تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام الألباني: "لم يثبت حديث في خلق حواء من ضلع آدم" !!


السلطانه
10-15-2010, 03:17 PM
الإمام الألباني: "لم يثبت حديث في خلق حواء من ضلع آدم" !!

6499 (السلسلة الضعيفة) ( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ؛ مَسَحَ ظَهْرَهُ
فَخَرجتْ مِنْهُ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَانْتَزَعَ ضِلَعاً مِنْ
أَضْلَاعِهِ فَخَلَقَ مِنْهَا حَوَّاءَ ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهَما الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ) .
منكر جداً .
أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (3/206/2) ، وأبو الشيخ في
"العظمة" (5/1553/1015) من طريق مُحَمَّد بْن شُعَيْبٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ... فذكره . وعلقه ابن منده في "التوحيد" (1/211) ، ووصله
ابن عساكر في "التاريخ" (2/624) من طريق أخرى عن محمد بن شعيب ... به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبدالرحمن بن زيد بن أسلم : متفق على تضعيفه ، واتهمه بعضهم ، وهو صاحب حديث توسل آدم بالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهو موضوع ؛ كما تقدم في المجلد الأول برقم (25) ، وانظر الحديث (333) .
وقد خالفه هشام بن سعد ؛ فقال : عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة به وأتم منه دون قوله : "وانتزع ضلعاً ... فخلق منها حواء " رواه الترمذي وصححه وكذا الحاكم ووافقه الذهبي ، وهو مخرج في "ظلال الجنة" (1/91/2069) ،
وقال الترمذي :
"وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
قلت وأخرج بعضها عنه وعن غيره من الصحابة مرفوعاً وموقوفاً السيوطي
في "الدر المنثور" (141 - 143) .

وإلى هذه الطرق أشار المعلق الفاضل على "العظمة" بقوله - بعد أن أشار إلى ضعف الإسناد لأجل عبدالرحمن - : " ولكن الحديث صحيح ثابت من طرق أخرى "! ولكنه لم ينتبه لكونها خالية من ذكر (حواء) ، ولمخالفة هشام بن سعد لعبدالرحمن إسناداً ومتناً .
نعم قد جاءت هذه الزيادة عن جمع من الصحابة موقوفاً من طريق أسباط بن نَصْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُرَّةَ بْنِ شُرَاحَبِيلَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا :

" أُخْرِجَ إِبْلِيسُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَلُعِنَ ، وَأُسْكِنَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ قَالَ لَهُ :
{اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } ، فَكَانَ يَمْشِي فِيهَا وَحْشِيّاً لَيْسَ لَهُ زَوْجٌ يَسْكُنُ
إِلَيْهَا ، فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ ، وَإِذَا عِنْدَ رَأْسِهِ امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ خَلَقَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ
ضِلْعِهِ ، فَسَأَلَهَا : مَا أَنْتِ ؟ قَالَتِ : امْرَأَةٌ . قَالَ : وَلِمَ خُلِقْتِ ؟ قَالَتْ : لِتَسْكُنَ إِلَيَّ... "الحديث .

أخرجه ابن منده في "التوحيد" (1/213 - 214) ، وقال :
"أَخْرَجَ مُسْلِمُ عَنْ مُرَّةَ ، وَعَنْ السُّدِّيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ حَمَّادٍ ، وَأَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ فِي "كِتَابِهِ" ، وَهَذَا إِسْنَادٌ ثَابِتٌ "! كذا قال ! وأسباط مختلف فيه ، وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق كثير الخطأ ، يغرب".
فهو إسناد ضعيف ، مع كونه موقوفاً ، فكأنه من الإسرائيليات ، وقد روى ابن سعد (1/39) وغيره عن مجاهد في قوله تعالى : {وخلق منها زوجها} ، قال : "خلق (حواء) من قُصَيْرى (1) آدم ".
وذكر ابن كثير في "البداية" (1/74) عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ أنها خلقت من ضلعه
الأقصر الأيسر وهو نائم ، ولأمَ مكانه لحماً . وقال :
"ومصداق هذا في قوله تعالى ... " فذكر الآية مع الآية الأخرى : { جَعَلَ
مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ اِلَيْهَا ... } الآية ، لكن الحافظ أشار إلى تمريض هذا التفسير في شرح قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " استوصوا بالنساء [خيراً ] ، فان المرأة خلقت من ضلع ..." (2) ؛ فقال (6/36 :
"قيل : فيه إشارة إلى أن (حواء) خلقت من ضلع آدم الأيسر ... "
وقال الشيخ القاري في "شرح المشكاة" (3/460) :
"أي خلقن خلقاً فيه اعوجاج ، فكأنهن خلقن من الأضلاع ، وهو عظم معوج ، واستعير للمعوج صورة ، أو معنى ونظيره في قوله تعالى : {خلق الإنسان من عجل} ".
قلت : وهذا هو الراجح عندي أنه استعارة وتشبيه لا حقيقة ، وذلك لأمرين :
الأول : أنه لم يثبت حديث في خلق حواء من ضلع آدم كما تقدم .
والآخر : أنه جاء الحديث بصيغة التشبيه في رواية عن أبي هريرة بلفظ : "إن المرأة كالضلع ... ".
أخرجه البخاري (5184) ،ومسلم (4/17،وأحمد (2/428 و 449 و 530) وغيرهم من طرق عن أبي هريرة ، وصححه ابن حبان (6/189/4168 - الإحسان) .
وأحمد أيضاً (5/164 و6/279) وغيره من حديث أبي ذر ، وحديث عائشة رضي الله عنهم .

(تنبيه) :
وأما ما جاء في "سنن ابن ماجه" (1/175) - تحت الحديث (225) -
من رواية أبي الحسن بن سلمة : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَعْقِلٍ : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
الْمِصْرِيُّ قَالَ :
"سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "يُرَشُّ بَوْلُ الْغُلَامِ ، وَيُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ" وَالْمَاءَانِ جَمِيعاً وَاحِدٌ ؟ قَالَ :
لِأَنَّ بَوْلَ الْغُلَامِ مِنْ الْمَاءِ وَالطِّينِ ، وَبَوْلَ الْجَارِيَةِ مِنْ اللَّحْمِ وَالدَّمِ .
ثُمَّ قَالَ لِي: فَهِمْتَ ، أَوْ قَالَ لَقِنْتَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَا . قَالَ :
إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ ؛ خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلْعِهِ الْقَصِيرِ ؛ فَصَارَ بَوْلُ الْغُلَامِ مِنْ الْمَاءِ وَالطِّينِ ، وَصَارَ بَوْلُ الْجَارِيَةِ مِنْ اللَّحْمِ وَالدَّمِ . قَالَ : قَالَ لِي : فَهِمْتَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ لِي : نَفَعَكَ اللَّهُ بِهِ ".

فأقول : هذا إسناد ضعيف إلى الإمام الشافعي ؛ فإن أبا اليمان المصري لا
يُعرف إلا في هذه الرواية ، وأفاد الحافظ في "التهذيب" أن الصواب فيه : (أبو لقمان) - واسمه : محمد بن عبدالله بن خالد الخراساني - .
وقال في التقريب :
"مستور" .
وحقه أن يقول : "مجهول" ؛ لأنه قال في "المقدمة" في صدد ذكر مراتب التوثيق :
"السابعة : من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق ، وإليه الإشارة بلفظ : مستور ، أو مجهول الحال ".

وهو لم يذكر له راوياً في "التهذيب" ؛ غير (أحمد بن موسى بن معقل) كما
تقدمت الإشارة إلى ذلك .
ثم إنه وقع في وهم آخر ، وهو أنه نسب هذا الأثر لابن ماجه في ترجمة أحمد هذا وشيخه أبي اليمان ، وبالتالي جعلهما من رجال ابن ماجه ، والواقع أن الأثر من زيادات أبي الحسن بن سلمة القطان على "سنن ابن ماجه" ، وهو راوي "السنن" ، وأحمد بن موسى إنما هو شيخه - أعني أبا سلمة - ، وأبو اليمان من رجاله ، ولذلك لم يترجم لهما المزي في "تهذيب الكمال" ، ولا الذهبي في "الكاشف" ؛ فاقتضى
التنبيه . ولأبي الحسن القطان ترجمة حسنة في "سير النبلاء" (15/463 - 465) .

__________
(1) هو أعلى الأضلاع وأسفلها ، وهما (قٌصَيْريان) ، ووقع في الأصل (قيصري) !
(2) متفق عليه من حديث أبي هريرة ، وهو مخرج في "الإرواء" (7/53) .

رحم الله العلامة محمد ناصر الدين الألباني وجزاه عنا كل خير ، آمين آمين.

