ابو النوري
03-01-2009, 06:33 PM
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعلي . قال علي : فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب ، فتقدم أبو بكر - وكان نسابة - فسلم فردواعليه السلام ، فقال : ممن القوم ؟ قالوا : من ربيعة . فقال : من هامتها أم من لهازمها ؟ قالوا : من هامتها العظمى . قال : فأي هامتها العظمى أنتم ؟ أنتم ذهل الأكبر ؟ قالوا : نعم .
قال : أفمنكم عوف الذي يقال له : لا حر بوادي عوف ؟ قالوا : لا ، قال : أفمنكم بسطام ذو اللواء ومنتهى الأحياء ؟ قالوا : لا ! قال : أفمنكم جساس بن مرة حامي الذمار ، ومانع الجار ؟ قالوا : لا ، قال : أفمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها ؟ قالوا : لا ! قال : أفمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة ؟ قالوا : لا ! قال : فأنتم أخوال الملوك من كندة ؟ قالوا : لا ! قال : فأنتم أصهار الملوك من لخم ؟ قالوا : لا ، قال : فلستم ذهلاً الأكبر ، أنتم ذهل الأصغر .
فقام إليه غلام منهم حين بقل وجهه يقال له دغفل فقال :
إن على سائلنا أن نسأله = والعبء لا تعرفه أو تحمله
يا هذا ، إنك سألتنا فلم نكتمك شيئاً من أمرنا ، فممن الرجل ؟ قال : رجل من قريش ، قال : بخٍ بخٍ ! أهل الشرف والرياسة ، فمن أي قريش أنت ؟ قال : من تيم بن مرة . قال : أفمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر وكان يدعى مجمعاً ؟ قال : لا ، قال أفمنكم هشام الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف ؟ قال : لا ، قال : أفمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء الذي كأن بوجهه قمراً يضيء ليل الظلام الداجي ؟ قال : لا ، قال : أفمن المفيضين بالناس أنت ؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل الندوة أنت ؟ قال :لا ، قال أفمن أهل الرفادة أنت ؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل الحجابة أنت ؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل السقاية أنت ؟ قال : لا .
واجتذب أبو بكر زمام ناقته ورجع إلى رسول الله ، فقال دغفل :
صادف در السيل در يدفعه = يرفعه حيناً وحيناً يضعه
أما والله لو ثبت لأخبرتك أنك من زمعات قريش ، أو ما أنا دغفل ! فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال علي : قلت لأبي بكر : لقد وقعت من الأعرابي على باقعة (داهية ) ، قال : أجل ! إن لكل طامةٍ طامةً ، وإن البلاء موكل بالمنطق .
قال : أفمنكم عوف الذي يقال له : لا حر بوادي عوف ؟ قالوا : لا ، قال : أفمنكم بسطام ذو اللواء ومنتهى الأحياء ؟ قالوا : لا ! قال : أفمنكم جساس بن مرة حامي الذمار ، ومانع الجار ؟ قالوا : لا ، قال : أفمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها ؟ قالوا : لا ! قال : أفمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة ؟ قالوا : لا ! قال : فأنتم أخوال الملوك من كندة ؟ قالوا : لا ! قال : فأنتم أصهار الملوك من لخم ؟ قالوا : لا ، قال : فلستم ذهلاً الأكبر ، أنتم ذهل الأصغر .
فقام إليه غلام منهم حين بقل وجهه يقال له دغفل فقال :
إن على سائلنا أن نسأله = والعبء لا تعرفه أو تحمله
يا هذا ، إنك سألتنا فلم نكتمك شيئاً من أمرنا ، فممن الرجل ؟ قال : رجل من قريش ، قال : بخٍ بخٍ ! أهل الشرف والرياسة ، فمن أي قريش أنت ؟ قال : من تيم بن مرة . قال : أفمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر وكان يدعى مجمعاً ؟ قال : لا ، قال أفمنكم هشام الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف ؟ قال : لا ، قال : أفمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء الذي كأن بوجهه قمراً يضيء ليل الظلام الداجي ؟ قال : لا ، قال : أفمن المفيضين بالناس أنت ؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل الندوة أنت ؟ قال :لا ، قال أفمن أهل الرفادة أنت ؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل الحجابة أنت ؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل السقاية أنت ؟ قال : لا .
واجتذب أبو بكر زمام ناقته ورجع إلى رسول الله ، فقال دغفل :
صادف در السيل در يدفعه = يرفعه حيناً وحيناً يضعه
أما والله لو ثبت لأخبرتك أنك من زمعات قريش ، أو ما أنا دغفل ! فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال علي : قلت لأبي بكر : لقد وقعت من الأعرابي على باقعة (داهية ) ، قال : أجل ! إن لكل طامةٍ طامةً ، وإن البلاء موكل بالمنطق .