الشيخ وحيد
09-07-2010, 10:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يُنعم الله على عباده بخير كثير يعجزُ خيرهم عن شكره والقيام بحقه! ويُدركهم من الرحمن بلاء يُدركون فيه حقيقة ضعفهم وأنه لا حول لهم ولا قوة !
فبعوضة تقتل ملكا عظيما هو النمرود .. وذباب لو سلب الخلق شيئا ما استطاعوا أن يستنقذوه منه!
يرفلُ الإنسان في النعم, ويلبس من العافية لباساً مسبلاً ثم يأتي عليه يومٌ ينفق ما بيده ولا يُبقي علي شيء طلباً لعافية.. فيُصبح ولا أحد أغنى منه ويُمسي ولا أحد أحْوَج منه! تغيب عنه ساعات الهناء والصفاء ! كل ذلك في ساعة ألم..
فالحمدلله حمداً جزيلا وفيرا كثيرا ..
كان من قدر الله أن يُصيب عبدَه المقصّر بألمٍ أوضحَ له الطبيب أنه لا مفرَّ من التدخل الجراحي لعلاجه حتى لا يتطوّر! وكان هذا الطبيب - وهو شاب من أبناء هذا البلد الذين يفخر الإنسان بهم حقيقة- واثق في حديثه وكلامه وترك الفرصة لأخذ المشورة والسؤال والاستخارة واتخاذ القرار بعد ذلك.. فما كان بعد البحث إلا الإقرار بصحة ما قال!
واستعان العبد بربه الجليل الكريم, ووقّع على أوراقٍ وأجرى كل ما يلزم, وأُتي إليه بلباسٍ خاصٍ يلبسه, وحين نزعَ ثيابه صارح نفسه فقال:
ها أنت نزعت ثيابك لتلبس ثيابهم.. فهل يا ترى تنزعها لتعود للباسك أم تُنزع عنك لتُلبسَ أكفانك؟!
ها أنت سلمت ما معك كأمانة عندهم.. فهل يا ترى تستعيدها منهم أم يأخذ الله أمانته منك؟!
ها أنت حُملت على السرير من فراشك.. فهل يا ترى تعود إليه أم تحمل على غيره وتنام في قبرك ؟!
قد اغتسلت قبل قدومك.. فهل يا ترى تغتسل بعدها أم تُغسَّل؟!
قد كنت البارحة تأخذ بلحاف فراشك .. فهل تأخذه أم تلحتف أكفانك؟!
قد كنت فيما تمضى تختار وقت نومك.. وأراك اليوم مرغما عليه!
وقد كنت تستطيع إيقاظ نفسك بمنبه.. وأراك اليوم رهين مفعول مخدر!
قد صليت قبل قليل.. فهل يا ترى تعود لتصلي أم يُصلى عليك؟؟
قد أشبهت حالك حال الراحلين.. فهل يا ترى ستشابههم أم ستعاينهم وتعاصرهم وتكون منهم ؟!
هل تُودّع على رضا أم تحزن على ما مضى ؟!
تساؤلات كثيرة طرحت ... غايتها أنَّ الدنيا ليست بشيء لمن أُوقفَ على حقيقتها! وأنَّ السعيد من عمل ليومٍ لا راحة فيه إلا لمن عمل صالحاً!
وأنَّ الندم الحقيقي ليس على فواتِ دنيا.. إنما الندم كل الندم أنْ ترى نفسك كالقطار لا يملك أنْ يذهب يمنة أو يسرة بل هو يسير والذي يحدد المسار رجل آخر غير قائد القطار فهل يا ترى توجه صحيفة أعمالك وجهة سكتك لطريق النعيم أم للطريق الآخر ؟! هنا الندم, وهنا الخوف, وهنا الحسرة, وهنا العبرة, وبهذا يعتبرُ الإنسان ويتعبّر!
فكم من أناس أملَّوا .. كان الأجل دون الأمل, وانقطعت بهم السبل دون بلوغهم المرام والغاية؛ فطوبى لمن أعدَّ لذلك اليوم ما يحتاج من أعمال وزاد, وترك تضييع الصلوات وملازمة المحرمات... فإن العمر قصير وإن طال ..!
خواطر مضت في ساعة حضرت والله يرزقنا وإياكم خير الأعمال وطول الأعمار ...