منقول

(http://www.brzan.net/vb/search.php?do=finduser&u=4329&starteronly=1)






http://allady.jeeran.com/welcom-7.gif

غيمة امل
10-15-2010, 03:58 PM
جزاك الله الجنه على هالموضوع
وبارك الله فيك وفع بك

نبرة حنيــن
10-15-2010, 06:47 PM
جزيتي الجنآآآن على الفآئده

حايليه
10-15-2010, 07:02 PM
جزاك الله خير
........على هالموضوع
والله يعطيكي العافيه

فهد اللوذان الغيثي
10-15-2010, 07:11 PM
الله يعطيك العافيه اختي السلطانه

والله ماحدن عنده علم اكثر من الالباني

والله اعلم

اشوف البنات اول من رد

ماصدقن خبر هههه لايروحن يأكدن الخبر بس

نبرة حنيــن
10-15-2010, 09:33 PM
بداية خطرت في بالي خاطرة عن هذا الموضوع
وهي إذا لم تخلق حواء من آدم فمما خُلقت ؟؟؟
و بعد البحث عن هذا الموضوع وجدت ما يلي :
مع ملاحظة أن هذا لا ينفي ما قاله العلامة الألباني فهو محدث
ومحقق للأحاديث ... فظاهر القول أنه يضع الحديث وليس الحدث ...
والله أعلم
.....

سئلت اللجنة الدائمة هذا السؤال :
يقول الشيخ \ شعيب الأرناؤوط في تحقيقه وتعليقه على كتاب (رياض الصالحين)
للإمام النووي تحت هذا الحديث، معلقا على هذا الحديث بقوله:
(الكلام هنا على التمثيل والتشبيه كما هو مصرح به في الرواية الثانية:
« المرأة كالضلع »
(1) ؛ لا أن المرأة خلقت من ضلع آدم كما توهمه بعضهم،
وليس في السنة الصحيحة شيء من ذلك).فضيلة الشيخ:
هذا ما قاله الشيخ الأرناؤوط بالحرف الواحد، مع أن
المصطفى-صلى الله عليه وسلم-
يقول بالحرف الواحد وبكل وضوح: « إن المرأة خلقت من ضلع »
(2) ومصداق هذا -أظن- في قوله تعالى: { الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا }
(3) وفي قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا }
(4) وفي قوله: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا }
(5) وفي قوله: { وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا }
(6) وقد قال أهل التفسير: يعنى: النساء، فإن حواء خلقت من ضلع آدم عليه السلام.
فضيلة الشيخ: هل ما قاله الشيخ الأرناؤوط صحيح أم خطأ؟
وما توجيهكم للحديث الذي احتج به: « المرأة كالضلع،
إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت وفيها عوج؟ »
الجواب :
ظاهر الحديث (1) أن المرأة- والمراد بها حواء -عليها السلام- خلقت
من ضلع آدم وهذا لا يخالف الحديث الآخر الذي فيه تشبيه المرأة
بالضلع، بل يستفاد من هذا نكتة التشبيه، وأنها عوجاء مثله،
لكون أصلها منه. والمعنى: أن المرأة خلقت من ضلع أعوج،
فلا ينكر اعوجاجها، فإن أراد الزوج إقامتها على الجادة وعدم
اعوجاجها أدى إلى الشقاق والفراق وهو كسرها، وإن صبر على سوء
حالها وضعف عقلها ونحو ذلك من عوجها دام الأمر واستمرت العشرة،
كما أوضح ذلك شراح الحديث، ومنهم الحافظ ابن حجر في (الفتح)
(6 \ 368) رحم الله الجميع. وبهذا يتبين أن إنكار خلق حواء
من ضلع آدم غير صحيح.
بالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ...
عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

تقبلي مروري الثآني

عديل الروح
10-16-2010, 01:41 AM
جزاك الله الف خير السلطانه على هالموضوع

قال تعالى
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً {1} النساء
وقوله تعالى:
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ {189} الأعراف
وقوله تعالى:
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ {20}
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21} الروم
وقوله تعالى:
خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ {6} الزمر


شاكر ومقدر اختي

الأمير
10-16-2010, 09:08 AM
الله يعطيكم العافيه على الإيضاحـات ...

سـكون الحـرف
10-18-2010, 09:16 PM
http://www.3andna.com/photo/ToP/NiCE/3ANDNA_NICE12.gif
الله اعـــلم
أنآآآر ألله طـُريقـَُك بآآلايمآآآن
أْختِي سُــلطــآنهـ
كمآآآ أنرتـِي
بصيرتنـُآآآ بهـذآآ الطـٍُرح ألرآآآقي
ودي لكـَُ
http://www.3andna.com/photo/ToP/NiCE/3ANDNA_NICE17.gif

هلال الدغيري
10-18-2010, 09:51 PM
جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـ وَجَعَلهُ في مَوآزينَ حَسنآتكـ
آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـ بآلريآحينْhttp://www.3bnat.com/vb/images/smilies/66.gifhttp://www.3bnat.com/vb/images/smilies/66.gif
دمْت بـِ طآعَة الرحمن http://www.3bnat.com/vb/images/smilies/give_rose.gif

السلطانه
10-20-2010, 03:08 PM
مرحبابكم هنا
انرتم متصفحي بتعطيركم
وغمرتم قلبي فرحا
كل الشكرلكم على المرور
لاتحرموني من تواجدكم العطر
لكم مني كل الشكروالعرفان


http://www.shy22.com/upfiles/llA02806.gif

ولد الفقيد
10-20-2010, 09:58 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

هلال الدغيري
10-24-2010, 06:11 PM
جزاك الله الف خير السلطانه على هالموضوع

قال تعالى
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً {1} النساء
وقوله تعالى:
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ {189} الأعراف
وقوله تعالى:
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ {20}
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21} الروم
وقوله تعالى:
خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ {6} الزمر


شاكر ومقدر اختي


أقسم أنني أرتجلت الكثير من الكتابه والتحقيق والتدقيق بكل سطر من الموضوع بعد أن نُبهت عليه .
لكن اعطيت كل ماااكتبت (دليت) فلا حاجة لي بالكلام .
وكفى بقول الله حجّه وبرهان .
شكراً لكِ أختي خجوله بطبعي وشكراً لك أخي عديل الروح .
وأتمنّى أن يُنظر في هذه الموضوع أختي السلطانه
تقبلي مروري

الشيخ وحيد
10-24-2010, 10:28 PM
خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها‏...(‏ الزمر‏:6)‏

بقلم الدكتور‏:‏ زغـلول النجـار
هــذه الأية الكريمة جاءت في الثمن الأول من سورة الزمر‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وعدد آياتها‏75‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود الاشارة فيها إلي أن الناس في يوم القيامة سوف يقسمون إلي زمر من أهل الجنة‏,‏ وزمر من أهل النار‏,‏ أي إلي جماعات جماعات‏,‏ فيساق الذين اتقوا ربهم إلي الجنة زمرا‏,‏ ويساق الذين كفروا إلي جهنم زمرا‏.‏
ويدور المحور الرئيسي لهذه السورة الكريمة حول فضل القرآن الكريم‏,‏ وتعظيم التوحيد لله‏(‏ تعالي‏)‏ والأمر به‏,‏ وتحقير الشرك به‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ والنهي عنه‏,‏ والتأكيد ان الشرك يحبط الأعمال‏,‏ ويجعل الواقع في وحله من الخاسرين في الدنيا والآخرة‏.‏ كما تركز السورة الكريمة علي حقيقة الآخرة‏,‏ وتصور لنا عددا من مشاهدها‏,‏ مؤكدة أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ لايغفر أن يشرك به‏,‏ ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من عباده‏.‏ وتمتدح السورة المؤمنين‏,‏ وتذكر طرفا من إكرام الله‏(‏ تعالي‏)‏ لهم‏,‏ وتذم الكفار والمشركين‏,‏ وتذكر طرفا من عقابهم‏,‏ وتشير إلي شيء من طبائع النفس الانسانية‏,‏ وتلمح إلي عدد من الآيات الكونية الدالة علي طلاقة القدرة الالهية المبدعة في الخلق والشاهدة علي حتمية البعث وضرورته وقدرة الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ عليه‏,‏ وتضرب عددا من الأمثال للناس‏,‏ موجهة الخطاب بين الحين والآخر إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏

