بقاياصبر
05-01-2012, 10:42 PM
------------------------------
في مواسم العمر وعلى جنبات قطار الحياة
تتلاعب بنا عواصف لتحرك أغصاننا
وترمينا أمواج لنجد أنفسنا بين حبات الرمل
فمن الأغصان ما يصمد ومنها ما يتمايل يمنة
ويسرى ومنها ما ينكسر ويسقط
تهدأ عواصفنا تارة وتهيج تارة أخرى
لتختبر صمود الصامدين الثابتين
لتحاول ضمهم لمن تكسرت أغصانهم وتساقطت
أوراقهم حتى تعروا وصاروا فرجة للمارين على دروب الحياة
فنصمد أيضا كي لا تشمت بنا الغصون المنكسرة
وكذا المارين على دروب الحياة
وحتى لا نكون حزمة حطب صارت وقودا لنيران
مستعرة تتدفأ بها بعض المشاعر الحاقدة
http://knol.google.com/k/-/-/2zz6jo0ujg3x7/3acd0t/1.jpg
تهدأ عواصف الحياة حينا لتترك الدور المتبقي لأمواج الحياة
فتداعبنا مسلية لنا فنشتم عبق بحرها فنأنس وتنشرح النفس
ونتفاءل ونقول لقد زال زمن العواصف العاتية
التي حاولت عبثا كسر أغصاننا لتجردنا من أوراقنا البهية
النضرة وتشمت بنا أعدائنا
ها هي الأمواج الهادئة الحانية
تحضننا تمنينا لنسكن إليها ونطمئن
اقتربنا منها واقتربت منا كعزيز يسارع لمعانقة
عزيز عاد من سفر بعيد
جلسنا سويا نتبادل الحديث وتكلمنا عن مشوار الحياة
وما فعلته بنا العواصف العاتية التي كانت تعترضنا
أثناء كل مشوار من مشاوير الحياة فقلنا للأمواج
عسى أن لا تفعلي ما فعلت صاحبتك المرافقة لك
اهتزت بسخرية قائلة : كلا بل سأدغدغ مشاعركم
جلسنا نتأمل بحر الحياة ونحن في مأمن
شرد ذهننا في هموم هذا البحر الذي لا ساحل له
فغصنا في التفكير وما يخبأه لنا هذا البحر
من مسرات ومنغصات
استرسلنا في التفكير والتصور
فجأة تلعب الأمواج لعبة الاختفاء لتصفعنا
تارة على القفا وتارة أخرى على الوجه
لنصاب بالدوار بعدها بالإغماء
http://media.smashingmagazine.com/cdn_smash/wp-content/uploads/2010/02/waves_22.jpg
سقطنا مغشيا علينا من هول المصاب
وما كنا نضن أن الأمواج تغدر بنا بعدما شعرنا بالأمن معها
تصفعنا مرة أخرى لنستفيق من هولنا استحيت الأمواج وولت للخلف هاربة
اشتد وجهها زرقة وقلنا لها أو تستحي وأنت تخبئين في جوفك
مواجع وفواجع وحكايات وأسرار لمن مروا عبر بوابة الزمن وكم ابتعلت
في جوفك من أناس وأجناس؟
لا نلومك بل نلوم أنفسنا حين ضيعنا أنفسنا فيك وبينك ونسينا وتناسينا أن
الموج يستحيل أن يهدأ خرجنا من على شاطئ هذا الموج ونحن مبللين
بماء الهموم والمتاعب زادت حبات الرمل من تعبنا حين غاصت
أقدامنا المبللة فيها استعجلنا رؤية شاطئ الآمان
كنا نلمحه من بعيد كطيف يترائي ثم يتلاشى
أسرعنا الخطى المثقلة أصبنا بظمأ جفت له حلوقنا كنا نبحث
عن قطرة ماء وسط كومة من الرمال .
