ابو النوري
02-21-2009, 04:49 PM
لما كذّبت عادٌ هوداً – عليه السلام – توالت عليهم ثلاث سنوات ، لم يرَوْا فيها مطراً . فبعثوا
من قومهم وفداً إلى مكة ؛ ليستسقوا لهم ، ورأّسُوا عليهم قَيْلَ بن عُنُق ولُقَيْمَ بن هزَّال ،
ولقمان بن عاد ، وكان أهل مكة إذ ذاك العماليق ، وكان سيِّدهم بمكة معاوية بن بكر .
فلما قدموا نزلوا عليه ؛ لأنهم كانوا أخواله وأصهاره ؛ فأقاموا عنده شهراً ، وكان يكرمهم ،
والجرادتان تُغنيانهم ، فنسوا قومهم ؛ فقال معاوية : هلك أخوالي ، ولو قلتُ لهؤلاء شيئاً ظنوا
بي بخْلاً ، فقال شعراً ، وألقاه إلى الجرادتين ، فأنشدتاه ، وهو :
ألا يا قَيْلُ وَيْحَك قم فَهيْنِمْ = لعلَّ الله يبعثُها غَمَاما!
فيسقي أرضَ عاد ؛ إنّ عاداً = قَدَ امْسَوْا لا يُبِينُون الكلاما
من العَطَشِ الشديد فليس نرجو = به الشيخَ الكبير ولا الغلاما
وقد كانت نساؤهمُ بخير = فقد أمست نساؤهم أَيَامى
وإن الوحشَ يأتيهم جهاراً = ولا يخشى لعاديٍّ سِهاما
وأنتم هاهنا فيما اشتهيتم = نهاركمُ وليلكمُ الْتماما
فقُبِّح وَفْدُكم من وفْد قومٍ = ولا لُقُّوا التحية والسلاما
فلما غنّتهم الجرادتان بهذا قال بعضهم لبعض : يا قوم ؛ إنما بعثكم قومُكم يتغوّثون كم !
فقاموا ليدعوا ، وتخلّف لقمان ، وكانوا إذا دَعَوا جاءهم نداءٌ من السماء : أَنْ سَلُوا ما شئتم ،
فتعطون ما سألتم ! فدعَوا ربهم ، واستسقوا لقومهم ، فأنشأ الله ثلاث سحابات : بيضاء
وحمراء وسوداء ، ثم نادى مناد من السماء : يا قَيْلُ ، اخترْ لقومك ولنفسك واحدةً من هذه
السحائب !
فقال : أما البيضاء فَجفْل ، وأما الحمراء فَعارِض ، وأما السوداء فهُطْل ، وهي أكثر ماء ،
فاختارها!
فنادى منادٍ : قد اخترت لقومك رماداً رِمْدِداً ، لا تَذَر من عاد أحداً ، لا والداً ولا لداً !
وسيّر الله السحابة التي اختارها إلى عاد ونودي لقمان سَلْ ، فسأل عمر ثلاثة أنسر ، فأُعطي
ذلك !
وكان يأخذ فرخ النسر من وَكْرِه ، فلا يزال عنده حتى يموت ! وكان آخرها لُبَد ، وهو الذي يقول
فيه النابغة :
أضحتْ خَلَاءً وأضحى أهلُها احتملوا = أخْنَى عليها الذي أخنى على لُبَدِ
من قومهم وفداً إلى مكة ؛ ليستسقوا لهم ، ورأّسُوا عليهم قَيْلَ بن عُنُق ولُقَيْمَ بن هزَّال ،
ولقمان بن عاد ، وكان أهل مكة إذ ذاك العماليق ، وكان سيِّدهم بمكة معاوية بن بكر .
فلما قدموا نزلوا عليه ؛ لأنهم كانوا أخواله وأصهاره ؛ فأقاموا عنده شهراً ، وكان يكرمهم ،
والجرادتان تُغنيانهم ، فنسوا قومهم ؛ فقال معاوية : هلك أخوالي ، ولو قلتُ لهؤلاء شيئاً ظنوا
بي بخْلاً ، فقال شعراً ، وألقاه إلى الجرادتين ، فأنشدتاه ، وهو :
ألا يا قَيْلُ وَيْحَك قم فَهيْنِمْ = لعلَّ الله يبعثُها غَمَاما!
فيسقي أرضَ عاد ؛ إنّ عاداً = قَدَ امْسَوْا لا يُبِينُون الكلاما
من العَطَشِ الشديد فليس نرجو = به الشيخَ الكبير ولا الغلاما
وقد كانت نساؤهمُ بخير = فقد أمست نساؤهم أَيَامى
وإن الوحشَ يأتيهم جهاراً = ولا يخشى لعاديٍّ سِهاما
وأنتم هاهنا فيما اشتهيتم = نهاركمُ وليلكمُ الْتماما
فقُبِّح وَفْدُكم من وفْد قومٍ = ولا لُقُّوا التحية والسلاما
فلما غنّتهم الجرادتان بهذا قال بعضهم لبعض : يا قوم ؛ إنما بعثكم قومُكم يتغوّثون كم !
فقاموا ليدعوا ، وتخلّف لقمان ، وكانوا إذا دَعَوا جاءهم نداءٌ من السماء : أَنْ سَلُوا ما شئتم ،
فتعطون ما سألتم ! فدعَوا ربهم ، واستسقوا لقومهم ، فأنشأ الله ثلاث سحابات : بيضاء
وحمراء وسوداء ، ثم نادى مناد من السماء : يا قَيْلُ ، اخترْ لقومك ولنفسك واحدةً من هذه
السحائب !
فقال : أما البيضاء فَجفْل ، وأما الحمراء فَعارِض ، وأما السوداء فهُطْل ، وهي أكثر ماء ،
فاختارها!
فنادى منادٍ : قد اخترت لقومك رماداً رِمْدِداً ، لا تَذَر من عاد أحداً ، لا والداً ولا لداً !
وسيّر الله السحابة التي اختارها إلى عاد ونودي لقمان سَلْ ، فسأل عمر ثلاثة أنسر ، فأُعطي
ذلك !
وكان يأخذ فرخ النسر من وَكْرِه ، فلا يزال عنده حتى يموت ! وكان آخرها لُبَد ، وهو الذي يقول
فيه النابغة :
أضحتْ خَلَاءً وأضحى أهلُها احتملوا = أخْنَى عليها الذي أخنى على لُبَدِ