وتبدأ سورة الزمر بتأكيد الحقيقة الواقعة أن القرآن الكريم هو تنزيل من الله العزيز الحكيم‏,‏ أنزله إلي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ بالحق المبين الذي أمره بعبادة الله‏(‏ تعالي‏)‏ وحده مخلصا له الدين ـ وهو الاسلام العظيم ـ ذلك الدين الخالص لله تعالي وحده‏,‏ بغير شريك ولاشبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة‏,‏ ولاولد‏,‏ لأن هذه كلها من صفات المخلوقين‏,‏ والله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ منزه عن صفات خلقه اجمعين‏,‏ وعلي ذلك يكون الشرك بالله كذبا عليه‏(‏ سبحانه‏),‏ وكفرا به‏,‏ والله لايهدي من هو كاذب كفار‏,‏ ولذلك تنفي الآيات في سورة الزمر ـ كما تنفي في غيرها من سورالقرآن الكريم ـ كل دعاوي المبطلين بنسبة الولد إليه‏(‏ تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا‏).‏
ثم تستعرض سورة الزمر عددا من الآيات الكونية الشاهدة لله‏(‏ تعالي‏)‏ بأنه خالق الكون‏,‏ وإلهه‏,‏ وربه‏,‏ ومليكه‏,‏ مؤكدة أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ يرضي من عباده الشكر علي نعمه‏,‏ ولايرضي منهم الكفر‏,‏ فإن كفروا فإن الله‏(‏ تعالي‏)‏ غني عن العالمين‏,‏ وتقرر أن نفسا لاتحمل إثم أخري‏,‏ وتؤكد أن إلي الله مرجع الجميع‏,‏ فينبئهم بما كانوا يعملون‏(‏ إنه عليم بذات الصدور‏)‏ أي بما تكنه القلوب التي في الصدور‏.‏

وتقارن الآيات بين حال كل من الكافرين والمشركين وبين الذين يرجون رحمة الله ويحذرون الآخرة‏,‏ فيجتهدون في العبادة آناء الليل وأطراف النهار‏,‏ وتقرر أنه لايستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون‏,‏ وأنه لايتذكر إلا أولو الألباب‏.‏
وتوجه الآيات الخطاب إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ أن يطالب الذين آمنوا من عباد الله بتقوي الله‏,‏ مؤكدا أن للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة‏,‏ وأنه لايجوز للمؤمن بالله أن يقبل الظلم ابدا‏,‏ فأرض الله واسعة‏,‏ وأن الصبر علي مجاهدة الظلم والظالمين من أعظم القربات إلي رب العالمين‏,‏ وأن الصابرين يوفون أجورهم بغير حساب‏,‏ وتطالبه الآيات‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ أن يقول للناس كافة‏:‏
‏..‏ إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين‏*‏ وأمرت لأن أكون أول المسلمين‏*‏ قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم‏*‏ قل الله أعبد مخلصا له ديني‏*‏ فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين‏*.‏
‏(‏ الزمر‏:11‏ ـ‏15)‏

وتعاود الأيات المقارنة بين عذاب الخاسرين من الكفار والمشركين يوم القيامة‏,‏ وبين نعيم الذين اجتنبوا الطاغوت‏,‏ وأنابوا إلي الله من أولي الألباب الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه‏,‏ مؤكدة أن الذي شرح الله صدره للاسلام فأصبح علي نور من ربه يختلف حاله تماما عن الذين اعرضوا عن دين الله‏,‏ فضلوا ضلالا بعيدا‏,‏ واصبحت قلوبهم قاسية إلي الحد الذي لايحركها ذكر الله‏,‏ ولا النظر في آياته العديدة في أنفسهم وفي الآفاق من حولهم‏.‏
ثم تعاود الآيات إبراز قدر القرآن الكريم عند رب العالمين‏,‏ وذلك بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلي ذكر الله ذلك هدي الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد
‏(‏ الزمر‏:23)‏

وتقارن سورة الزمر للمرة الثالثة بين مصائر الصالحين والطالحين يوم القيامة‏,‏ كما تشير إلي عقاب المكذبين من الأمم السابقة بالخزي في الدنيا وبالعذاب في الآخرة‏,‏ وتضرب للناس الأمثال بقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون‏*‏ قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون‏.(‏ الزمر‏:28,27)‏
ومن هذه الأمثال ـ ولله المثل الأعلي ـ تشبيه المشرك برجل مملوك لعدد من الشركاء المتنازعين فيه‏,‏ وتشبيه الموحد لله برجل ملكيته خالصة لفرد واحد‏,‏ وواضح الأمر أنهما لايستويان مثلا‏,‏ فالحمد لله‏(‏ تعالي‏)‏ الذي أقام الحجة علي عباده وان كان أكثرهم لايعلمون‏.‏
وتخاطب الآيات خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بحقائق الموت والبعث والحساب‏,‏ وذلك بقول ربنا تبارك وتعالي له‏:‏
إنك ميت وإنهم ميتون‏*‏ ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون‏(‏ الزمر‏:31,30)‏

وتقرر الآيات أن من كذب علي الله فنسب إليه ما لايليق بجلاله‏,‏ أو كذب بالحق الذي أوحاه الله‏(‏ تعالي‏)‏ إلي انبيائه ورسله‏,‏ والذي أتمه‏,‏ وأكمله‏,‏ وحفظه في بعثة خاتمهم اجمعين فإنه قد ظلم نفسه لأن مثواه سيكون في جهنم وبئس المصير وهي مثوي الكافرين‏,‏ أما الذين صدقوا الله‏(‏ تعالي‏)‏ وصدقوا بما أنزله علي خاتم انبيائه ورسله فأولئك هم المتقون‏,‏ المحسنون الذين لهم عند ربهم مايشاءون‏.‏
وتؤكد سورة الزمر ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو الذي يكفي خاتم انبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ويكفي المؤمنين برسالته من بعده كل ما يواجهون من تحديات الكفار والمشركين‏,‏ فكفار قريش ومشركوها كانوا يتوعدون رسول الله‏(‏ صلوات الله وسلامه عليه‏)‏ بأصنامهم وأوثانهم التي عبدوها من دون الله‏,‏ فدمرها الله‏(‏ تعالي‏)‏ ودمرهم‏.‏ والله يهدي من يشاء ممن قد اختار الهداية علي الضلالة‏,‏ ويضل من يشاء ممن قد اختار الضلالة علي الهدي‏,‏ وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
‏..‏ ومن يضلل الله فما له من هاد‏.‏ ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام‏.‏
‏(‏الزمر‏:37,36)‏

وفي النهي عن الشرك والتحقير من شأنه مرة أخري تخاطب الآيات خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ماتدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون‏*‏ قل يا قوم اعملوا علي مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون‏*‏ من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم‏.‏
‏(‏الزمر‏:40.38)‏

وفي التأكيد مرة ثالثة علي قدر القرآن الكريم عند رب العالمين‏,‏ وفي قدرته علي هداية الخلق أجمعين تعاود الآيات توجيه الخطاب إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدي فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل‏(‏ الزمر‏:41)‏
وتنعي الآيات علي المشركين اتخاذهم شفعاء يتقربون بهم إلي الله‏,‏ وهم يعلمون حق العلم أن هؤلاء الشفعاء لا يملكون شيئا ولا يعقلون‏,‏ ولذلك تؤكد أن الشفاعة لله وحده‏,‏ لا ينالها أحد إلا برضاه‏,‏ وهو وحده الذي له ملك السماوات والأرض‏,‏ وهو الذي سوف يرجع الخلق جميعهم إليه فيحاسبهم علي أعمالهم‏.‏
وتنتقد الآيات المشركين لأنهم إذا ذكر الله وحده ـ دون ذكر الذين أشركوهم في عبادته زورا وبهتانا ـ انقبضت قلوبهم‏,‏ وإذا ذكر شركاؤهم الذين أشركوهم في عبادة الله بغير حق فإنهم لكفرهم يستبشرون‏,‏ وفي ذلك يأمر القرآن الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ أن يقول‏:‏
قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون‏(‏ الزمر‏:46).‏

وتعاود الآيات التحذير من الظلم بمختلف أبعاده‏,‏ وأشكاله‏,‏ وصوره ومنها ظلم النفس بإغراقها في دياجير المعاصي ومن أشنعها الكفر بالله أو الشرك به‏,‏ وظلم الآخرين باغتيالهم‏,‏ أو اغتيال حقوقهم‏,‏ أو ممتلكاتهم‏,‏ أو أعراضهم‏,‏ أو حرياتهم وفي ذلك يحذر الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏الواقعين في الظلم من سوء العاقبة فيقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ماكسبوا وحاق بهم ماكانوا به يستهزئون‏(‏ الزمر‏:47‏ ـ‏48).‏
وتتحدث الآيات مرة ثانية عن جانب من جوانب النفس الإنسانية فتقول‏:‏

فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته علي علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون‏*‏ قد قالها الذين من قبلهم فما أغني عنهم ماكانوا يكسبون‏*‏ فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ماكسبوا وماهم بمعجزين‏*‏ أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون‏(‏ الزمر‏:49‏ ـ‏52).‏
وتحذر الآيات من قنوط الذين أسرفوا في المعاصي من رحمة الله‏,‏ ومن التكذيب بالرسالة الخاتمة والرسول الخاتم‏,‏ ومن الاستكبار علي الحق‏,‏ وتدعو إلي سرعة التوبة والإنابة إلي الله وذلك بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ موجها الخطاب إلي خاتم أنبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏
قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم‏*‏ وأنيبوا إلي ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون‏*‏ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون‏*‏ أن تقول نفس يا حسرتا علي ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين‏*‏ أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين‏*‏ أو تقول حين تري العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين‏*‏ بلي قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين‏(‏ الزمر‏:53‏ ـ‏59)‏
وتعرض الآيات لمشهد من مشاهد يوم القيامة يقول فيه الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