يُنعم الله على عباده بخير كثير يعجزُ خيرهم عن شكره والقيام بحقه! ويُدركهم من الرحمن بلاء يُدركون فيه حقيقة ضعفهم وأنه لا حول لهم ولا قوة !
فبعوضة تقتل ملكا عظيما هو النمرود .. وذباب لو سلب الخلق شيئا ما استطاعوا أن يستنقذوه منه!
يرفلُ الإنسان في النعم, ويلبس من العافية لباساً مسبلاً ثم يأتي عليه يومٌ ينفق ما بيده ولا يُبقي علي شيء طلباً لعافية.. فيُصبح ولا أحد أغنى منه ويُمسي ولا أحد أحْوَج منه! تغيب عنه ساعات الهناء والصفاء ! كل ذلك في ساعة ألم..
فالحمدلله حمداً جزيلا وفيرا كثيرا ..
كان من قدر الله أن يُصيب عبدَه المقصّر بألمٍ أوضحَ له الطبيب أنه لا مفرَّ من التدخل الجراحي لعلاجه حتى لا يتطوّر! وكان هذا الطبيب - وهو شاب من أبناء هذا البلد الذين يفخر الإنسان بهم حقيقة- واثق في حديثه وكلامه وترك الفرصة لأخذ المشورة والسؤال والاستخارة واتخاذ القرار بعد ذلك.. فما كان بعد البحث إلا الإقرار بصحة ما قال!
واستعان العبد بربه الجليل الكريم, ووقّع على أوراقٍ وأجرى كل ما يلزم, وأُتي إليه بلباسٍ خاصٍ يلبسه, وحين نزعَ ثيابه صارح نفسه فقال:
ها أنت نزعت ثيابك لتلبس ثيابهم.. فهل يا ترى تنزعها لتعود للباسك أم تُنزع عنك لتُلبسَ أكفانك؟!
ها أنت سلمت ما معك كأمانة عندهم.. فهل يا ترى تستعيدها منهم أم يأخذ الله أمانته منك؟!
ها أنت حُملت على السرير من فراشك.. فهل يا ترى تعود إليه أم تحمل على غيره وتنام في قبرك ؟!
قد اغتسلت قبل قدومك.. فهل يا ترى تغتسل بعدها أم تُغسَّل؟!
قد كنت البارحة تأخذ بلحاف فراشك .. فهل تأخذه أم تلحتف أكفانك؟!
قد كنت فيما تمضى تختار وقت نومك.. وأراك اليوم مرغما عليه!
وقد كنت تستطيع إيقاظ نفسك بمنبه.. وأراك اليوم رهين مفعول مخدر!
قد صليت قبل قليل.. فهل يا ترى تعود لتصلي أم يُصلى عليك؟؟
قد أشبهت حالك حال الراحلين.. فهل يا ترى ستشابههم أم ستعاينهم وتعاصرهم وتكون منهم ؟!
هل تُودّع على رضا أم تحزن على ما مضى ؟!
تساؤلات كثيرة طرحت ... غايتها أنَّ الدنيا ليست بشيء لمن أُوقفَ على حقيقتها! وأنَّ السعيد من عمل ليومٍ لا راحة فيه إلا لمن عمل صالحاً!
وأنَّ الندم الحقيقي ليس على فواتِ دنيا.. إنما الندم كل الندم أنْ ترى نفسك كالقطار لا يملك أنْ يذهب يمنة أو يسرة بل هو يسير والذي يحدد المسار رجل آخر غير قائد القطار فهل يا ترى توجه صحيفة أعمالك وجهة سكتك لطريق النعيم أم للطريق الآخر ؟! هنا الندم, وهنا الخوف, وهنا الحسرة, وهنا العبرة, وبهذا يعتبرُ الإنسان ويتعبّر!
فكم من أناس أملَّوا .. كان الأجل دون الأمل, وانقطعت بهم السبل دون بلوغهم المرام والغاية؛ فطوبى لمن أعدَّ لذلك اليوم ما يحتاج من أعمال وزاد, وترك تضييع الصلوات وملازمة المحرمات... فإن العمر قصير وإن طال ..!
خواطر مضت في ساعة حضرت والله يرزقنا وإياكم خير الأعمال وطول الأعمار ...