تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حلق الذكر


بدر الدين
02-20-2009, 11:56 PM
حلق الذكر
قال تعالى: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)[الكهف:28">.

يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية:"أي اجلس مع الذين يذكرون الله ويهللونه ويحمدونه ويسبحونه ويكبرونه ويسألونه بكرة وعشيا من عباد الله سواء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء أو ضعفاء"(1).

ويقول الإمام النووي:" اعلم أنه كما يستحب الذكر يستحب الجلوس في حلق أهله،وقد تظاهرت الأدلة على ذلك..ويكفي في ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله ؟ قال:حلق الذكر، فإن لله تعالى سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر،فإذا أتوا عليهم حفوا بهم"(2).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن لله ملائكة يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم، وهو أعلم منهم، ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك، قال: فيقول: كيف لو رأوني؟ قال: يقولون:لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدا، وأكثر لك تسبيحا، قال: يقول : فما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال : فيقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا،وأشد لها طلبا،وأعظم فيها رغبة،قال: فمم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار قال:يقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوها قال: فيقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا، وأشد لها مخافة قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال: يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال:هم الجلساء لا يشقي جليسهم رواه البخاري(ح 6418).

وعن معاوية رضي الله عنه أنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله تعالى،ونحمده على ما هدانا للإسلام،ومن به علينا، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا:والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال:أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة"رواه مسلم(ح2701).

ويقول الإمام الصنعاني: "دل الحديث على فضيلة مجالس الذكر والذاكرين وفضيلة الاجتماع على الذكر، وأخرج البخاري : ( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالى تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا) الحديث ،وهذا من فضائل مجالس الذكر تحضرها الملائكة بعد التماسهم لها"(3).

وفي الآداب الشرعية لابن مفلح :"وقال المروذي: قال لي أبو عبد الله: كنت أصلي فرأيت إلى جنبي رجلا عليه كساء، ومعه نفسيان يدعون فدنوت فدعوت معهم، فلما قمت رأيت جماعة يدعون، فأردت أن أعدل إليهم ولولا مخافة الشهرة لقعدت معهم.

وروي الخلال عنه أنه قال: وأي شيء أحسن من أن يجتمع الناس فيصلوا ويذكروا ما أنعم الله عليهم، كما قالت الأنصار؟

وقال في رواية عبد الله:حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن الأنصار قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قالوا: لو نظرنا يوما فاجتمعنا فيه، فذكرنا هذا الأمر الذي أنعم الله به علينا، وذكر الحديث، وفيه أنهم اجتمعوا يوم الجمعة في بيت أسعد ابن زراره وذبحت لهم شاة وكفتهم"(4).

مما سبق يتبين أن الذكر مستحب، ويستحب الجلوس في حلق أهله لما فيه من الفضل العظيم، ولكن ما المراد بالذكر؟

يقول ابن حجر العسقلاني:"و المراد بالذكر هنا[ أي ما ورد في باب فضل ذكر الله عز وجل"> الآيتان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها والإكثار منها؛مثل: الباقيات الصالحات؛ وهي:سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله اكبر وما يلتحق بها من الحوقلة والبسملة والحسبلة والاستغفار ونحو ذلك، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة، ويطلق ذكر الله أيضا، ويرد به المواظبة على العمل بها أوجبه أو ندب إليه، كتلاوة القرآن ,قراءة الحديث ومدارسة العلم، والتنفل بالصلاة..وقال الفخر الرازي: المراد بذكر اللسان الألفاظ الدالة على التسبيح والتحميد والتمجيد .

والذكر بالقلب التفكر في أدلة الذات والصفات وفي أدلة التكاليف من الأمر والنهي حتى يطلع على أحكامها، وفي أسرار مخلوقات الله، والذكر بالجوارح:هو أن تصير مستغرقة في الطاعات ومن ثم سمي الله الصلاة ذكرا فقال: ( فَاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ) [الجمعة:9">.

ونقل عن بعض العارفين قال: الذكر على سبعة أنحاء: فذكر العينين بالبكاء، وذكر الأذنين بالإصغاء، وذكر اللسان بالثناء ، وذكر اليدين بالعطاء، وذكر البدن بالوفاء، وذكر القلب بالخوف والرجاء، وذكر الروح بالتسليم والرضاء(5).

هل يجوز أن يقول الذاكرون ذكرًا معينا معا؟

نعم يجوز ذلك والدليل على هذا أورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب: عن يعلي بن شداد قال: حدثني أبى شداد بن أوس وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه قال: كنا عند النبي صلي الله عليه وسلم فقال:هل فيكم غريب يعني أهل الكتاب؟قلنا: لا ، يا رسول الله فأمر بغلق الباب، وقال: ارفعوا أيديكم، وقولوا:لا إله إلا الله، فرفعنا أيدينا ساعة، ثم قال: الحمد لله، اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها، ووعدتني عليها الجنة، وأنت لا تخلف الميعاد، ثم قال: أبشروا فإن الله قد غفر لكم "ورواه أحمد بإسناد حسن، والطبراني وغيرهما"(6).

الخلاصة: يجوز الاجتماع في حلق لذكر الله تعالى بقراءة قرآن أو مدارسة علم، أو تسبيح، أو تهليل، أو تكبير ، وهو من السنن التي ورد في شأنها كثير من الآيات والأحاديث الصحيحة.

أبو زاهر
02-22-2009, 12:25 AM
الا بذكر الله توجل القلوب

نعم حلقات الذكر هي التسبيح

واحسن المجالس

هي مجالس يذكر فيها الله

لك تحيتي

المقدام
02-23-2009, 10:30 AM
قال تعالى: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)[الكهف:28">.
جزاك الله اخي الكريم

بدر الدين
02-24-2009, 10:34 PM
مشكور على المرور
أبو زاهر

بدر الدين
02-24-2009, 10:35 PM
المقدام

مشكور
لك مني أجمل تحية

ابومتعب الشمري
02-28-2009, 04:55 AM
جزاك الله بالجنه وبالفردوس الاعلى


جزاك الله بحوريه مامثله احد


وتسلم يمينك على الموضوع القيّم

بدر الدين
03-03-2009, 07:44 AM
ابومتعب الدغيري
جزاك الله بالجنه وبالفردوس الاعلى
على المرور