ويوم القيامة تري الذين كذبوا علي الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوي للمتكبرين‏*‏ وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون‏(‏ الزمر‏:60‏ ـ‏61)‏
ومعني هاتين الآيتين الكريمتين أن الذين كذبوا علي الله فنسبوا إليه من الصفات مالا يليق بجلاله‏(‏ كالصاحبة أو الولد‏)‏ سوف يأتون يوم القيامة ووجوههم مسودة من الكذب علي الله في الدنيا‏,‏ ثم يلقون في نار جهنم وبئس مثوي المكذبين بالحق‏,‏ المتكبرين علي الله‏(‏ تعالي‏)‏ ورسله‏,‏ والمتعالين علي أتباع الحق وجنده بينما ينجي الله الذين اتقوه في الدنيا بفوزهم بالجنة‏,‏ لا يمسهم السوء ولا يغشاهم شيء من الحزن الذي يغشي الكفار والمشركين في يوم الفزع الأكبر‏.‏
ثم تؤكد الآيات أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو خالق كل شيء‏,‏ وأنه علي كل شيء وكيل‏,‏ وأن له ـ وحده ـ تصريف أمور السماوات والأرض‏,‏ ولذلك فإن الكافرين بالله وآياته المنظورة والمقروءة هم بالقطع الخاسرون في الدنيا والآخرة‏.‏
وتعاود الآيات لوم المشركين علي شركهم واستنكار ذلك منهم‏,‏ وتوجه الخطاب إلي رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ أن يقول لهم‏.‏
قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون‏*‏ ولقد أوحي إليك وإلي الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين‏*‏ بل الله فاعبد وكن من الشاكرين‏(‏ الزمر‏:64‏ ـ‏66)‏
وتؤكد الآيات أن الذين كفروا بالله‏(‏ تعالي‏)‏ أو أشركوا به‏(‏ سبحانه وتعالي عما يشركون‏)‏ لم يعظموه التعظيم الذي يليق بجلاله وأنهم سوف يرون جانبا من قدر الألوهية في يوم القيامة‏,‏ والأرض جميعا قبضته‏,‏ والسماوات مطويات بيمينه‏(‏ سبحانه وتعالي‏).‏
وبعد ذلك تشير الآيات إلي نفخة الصور‏,‏ وما يتبعها من موت من في السماوات والأرض إلا من شاء الله‏,‏ ثم ينفخ فيه أخري فإذا الجميع قائمون من قبورهم‏,‏ وفي هذا اليوم ـ يوم الفزع الأكبر‏,‏ وكل واحد منتظر مصيره ـ تشرق الأرض بنور ربها‏,‏ ويوضع الكتاب‏,‏ ويحضر النبيون والشهداء ليشهدوا علي أممهم‏,‏ فيفصل الله بين الخلائق بالحق‏,‏ ويعطي كل نفس حقها جزاء ما عملت‏(‏ وهم لا يظلمون‏).‏
ثم تصور الآيات أحوال الخلائق في ختام الحساب الإلهي بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
وسيق الذين كفروا إلي جهنم زمرا حتي إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلي ولكن حقت كلمة العذاب علي الكافرين‏*‏ قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوي المتكبرين‏*‏ وسيق الذين اتقوا ربهم إلي الجنة زمرا حتي إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين‏*‏ وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين‏(‏ الزمر‏:71‏ ـ‏74)‏
وتختتم سورة الزمر بتصوير مشهد آخر من مشاهد يوم الحساب يجسد الخشوع لله يقول فيه الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
وتري الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين‏(‏ الزمر‏:75).‏
الاشارات الكونية في سورة الزمر

في سياق الاستشهاد علي طلاقة القدرة الالهية في ابداع الخلق‏,‏ والاستدلال من ذلك علي وحدانية الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ وعلي حتمية البعث وإمكانيته وضرورته جاء في سورة الزمر عدد من الاشارات إلي الكون وبعض مكوناته وظواهره يمكن ايجازها فيما يلي‏:‏
‏1-‏ وصف عملية خلق السماوات والأرض بأنها تمت بالحق أي حسب قوانين وسنن منضبطة تشهد لخالقها بأنه الحق‏(‏ سبحانه وتعالي‏).‏
‏2-‏ الاشارة الضمنية الرقيقة إلي كروية الأرض‏,‏ والي دورانها حول محورها امام الشمس‏,‏ والي جريها في مدارها حول الشمس وجري كل من الشمس والقمر‏-‏ وبالتالي كل اجرام السماء‏-‏ إلي أجل مسمي‏,‏ مما يشير إلي حتمية الآخرة‏.‏
‏3-‏ التأكيد علي خلق البشر كلهم من نفس واحدة‏.‏
‏4-‏ ذكر عملية انزال ثمانية أزواج من الانعام‏,‏ والانزال هنا قد يشير إلي إنزال الشفرة الوراثية الخاصة بكل منها‏.‏
‏5-‏ الاشارة إلي خلق جنين الانسان في ظلمات ثلاث‏.‏
‏6-‏ التأكيد علي عدم مساواة الذين يعلمون والذين لا يعلمون‏,‏ وأن الذين يتدبرون ويفهمون ويتذكرون هم أولو الألباب والنهي‏.‏
‏7-‏ الإشارة إلي أن أصل الماء تحت سطح الأرض هو ماء المطر الذي يسلكه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ ينابيع في الأرض‏,‏ ثم يخرج به زروعا مختلفة الأنواع والألوان‏,‏ ثم بعد النضج ييبس الزرع ويجف بعد نضارته‏,‏ ويصفر لونه‏,‏ ثم يتحطم ويصبح فتاتا متكسرا‏,‏ إشارة إلي دورة الحياة‏,‏ والموت في كل شيء‏.‏
‏8-‏ الاشارة إلي مفارقة الروح للجسد في حالتي النوم والممات‏,‏ ثم يعاد ارسالها للنائم لحظة يقظته‏,‏ وإمساكها عن جسد الميت لحظة وفاته‏.‏
‏9-‏ التأكيد علي أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هوخالق كل شيء‏,‏ وأنه علي كل شيء وكيل‏.‏
‏10-‏ الاشارة إلي أن الأرض سوف تكون في قبضة الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ يوم القيامة‏,‏ وأن السماوات سوف تكون مطويات بيمينه إشارة إلي أنه‏(‏ تعالي‏)‏ رب كل شيء ومليكه‏,‏ وأنه صاحب الإرادة المطلقة في خلقه‏.‏
‏11-‏ التأكيد علي أن الأرض في الآخرة سوف تشرق بنور ربها كما أشرقت أرض الدنيا بنوره‏(‏ سبحانه وتعالي‏.‏

وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها‏,‏ ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا علي النقطة الثالثة في القائمة السابقة والتي جاءت في الآية السادسة من سورة الزمر‏,‏ ولكن قبل الشروع في ذلك لابد من استعراض سريع لأقوال عدد من المفسرين في شرح دلالة هذه الآية المباركة‏.‏
من أقوال المفسرين
في تفسير قوله‏(‏ تعالي‏):‏
خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها‏...(‏ الزمر‏6)‏
‏*‏ ذكر ابن كثير‏(‏ رحمه الله‏)‏ ما مختصره‏:..‏ أي خلقكم مع اختلاف أجناسكم وأصنافكم وألسنتكم وألوانكم‏(‏ من نفس واحدة‏)‏ وهو آدم عليه الصلاة والسلام‏(‏ ثم جعل منها زوجها‏)‏ وهي حواء عليها السلام كقوله تعالي‏:(‏ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء‏)...‏
‏*‏ وجاء في الظلال‏(‏ رحم الله كاتبها برحمته الواسعة‏)‏ ما نصه‏:..‏ وحين يتأمل الانسان في نفسه‏,‏ نفسه هذه التي لم يخلقها‏,‏ والتي لايعلم عن خلقها إلا ما يقصه الله عليه‏,‏ وهي نفس واحدة‏,‏ ذات طبيعة واحدة‏,‏ وذات خصائص واحدة‏,‏ خصائص تميزها عن بقية الخلائق‏,‏ كما أنها تجمع كل أفرادها في إطار تلك الخصائص‏.‏ فالنفس الانسانية واحدة في جميع الملايين المنبثين في الأرض في جميع الأجيال وفي جميع البقاع‏.‏
وزوجها كذلك منها‏,‏ فالمرأة تلتقي مع الرجل في عموم الخصائص البشرية رغم كل اختلاف في تفصيلات هذه الخصائص ـ مما يشي بوحدة التصميم الأساسي لهذا الكائن البشري الذكر والأنثي‏,‏ ووحدة الإرادة المبدعة لهذه النفس الواحدة بشقيها‏.‏
‏*‏ وذكر بقية المفسرين كلاما مشابها لا أري حاجة إلي تكرار سرده‏.‏
من الدلالات العلمية للنص الكريم

