافية ممن دونك تُعْطَها ممن فوقك ، وليكن إيقاعك بعد وعيدك ،
ووعيدك بعد وعدك .
فقال له الحجاج : والله ما أرى أن أردّ بني اللكيعة إلى طاعتي لا بالسيف !
فقال جامع : أيها الأمير ، إن السيف إذا لاقى السيف ذهب الخيار!
فقال الحجاج : الخيار يومئذٍ لله ! قال جامع : أجل ، ولكن لا تدري لمن يجعله الله !
فغضب الحجاج وقال : يا هناه إنك من محارب !
فقال جامع :
وللحربِ سُمِّينـا وكـان محاربـاً = إذا ما الْقَنَا أمسى من الطَّعْن أحمرا
فقال له الحجاج : والله لقد هممتُ أن أخلعَ لسانك ، وأضرب به وجهك .
فقال جامع : إن صدقْناك أغضبناك ، وإن كَذَبناك أغضبْنا الله ، وغَضَبُ الأمير أهون علينا من
غضب الله .
فقال الحجاج : أجل ! وسَكَن واشتغل ببعض الأمر ، فخرج جامع ، وانسلَّ من صفوف الناس ...
المحاربيّ – وكان شيخاً صالحاً خطيباً لَسِناً : أما إنهم لو أحبوك لأطاعوك ، على أنهم ما
شنؤوك لنسبك ، ولا لبلدك ، ولا لذات نفسك ، ولكنهم نقموا أفعالك ؛ فدعْ ما يبعدهم عنك إلى ما
يُدْنيهم منك ، والتمس العافية ممن دونك تُعْطَها ممن فوقك ، وليكن إيقاعك بعد وعيدك ،
ووعيدك بعد وعدك .
فقال له الحجاج : والله ما أرى أن أردّ بني اللكيعة إلى طاعتي لا بالسيف !
فقال جامع : أيها الأمير ، إن السيف إذا لاقى السيف ذهب الخيار!
فقال الحجاج : الخيار يومئذٍ لله ! قال جامع : أجل ، ولكن لا تدري لمن يجعله الله !
فغضب الحجاج وقال : يا هناه إنك من محارب !
فقال جامع :
وللحربِ سُمِّينـا وكـان محاربـاً = إذا ما الْقَنَا أمسى من الطَّعْن أحمرا
فقال له الحجاج : والله لقد هممتُ أن أخلعَ لسانك ، وأضرب به وجهك .
فقال جامع : إن صدقْناك أغضبناك ، وإن كَذَبناك أغضبْنا الله ، وغَضَبُ الأمير أهون علينا من
غضب الله .
فقال الحجاج : أجل ! وسَكَن واشتغل ببعض الأمر ، فخرج جامع ، وانسلَّ من صفوف الناس ...