تناسينا الظمأ وواصلنا المسير علنا ننجو بجلدنا قبل ما يعترضنا عارض آخر
وبأعجوبة وجدنا أنفسنا على ساحل البحر
ودعنا العاصفة والموج متجهين صوب طريق آخر
لا نعرفه ولا نعرف ما يخبأه لنا مشينا ومشينا
حتى وجدنا أنفسنا في محطة أمامها جمع غفير من الناس
كلهم ينتظرون وصول قطار الحياة .
استرحنا على كرسي المحطة لنستجمع قوانا
ونواصل المسير حيث هدفنا المنشود
غفونا قليلا حتى ذبلت أطرافنا وكأننا دمى تتلاعب بها الأيادي
بعدها استفقنا على صفير قوي لقطار الحياة معلنا قدومه نحو المحطة
أسرع القوم ليحصل كل على مقعد في قطار الحياة.
http://www.a7lashare.com/uploads/images/A7lashare-236a75e638.jpg
ركبنا كما ركب القوم وكل يتطلع لوجه الآخر
صرنا نقرأ الوجوه فوجدنا وجوه بشر لكن
ملامحها ملامح لفصول أربع
منها ملامح للخريف وأخرى للشتاء وأخرى للربيع وأخرى لصيف
فصرنا نقيس الفصول على وجوهنا فما وجدنا لوجوهنا فصل
قلنا لا علينا فالأيام ستكشف لنا عن أي فصل تتسم به وجوهنا
حين تهدأ عواصفنا وأمواجنا المتلاطمة وحين يصل قطار الحياة لمحطة الوصول
فلا داعي لننقب عما يخفيه الغد لنا .
http://www.modern-news.net/userfiles/%D9%81%D8%B5%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8 6%D8%A9.jpg
رغم ما لاقينا ونلاقي من عثرات على درب الحياة فلنتفاءل ولنستبشر بالغد خيرا
فلا نعاتب الرياح ولا الأمواج ولا الفصول ولا ننزعج من
صفير القطار بل نواصل المسير حتى نلج دارنا المنتظرة
والتي ستكون حسب مقاسنا وأعمالنا ..!!!
بقلم أم حازم
مغرب يوم السبت 22-04-1433هـ
الموافق لـ :17-03-2012مـ
المصدر منتدايات حدايق الخير
في مواسم العمر وعلى جنبات قطار الحياة
تتلاعب بنا عواصف لتحرك أغصاننا
وترمينا أمواج لنجد أنفسنا بين حبات الرمل
فمن الأغصان ما يصمد ومنها ما يتمايل يمنة
ويسرى ومنها ما ينكسر ويسقط
تهدأ عواصفنا تارة وتهيج تارة أخرى
لتختبر صمود الصامدين الثابتين
لتحاول ضمهم لمن تكسرت أغصانهم وتساقطت
أوراقهم حتى تعروا وصاروا فرجة للمارين على دروب الحياة
فنصمد أيضا كي لا تشمت بنا الغصون المنكسرة
وكذا المارين على دروب الحياة
وحتى لا نكون حزمة حطب صارت وقودا لنيران
مستعرة تتدفأ بها بعض المشاعر الحاقدة
http://knol.google.com/k/-/-/2zz6jo0ujg3x7/3acd0t/1.jpg
تهدأ عواصف الحياة حينا لتترك الدور المتبقي لأمواج الحياة
فتداعبنا مسلية لنا فنشتم عبق بحرها فنأنس وتنشرح النفس
ونتفاءل ونقول لقد زال زمن العواصف العاتية
التي حاولت عبثا كسر أغصاننا لتجردنا من أوراقنا البهية
النضرة وتشمت بنا أعدائنا
ها هي الأمواج الهادئة الحانية
تحضننا تمنينا لنسكن إليها ونطمئن
اقتربنا منها واقتربت منا كعزيز يسارع لمعانقة
عزيز عاد من سفر بعيد
جلسنا سويا نتبادل الحديث وتكلمنا عن مشوار الحياة