أولا‏:‏ في قوله تعالي‏:‏ خلقكم من نفس واحدة‏...:‏
عرف الناس منذ القدم حقيقة توارث الصفات عن الوالدين في الإنسان‏,‏ وفي غيره من الكائنات الحية التي تتكاثر بالتزاوج‏,‏ ولكن آلية هذا التوارث لم تفهم حتي استطاع النمساوي جريجور مندل‏(GregorMendel)‏ أن يضع لها تصورا مبدئيا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي‏(1865‏ ـ‏1869‏ م‏)‏ من خلال عدد من الملاحظات والتجارب التي اجراها علي نبات البازلاء استخلص منها أن انتقال الصفات من جيل إلي آخر يتم عبر عدد من العوامل المتناهية في الضآلة عرفت فيما بعد باسم المورثات أو حاملات الوراثة‏(Genes).‏
وبقيت المورثات إلي أوائل القرن العشرين مجرد رموز تستخدم في محاولات تفسير عمليات التنوع في الخلق حتي استطاع الأمريكي مورجان‏(ThomasHuntMorgan)‏ في سنة‏(1912‏ م‏)‏ إثبات أن لها وجودا فعليا علي جسيمات خيطية متناهية في الضآلة توجد بداخل نواة الخلية الحية‏,‏ وتعرف باسم الصبغيات أو الجسيمات الصبغية‏(Chromosomes)‏ لقدرتها الفائقة علي اكتساب الصبغة التي تضاف إلي الخلية الحية والتلون بها‏.‏

ومن خلال دراسته للصبغيات في خلايا جسم الإنسان تعرف‏(‏ مورجان‏)‏ علي الصبغي المختص بالتكاثر‏ReproductionChromosome)),‏ واقترح فكرة التخطيط الوراثي للكائنات الحية بمعني رسم خرائط تفصيلية للصبغيات ولما تحمله من المورثات‏.‏
وفي سنة‏(1955‏ م‏)‏ تمكن كل من الامريكي جيمس واطسون‏JamesWatson))‏ والبريطاني فرانسيس كريك‏FrancisCrick))‏ من التعرف علي التركيب الجزيئي للحمض النووي الريبي المنقوص الاكسيجين‏(DeoxyribonucleicAcidorDNA)‏ الذي تتكون منه الصبغيات‏,‏ وتكتب بمكوناته الشفرة الوراثية‏,‏ وهو مركب كيميائي شديد التعقيد‏,‏ وقابل للتكسر كيميائيا ليعطي حمص الفوسفوريك‏,‏ وعددا من السكريات‏,‏ والقواعد النيتروجينية‏.‏
وظلت دراسات الوراثة تتكامل في تسارع مبهر حتي تم الاعلان في‏2000/6/26‏ م‏(‏ الموافق‏1421/3/24‏ هـ‏)‏ عن الانتهاء من قراءة مبدئية للشفرة الوراثية للانسان‏,‏ وبتاريخ‏2003/4/14‏ م‏(‏ الموافق‏1424/2/12‏ هـ‏)‏ اعلنت منظمة الشراكة الدولية لدراسة ترتيب بناء الشفرة الوراثية للإنسان‏(TheInternationalHumanGenomeSequencingCons ortium)‏ إكمال مشروع قراءة الشفرة الوراثية للانسان بنجاح‏.‏

ويتكون الصبغي من شريط طويل من لفائف الحلزون المزدوج للحمض النووي الريبي غير المؤكسد‏(DNA)‏ والمرتبط بعدد من البروتينات‏.‏ ويبلغ قطر هذا الحلزون واحدا من نصف المليون من الملليمتر‏,‏ ويبلغ سمك جداره واحدا من خمسين مليونا من الملليمتر‏,‏ ويبلغ حجمه واحدا من المليون من الملليمتر المكعب وإذا تم فرده فإن طوله يبلغ حوالي الأربعة سنتيمترات‏,‏ بمعني أنه إذا تم فرد أشرطة الحمض النووي في ستة وأربعين صبغيا موجودة في نواة خلية واحدة من الخلايا العادية البانية لجسم الانسان‏,‏ وتم رصها بجوار بعضها البعض فإن طولها يبلغ حوالي المترين‏(4‏ سم‏*46=184‏ سم‏),‏ وإذا تم ذلك بالنسبة لمجموع الصبغيات الموجودة في الف مليون مليون خلية توجد في المتوسط في جسم الفرد الواحد من البشر فإن طولها يزيد علي المسافة بين الأرض والشمس والمقدرة بحوالي المائة والخمسين مليونا من الكيلو مترات‏.‏
ويقسم كل واحد من الصبغيات‏(Chromosomes)‏ علي طوله بعدد من العلامات المميزة إلي وحدات طولية يحمل كل منها عددا من المورثات‏(Genes)‏ يقدر بحوالي المائة مورث في كل وحدة طولية‏,‏ وهذه المورثات تحمل صفات الخلية الحية وصفات الجسد الذي يحتويها‏,‏ وتكتب هذه الصفات بعدد من الشفرات المصغرة أو الشفيرات‏(Codons)‏ يتكون كل منها من ثلاث نويدات‏(Nucleotids),‏ وتتكون كل نويدة من زوج من القواعد النيتروجينية‏(ApairofNitrogenousBasesorBasePairs)‏ المرتبطة برباط وسطي دقيق‏,‏ وتستند كل قاعدة من هذه القواعد النيتروجينية في جهتها الخارجية إلي جزيئين أحدهما من السكر والآخر من الفوسفات في نظام محكم دقيق تكون فيه جزيئات السكر والفوسفات جدارين متقابلين تنتشر بينهما أزواج القواعد النيتروجينية علي هيئة درجات السلم الخشبي في علاقات تبادلية منضبطة تحدد الصفات الوراثية للكائن الحي‏.‏ ومن الأمور المبهرة حقا أن هذه القواعد النيتروجينية هي أربعة قواعد فقط تكتب الشفرة الوراثية بتبادلاتها لجميع البشر ممن سبقونا من أول الخلق إلي البلايين المعاصرة‏,‏ وإلي الذين سوف يلحقون بنا والذين سوف يستمرون من بعدنا إن شاء الله‏(‏ تعالي‏)‏ إلي يوم البعث‏,‏ ولكل فرد منهم بصمته الوراثية المميزة‏,‏ وصفاته الشخصية المحددة التي لا تتكرر في غيره‏.‏

والشفرة الوراثية في الواحدة من الخلايا العادية من خلايا جسد الإنسان تحمل‏18,6‏ بليون جزيء من القواعد النيتروجينية‏,‏ والسكر‏,‏ والفوسفات‏,‏ موزعة بالتساوي بين هذه المجموعات الثلاث‏(6,2‏ بليون جزيء لكل منها‏),‏ وتنقسم هذه البلايين من الجزيئات إلي‏3,1‏ بليون نويدة‏(Nucleotide)‏ يتكون كل منها من ستة جزيئات ثنتان منها من القواعد النيتروجينية‏,‏ وثنتان من السكر ومثلهما من الفوسفات‏.‏ وتتوزع هذه النويدات في أكثر قليلا من بليون شفيرة‏(Codon)‏ تتكون كل منها من ثلاث نويدات‏,‏ ومن الشفيرات تتكون المورثات التي تنتشر علي طول‏46‏ صبغيا توجد في نواة كل خلية من خلايا جسم الإنسان ماعدا خلايا التكاثر‏(‏ كل من البييضة والحيوان المنوي‏)‏ التي يحتوي كل منها علي نصف عدد الصبيغات‏(‏ أي‏23‏ صبغيا فقط‏)‏ حتي يتكاملا بالاتحاد إلي‏46‏ صبغيا في النطفة الأمشاج التي تكون بذرة الجنين‏.‏
وجزيء الحمض النووي الريبي المنقوص الأكسيجين‏(DNA)‏ الذي تنبني منه الصبغيات يتكون من لفائف دقيقة جدا يتركب كل منها من سلميات من القواعد النيتروجينية ملتحمة في الوسط ومستندة إلي جدارين من جزيئات السكر والفوسفات‏,‏ وتلتف هاتان السلسلتان علي بعضهما حول محور وهمي بشكل حلزوني مطوي طيا شديدا يعرف باسم الرقائق الحلزونية المزدوجة الجدار للحمض النووي‏((DoubleHelixDNAStrands).‏
ومن طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الخلق أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد أعطي هذه الرقائق الحلزونية المزدوجة الجدار القدرة علي الانفلاق نصفين وتكملة كل شق إلي رقيقة حلزونية كاملة بنفس دقة ترتيب الجزيئات الكيميائية فيها وذلك قبل سويعات من انقسام الخلية‏.‏ ويتم ذلك بدقة فائقة حسب البصمة الوراثية السائدة في الخلية‏.‏

وإذا عدنا بعملية الانقسام في الشفرة الوراثية إلي الوراء مع الزمن فإن بلايين الشفرات الوراثية التي تملأ أجساد أكثر من ستة مليارات من البشر الذين يملأون جنبات الأرض اليوم تلتقي مع بلايين الشفرات في أجساد من عاشوا قبلنا‏,‏ وماتوا ومن سوف يأتون من بعدنا إلي قيام الساعة‏,‏ يلتقي كل ذلك في شفرة وراثية واحدة كانت في صلب رجل واحد هو أبونا آدم‏(‏ عليه السلام‏)‏ ولذلك قال‏(‏ تعالي‏):‏
خلقكم من نفس واحدة‏...(‏ الزمر‏:6)‏
وهو تعبير معجز في زمن لم يكن لأحد من الخلق أدني إلمام بعلم الوراثة الذي أثبت لنا هذه الحقيقة في منتصف القرن العشرين‏.‏

أما هذه النفس الواحدة فيصف ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ خلقها وذريتها التي كانت في صلبها لحظة الخلق وذلك في عدد من آيات القرآن الكريم منها قوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
‏(1)‏ الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين‏*(‏ السجدة‏:7).‏
‏(2)‏ إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين‏*(‏ ص‏:71).‏
‏(3)‏ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏*(‏ المؤمنون‏:12).‏
‏(4)‏ ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون‏(‏ الروم‏:20)‏
‏(5)..‏ إنا خلقناهم من طين لازب
‏(‏الصافات‏:11)‏
‏(6)‏ ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون‏(‏ الحجر‏:26)‏
‏(7)‏ خلق الإنسان من صلصال كالفخار
‏(‏الرحمن‏:14)‏
‏(8)‏ منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخري‏(‏ طه‏:55)‏
‏(9)‏ والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا‏(‏ نوح‏18,17)‏
‏(10)‏ ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير‏(‏ لقمان‏:28)‏
‏(11)‏ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم‏(‏ التين‏:4)‏

وفي التأكيد علي خلق أبينا آدم‏(‏ عليه السلام‏)‏ من تراب الأرض قال رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض‏,‏ فجاء بنو آدم علي قدر الأرض‏:‏ جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك‏,‏ والخبيث والطيب وبين ذلك
‏(‏ وهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد عن أبي موسي الأشعري‏,‏ كما أخرجه كل من الإمامين أبي داود والترمذي عن عوف الأعرابي وقال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح‏).‏
هذه النصوص من القرآن الكريم ومن السنة النبوية المطهرة نصوص واضحة الدلالة‏,‏ ثابتة النص‏,‏ مؤكدة السند لاتحتمل التأويل ولا التحوير‏,‏ ومنكرها ينكر معلوما من الدين بالضرورة‏,‏ وحكم ذلك معروف وجازم وقاطع عند أهل العلم‏.‏
وقد حاول نفر من غير المتخصصين‏,‏ البعيدين كل البعد عن العلوم الكونية وتخصصاتها‏....,‏ والمنهزمين نفسيا أمام الحضارة الغربية‏,‏ والمنبهرين ببهرجتها ـ حاولوا تأويل تلك النصوص في تعسف واضح‏,‏ وتكلف غير مبرر‏,‏ وجهل بأبسط قواعد العلوم كي يبرزوها عنوة بما يتلاءم وفرضية التطور العضوي التي أسقطها العلم بمعطياته الكلية كما أسلفنا في مقالنا رقم‏(139)‏ بهذه الجريدة الغراء‏.‏
وأحيل هؤلاء المفتونين باللغات الأجنبية ـ التي يتشدقون دوما بمعرفتها بمناسبة وبغير مناسبة ـ إلي ماحوت من محاولات الدهريين لصرف الأنظار عن الخالق إلي الطبيعة‏,‏ وعن الخلق المحكم الدقيق إلي العشوائية والصدفة‏,‏ لأنهم لايؤمنون بإله‏,‏ ولابوحي‏,‏ ولاببعث‏,‏ ولابحساب‏,‏ ولابجنة ـ ولانار‏,‏ فيحاولون ربط خلق الإنسان ـ ذلك المخلوق المكرم ـ بغيره من الخلق الحيواني السابق في وجوده‏,‏ في محاولات يائسة لايقرها العلم ذاته بل أثبت زيفها في أكثر من حادثة من مثل حادثة بلتدون‏(Piltdown)‏ الشهيرة وهي من أحقر فضائح الدهريين‏..‏ إن كان الداروينيون الجدد في بلادنا لايعرفونها‏..!!‏
وباستكبار غيرمبرر وضعوا لفظ‏(‏ البشر‏)‏ الذي افترضوا ـ بلا أدني دليل ـ أنهم كانوا بلا سمع ولابصر ولافؤاد‏(‏ عقل‏)‏ ـ كمرحلة انتقالية بين الإنسان وماقبله من حيوانات بدلا من أن يضعوا القرود وأشباه القرود‏....!!‏
وهؤلاء المفتونون بالغرب ومعطياته أدعو لهم بالهداية وأطالبهم بالتوبة العاجلة قبل الموت‏..‏ ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم‏.....!‏

ثانيا‏:‏ في قوله تعالي‏:...‏ ثم جعل منها زوجها‏...:‏
في كتابه المنشور سنة‏1993‏ م والمعنون‏(VanishedWorlds)‏ ذكر روي ليمون‏(RoyR.Lemon)‏ أن الدراسات المتأخرة في علم الأحياء الجزيئي قد أثبتت أنه يمكن تتبع السلالات الأحيائية بواسطة الحمض النووي الريبي المنزوع الأكسيجين للمتقدرات والمعروف باسم‏TheMitochondrial-DNA‏ والمتقدرات هي جسيمات أو عضيات‏(Organelles)‏ غشائية التكوين شديدة الضآلة‏,‏ عظيمة الفائدة تسبح في سائل الخلية وتقوم بتحويل غذائها إلي الطاقة التي تحتاجها كل مكونات الخلية في نشاطها‏,‏ ومحتواها من الـ‏(DNA)‏ لايورث إلا من الأم فقط‏,‏ ولايدخل في عملية أختلاط مورثات الأبوين أثناء إخصاب البييضة‏,‏ وبذلك يمكن تتبع جميع الإناث اللائي يملأن جنبات الأرض اليوم‏,‏ واللائي جئن من قبلنا‏,‏ واللائي سوف يأتين من بعدنا إلي قيام الساعة‏,‏ يمكن تتبع كل هؤلاء إلي الأم الأولي‏(‏ أمنا حواء عليها السلام‏)‏ من خلال الحمض النووي المتقدري الموجود في خلاياهن‏.‏
أما خلق هذه الأم الأولي فقد تم بمعجزة لاتقل في تعاظم شأنها عن خلق أبينا آدم عليه السلام من تراب وفي صلبه جميع نسله‏.‏

أما كيف تم ذلك؟ فلا نملك إلا نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة‏,‏ والقرآن الكريم يقول لنا فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
‏(1)‏ ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا‏.(‏ النساء‏:1)‏
‏(2)‏ هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها‏....*(‏ الأعراف‏:189)‏
‏(3)‏ خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها‏.....*(‏ الزمر‏:6)‏
وأحاديث رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ منها الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة مرفوعا إلي النبي‏(‏ عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم‏)‏ يقرر فيه أن أمنا حواء‏(‏ عليها السلام‏)‏ خلقت من ضلع آدم‏.‏ وهذا الحديث الشريف يتفق في المعني مع الآيات السابقة دون أدني تأويل أو تحريف‏.‏

وقضايا الخلق بأبعادها الثلاثة‏:‏ خلق الكون‏,‏ خلق الحياة‏,‏ وخلق الإنسان قضايا غيبية غيبة كاملة‏,‏ لم يشهدها أي من الإنس أو الجن‏,‏ ولكن الله‏(‏ تعالي‏)‏ من رحمته بنا قد ترك لنا في صخور الأرض وفي صفحة السماء من الشواهد الحسية مايمكن أن يعين الإنسان بإمكاناته البشرية المحدودة علي الوصول فيها إلي شيء من التصور الصحيح إذا استهدي بهداية الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ في محكم كتابه‏,‏ وفي أحاديث خاتم أنبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ ووظف عقله وحسه في إدراك ذلك‏,‏ ولكن إذا أنكر الإنسان الهداية الربانية‏,‏ أو تجاهلها‏,‏ أو حاول التطاول عليها بغير علم دخل في نفق مظلم يصعب عليه الخروج منه إلي لحظة الموت‏.‏
ولذلك فإن في قول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها‏...(‏ الزمر‏:6)‏
سبق علمي يشهد للقرآن الكريم بأنه معجز حقا‏,‏ لنزوله بمثل هذه الحقائق العلمية البالغة الدقة في زمن لم يكن لأحد من الخلق إدراك لها أو إلمام بها‏,‏ ويشهد للنبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقي القرآن الكريم بالنبوة وبالرسالة‏,‏ وبأنه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كان موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏.‏

ويبقي في النصوص القرآنية الكريمة‏,‏ والأحاديث النبوية الشريفة التي اقتطفنا شيئا منها في هذا المقال‏,‏ وفي التحليل العلمي الذي أوردنا جانبا منه هنا وفي خمسة عشر مقالا سابقا في هذه الجريدة الغراء ـ يبقي في كل ذلك مايرد لأصحاب العقول التائهة‏,‏ وأصحاب الأبصار الزائغة شيئا من الرشد فيتوبون إلي الله قبل فوات الأوان‏,‏ ويسقطون شيئا من الكبر الكاذب والغرور القاتل الذي أوقعهم فيما وقعوا فيه من كبوات وعثرات‏,‏ والله هو الموفق والمستعان‏,‏ وهو‏(‏ تعالي‏)‏ الهادي إلي سواء السبيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.

السلطانه
10-25-2010, 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


رقـم الفتوى : 18218


عنوان الفتوى : شبهات حول خلق المرأة من ضلع، وزواج آدم من حواء




السؤال


وردت مسألة خلق المرأة من ضلع أعوج في كثير من كتب الصحاح وبعض العلماء من أهل السنة والجماعة
فما مدى صحة تلك الأحاديث وهل تتفق مع تكريم النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة وهل يعتبر آدم بموجب ذلك نكح نفسه إذا كانت حواء مخلوقة من ضلعه فيصبح كل وجودنا حراماً بموجب هذه الرواية أفتونا مأجورين
حفظكم الباري وسدد خطاكم؟




الفتوى



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:


فيقول الله تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً [النساء:1].


وفي هذه الآية وغيرها تنصيص على أن أصل البشرية من آدم، وأن حواء خلقت منه، وجاءت الأحاديث الصحيحة لتبين من أي مكان خلقت حواء من آدم،


فجاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء.
زاد ابن إسحاق (بتخريجه) اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم.



وكون حواء خلقت من آدم من غير توليد كخلق الأولاد من الآباء لا يلزم منه أن تكون ابنته ولا أخته، كما نص على ذلك علماء التفسير،


ولهذا سماها القرآن زوجة:وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1].


وقد جعل الله خلق آدم من غير أب ولا أم، وخلق حواء من غير أم،
وخلق عيسى من غير أب، وخلق بقية البشر بعد ذلك من ذكر وأنثى، آيات تدل على عظم الخالق سبحانه.



وأما قولك:


إن خلق حواء من ضلع أعوج يتعارض مع الأحاديث التي تكرم المرأة! فالحقيقة أنه لا تنافي بين الأمرين،
والدليل على ذلك أن الله تعالى كرم الإنسان وفضله على سائر المخلوقات قال تعالى:وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم [الإسراء:70].


وقال تعالى:لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين:4].


ومع ذلك فهو مخلوق من ماء مهين وأخرج من مجرى البول مرتين وقد كان أصل خلقه من الطين.
وبهذا يتبين للسائل الكريم أنه لا تعارض بين أصل الخلق والتكريم.



ثم إن استنتاج السائل من كون حواء خلقت من ضلع آدم فساد زواجه منها، وما ينبني على ذلك من كون وجود كل البشرية من نكاح فاسد، هو استنتاج غير صحيح ولا يستقيم، فلا يلزم من كونها خلقت من ضلعه أن يكون أباً لها أو أخاً -كما تقدم- ثم على السائل أن يعلم أن شريعة آدم التي كان ينتهجها تبيح من أنواع النكاح ما لا تبيحه شريعتنا.



وعلى السائل أن يعلم أن آدم نبي من أنبياء الله تعالى، والأنبياء معصومون من الوقوع في الكبائر ومن الإصرار على الصغائر، وكون شرعنا يحرم نكاح المحارم لا يلزم منه أن يكون شرع آدم يحرمه لأن الله تعالى يقول:


لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً [المائدة :48].
والله أعلم.


المفتـــي: مركز الفتوى
الشبكة الإسلامية

السلطانه
10-25-2010, 11:56 PM
العنوان خَلْق المرأة من ضلع أعوج
المجيب د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

السؤال

هل صحيح أن الزوجة مخلوقة من ضلع أعوج؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً مع ذكر المراجع من القرآن والسنة وكتب التفاسير وشروح الأحاديث.




الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد:

الحديث المشار إليه في السؤال أخرجه البخاري (5184،3331)، ومسلم ( 1468)

من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:

"اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاه،ُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ"،

ومعنى الحديث الحث على الرفق بالمرأة والإحسان إليها، وطيب معاشرتها وحسن مراعاتها ومداراتها،
وقد بوب عليه البخاري بقوله: باب المدارة مع النساء،

وقوله: "خلقت من ضلع"
فيه إشارة إلى أنها خلقت من ضلع آدم، وقد دل القرآن أن المرأة خلقت من الرجل،

قال تعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا"[الأعراف:189]،

قال الطبري: (ويعني بقوله: وجعل منها زوجها، وجعل من النفس الواحدة، وهو آدم زوجها حواء ...)،

ثم ذكر عن قتادة: (وجعل منها زوجها، حواء جعلت من أضلاعه، ليسكن إليها)،

وقال الحافظ ابن كثير: (ينبه تعالى على أنه خلق جميع الناس من آدم عليه السلام، وأنه خلق منه زوجته حواء ثم انتشر الناس منهما ...)،

وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا"[النساء:1]،

قال ابن كثير: (وخلق منها زوجها وهي حواء عليها السلام خلقت من ضلعه الأيسر من خلفه وهو نائم، فاستيقظ فرآها فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه... )،

وقال ابن جرير: (وخلق منها زوجها، وهي حواء ...).


وذهب بعض العلماء إلى أن قوله في الحديث:

(من ضلع)
قصد به المثل أي من مثل ضلع، وقصد من هذا التشبيه الحث على الرفق بها والإحسان إليها،
وإمساكها بالمعروف

ويشهد له ما جاء في رواية مسلم: "لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها؛ استمتعت بها وبها عوج ، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها: طلاقها"،
ومن المعلوم أن الخالق جل ثناؤه قد زود كلاً من الرجل والمرأة بخصائص تتناسب والمهمة التي يقوم بها كل منهما، فالمرأة هي الحاضنة والمربية والحاملة والمرضعة،

وهذه المهمة بحاجة إلى عواطف جياشة ومشاعر مرهفة حتى تستطيع أن تؤدي مهمتها على الوجه الأكمل،
وغلبة هذه العاطفة مع ما يتكرر معها من المحيض والولادة يولد لديها بعض الضعف من الانفعال النفسي والشعور بالضيق فيضعف تحملها فتحتاج إلى مراعاة،

فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى طبيعة المرأة، وأنها تحتاج إلى مراعاة ومداراة وترك التقصي عليها فلا تعامل بالشدة والمحاسبة الدقيقة على تصرفاتها،

ولو أن الزوج استحضر هذه الوصية عند تعامله مع امرأته لطابت حياتهما وعاشا حياة طيبة وعيشة هنيئة بعيدة عن المشاكل والمكدرات،
والإسلام كما لا يخفى في تشريعاته وأحكامه قد أعطى المرأة مكانة عالية ومنزلة رفيعة وحفظ كرامتها وأنوثتها وعفتها

وقد عرض القرآن الكريم لكثيرٍ من شئون المرأة
في أكثر من عشر سور منها سورتان عرفت إحداهما بسورة النساء الكبرى، وعرفت الأخرى بسورة النساء الصغرى،

وهما سورتا: النساء والطلاق،

وعرض لها في سور:

البقرة والمائدة والنور والأحزاب والمجادلة والممتحنة والتحريم، وحظيت المرأة في الإسلام بمكانة لم تحظ بها في شرع سماوي سابق ولا في اجتماع إنساني، ومع هذه المكانة للمرأة في تشريعات الإسلام يأتي من يزعم أن الإسلام هضم حق المرأة، وجعلها متعة بيد الرجل،

والقرآن يقول: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ"[البقرة:228]،

والحقيقة أن القضية
لا ترجع إلى حق وعدل ولكن إلى أهواء وشهوات وتقليد لما يوجد في البلاد الغربية والتي أخرجت المرأة عن وظيفتها الإنسانية وأقحمتها في ميادين ليست لها وقضت على أنوثتها وعفتها وكرامتها، والشاهد خير واقع، إن الإسلام منح المرأة كل خير وصانها من كل شر، ولا منقذ لها ولا حافظ لكرامتها سوى التعاليم التي جاءت في نصوص الوحيين الكتاب والسنة، والإسلام بين أن المرأة خلقت من الرجل، وأن خلق المرأة نعمة ينبغي أن يحمد الله عليها،

قال تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"[الروم:21]،

وقال تعالى: "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً"[النحل:72]،

والمرأة في الإسلام كالرجل فهي شقيقته وشريكته، ومن الرجل والمرأة تعددت القبائل والشعوب "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ ..."[الحجرات:13]،

والمرأة هي الأم، وقد وضعها الإسلام موضع التكريم والإجلال،
وجاءت الوصايا بالإحسان إليها: "وَوَصَّيْنَا الْإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"[لقمان:14]،

وقال تعالى: "وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً"[الأحقاف:15]،

والمرأة كالرجل فرض الله عليها القيام بالواجبات الشرعية،

وهي كالرجل إذا استجابت لأمر الله :

"مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"[النحل:97]،

"فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ"[آل عمران:195]،
"إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً"[الأحزاب:35]،

والمرأة مسئولة مسؤولية خاصة عن واجباتها الشرعية، ومسئولة مسؤولية عامة فيما يختص بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف، والإرشاد إلى الفضائل والتحذير من الرذائل،

قال تعالى: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"[التوبة:71]،

وللمرأة في الإسلام حرية التصرف في مالها، ولها حق أن تستأذن في أمر زواجها، ولها أن ترفض وليس لوليها أن يكرهها فيمن لا ترغب فيه، ولها نصيبها من الميراث، واعتنى الإسلام بتعليم المرأة وتثقيفها.


والحاصل أن المتأمل في هذه الشريعة العظيمة يرى أنها أحاطت المرأة بتشريعات وأحكام تكمل بها كرامتها وسعادتها، وتتحقق لها الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، ويجب أن ننظر إلى جميع ما ورد في شأن المرأة،
ولا ننظر إلى جزئية مقطوعة عن باقي التشريعات، فالنظرة الجزئية خاطئة،

والله أعلم.

الإسلام اليوم

__________________

السلطانه
10-25-2010, 11:58 PM
السؤال :
وردت مسألة خلق المرأة من ضلع أعوج في كثير من كتب الصحاح وبعض العلماء من أهل السنة والجماعة
فما مدى صحة تلك الأحاديث وهل تتفق مع تكريم النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة وهل يعتبر آدم بموجب ذلك نكح نفسه إذا كانت حواء مخلوقة من ضلعه فيصبح كل وجودنا حراماً بموجب هذه الرواية أفتونا مأجورين
حفظكم الباري وسدد خطاكم؟

الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيقول الله تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً [النساء:1]. وفي هذه الآية وغيرها تنصيص على أن أصل البشرية من آدم، وأن حواء خلقت منه، وجاءت الأحاديث الصحيحة لتبين من أي مكان خلقت حواء من آدم، فجاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. زاد ابن إسحاق (بتخريجه) اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم.
وكون حواء خلقت من آدم من غير توليد كخلق الأولاد من الآباء لا يلزم منه أن تكون ابنته ولا أخته، كما نص على ذلك علماء التفسير، ولهذا سماها القرآن زوجة:وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1]. وقد جعل الله خلق آدم من غير أب ولا أم، وخلق حواء من غير أم، وخلق عيسى من غير أب، وخلق بقية البشر بعد ذلك من ذكر وأنثى، آيات تدل على عظم الخالق سبحانه.
وأما قولك: إن خلق حواء من ضلع أعوج يتعارض مع الأحاديث التي تكرم المرأة! فالحقيقة أنه لا تنافي بين الأمرين، والدليل على ذلك أن الله تعالى كرم الإنسان وفضله على سائر المخلوقات قال تعالى:وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم [الإسراء:70]. وقال تعالى:لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين:4]. ومع ذلك فهو مخلوق من ماء مهين وأخرج من مجرى البول مرتين وقد كان أصل خلقه من الطين. وبهذا يتبين للسائل الكريم أنه لا تعارض بين أصل الخلق والتكريم.
ثم إن استنتاج السائل من كون حواء خلقت من ضلع آدم فساد زواجه منها، وما ينبني على ذلك من كون وجود كل البشرية من نكاح فاسد، هو استنتاج غير صحيح ولا يستقيم، فلا يلزم من كونها خلقت من ضلعه أن يكون أباً لها أو أخاً -كما تقدم- ثم على السائل أن يعلم أن شريعة آدم التي كان ينتهجها تبيح من أنواع النكاح ما لا تبيحه شريعتنا.
وعلى السائل أن يعلم أن آدم نبي من أنبياء الله تعالى، والأنبياء معصومون من الوقوع في الكبائر ومن الإصرار على الصغائر، وكون شرعنا يحرم نكاح المحارم لا يلزم منه أن يكون شرع آدم يحرمه لأن الله تعالى يقول:لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً [المائدة :48].
والله أعلم.
(( الاسلام ويب ))

السلطانه
10-26-2010, 12:20 AM
السؤال

هل صحيح أنَّ المرأة خُلِقَتْ من ضِلَع آدم؟

الجواب


قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وخَلَقَ منها زَوْجَهَا) (سورة النساء : 1) وقال: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَل مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) (سورة الأعراف: 189) وقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) (سورة الروم : 21) وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن المرأة كالضِّلَع، فإذا ذهبْتَ تُقِيمُها كَسرْتَها، وإنْ تَركْتها استمتَعتَ بها وفيها عِوَجٌ". رواه مسلم، وقال: "واستوصُوا بالنساء فإنَّ المرأة خُلِقت من ضِلَع، وأنَّ أعْوَجَ ما في الضِّلَع أعلاه، إن ذهبْتَ تُقِيمه كَسَرْته، وإن تَركْته لم يَزلْ أعْوجَ، استوصوا بالنساء خَيرًا" رواه مسلم، وقال في رواية لمسلم "وكَسْرُها طَلاقُها".
يقول الفخر الرازي في تفسيره لأول سورة النساء: وفي كوْن حواء مخلوقةً من آدم قوْلان: الأول ـ وهو الذي عليه الأكثرون ـ أنه لما خَلَق الله آدم ألقَى عليه النوم، ثم خَلَق حواء من ضِلَع من أضلاعه اليسرى... ... واحتجُّوا بحديث مسلم "إنَّ المرأة خُلِقت من ضِلَع أعْوَجَ" والثاني ـ وهو اختيار أبي مسلم الأصفهاني ـ أنَّ المراد من قوله (وخَلَقَ مِنْها زَوْجَها) أي من جنسها، وهو كقوله: (واللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) وقوله تعالى: (بَعَثَ فِيهِم رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ) قال القاضي: والقول الأول أقوَى، وذَكَرَ وجه قوَّته.
والطبري في تفسيره، وكذلك القرطبي ذَكَرَا: أن القول الأول هو لابن عباس وابن مسعود، لكن ليس لهذا النقل سند صحيح، بل هو منقول عن أهل الكتاب كما في سِفْر التكوين "الإصحاح الثاني: 21 ـ 24".
ومن هذا نَرَى أنَّ خَلْق حواء من آدم ليس أمرًا متفقًا عليه، فقد يكون خلْقها من نفسه يَعني أنها خُلقت من جنسه وهو الطين، وليس من النور أو النار حتى يُمكن أن يَسكُن إليها، وما جاء في الأحاديث أنها خُلقت من ضلع قد يراد به التشبيه كما في الرواية الأولى، فليس هناك نص قاطع في الثبوت والدلالة على خَلْقها من ضلع آدم، والدليل إذا تَطَرَّق إليه الاحتمال سَقَط به الاستدلال. ولا يَضُر الأخْذ بأي الرأيين.
وقد علَّق النووي على الأحاديث بقوله: وفيه دليل لما يقوله الفقهاء أو بعضهم: أنَّ حواء خُلقت من ضلع آدم، قال الله تعالى: (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنها زَوْجَها) وبيَّن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :أنها خُلقت من ضلع. وفي هذا الحديث مُلاطفة النساء، والإحسان إليهن والصبر على عِوَج أخلاقهن، واحتمال ضعْف عقولهن، وكراهة طَلاقِهن بلا سبب، وأنه لا يطمع باستقامتها والله أعلم".

شرح صحيح مسلم ج 10 ـ ص 57" والموضوع مستوفى في الجزء الثاني من موسوعة " الأسرة تحت رعاية الإسلام" ، س، ج للمرأة المسلمة.


إسلام أون لاين (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528604730)

السلطانه
10-26-2010, 12:26 AM
وفي " القول المفيد على كتاب التوحيد " للشيخ العثيمين - رحمه الله - :
قوله: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} فيها قولان:
الأول: أن المراد بالنفس الواحدة: العين الواحدة; أي: من شخص معين، وهو آدم عليه السلام، وقوله: {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} أي: حواء; لأن حواء خلقت من ضلع آدم.

الثاني: أن المراد بالنفس الجنس، وجعل من هذا الجنس زوجه، ولم يجعل زوجه من جنس آخر، والنفس قد يراد بها الجنس; كما في قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [آل عمران: من الآية164]; أي: من جنسهم.
انتهى