وما فعلته بنا العواصف العاتية التي كانت تعترضنا
أثناء كل مشوار من مشاوير الحياة فقلنا للأمواج
عسى أن لا تفعلي ما فعلت صاحبتك المرافقة لك
اهتزت بسخرية قائلة : كلا بل سأدغدغ مشاعركم
جلسنا نتأمل بحر الحياة ونحن في مأمن
شرد ذهننا في هموم هذا البحر الذي لا ساحل له
فغصنا في التفكير وما يخبأه لنا هذا البحر
من مسرات ومنغصات
استرسلنا في التفكير والتصور
فجأة تلعب الأمواج لعبة الاختفاء لتصفعنا
تارة على القفا وتارة أخرى على الوجه
لنصاب بالدوار بعدها بالإغماء
http://media.smashingmagazine.com/cdn_smash/wp-content/uploads/2010/02/waves_22.jpg
سقطنا مغشيا علينا من هول المصاب
وما كنا نضن أن الأمواج تغدر بنا بعدما شعرنا بالأمن معها
تصفعنا مرة أخرى لنستفيق من هولنا استحيت الأمواج وولت للخلف هاربة
اشتد وجهها زرقة وقلنا لها أو تستحي وأنت تخبئين في جوفك
مواجع وفواجع وحكايات وأسرار لمن مروا عبر بوابة الزمن وكم ابتعلت
في جوفك من أناس وأجناس؟
لا نلومك بل نلوم أنفسنا حين ضيعنا أنفسنا فيك وبينك ونسينا وتناسينا أن
الموج يستحيل أن يهدأ خرجنا من على شاطئ هذا الموج ونحن مبللين
بماء الهموم والمتاعب زادت حبات الرمل من تعبنا حين غاصت
أقدامنا المبللة فيها استعجلنا رؤية شاطئ الآمان
كنا نلمحه من بعيد كطيف يترائي ثم يتلاشى
أسرعنا الخطى المثقلة أصبنا بظمأ جفت له حلوقنا كنا نبحث
عن قطرة ماء وسط كومة من الرمال .
تناسينا الظمأ وواصلنا المسير علنا ننجو بجلدنا قبل ما يعترضنا عارض آخر
وبأعجوبة وجدنا أنفسنا على ساحل البحر
ودعنا العاصفة والموج متجهين صوب طريق آخر
لا نعرفه ولا نعرف ما يخبأه لنا مشينا ومشينا
حتى وجدنا أنفسنا في محطة أمامها جمع غفير من الناس
كلهم ينتظرون وصول قطار الحياة .
استرحنا على كرسي المحطة لنستجمع قوانا
ونواصل المسير حيث هدفنا المنشود
غفونا قليلا حتى ذبلت أطرافنا وكأننا دمى تتلاعب بها الأيادي
بعدها استفقنا على صفير قوي لقطار الحياة معلنا قدومه نحو المحطة
أسرع القوم ليحصل كل على مقعد في قطار الحياة.
http://www.a7lashare.com/uploads/images/A7lashare-236a75e638.jpg
ركبنا كما ركب القوم وكل يتطلع لوجه الآخر
صرنا نقرأ الوجوه فوجدنا وجوه بشر لكن
ملامحها ملامح لفصول أربع
منها ملامح للخريف وأخرى للشتاء وأخرى للربيع وأخرى لصيف
فصرنا نقيس الفصول على وجوهنا فما وجدنا لوجوهنا فصل
قلنا لا علينا فالأيام ستكشف لنا عن أي فصل تتسم به وجوهنا
حين تهدأ عواصفنا وأمواجنا المتلاطمة وحين يصل قطار الحياة لمحطة الوصول
فلا داعي لننقب عما يخفيه الغد لنا .
http://www.modern-news.net/userfiles/%D9%81%D8%B5%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8 6%D8%A9.jpg
رغم ما لاقينا ونلاقي من عثرات على درب الحياة فلنتفاءل ولنستبشر بالغد خيرا
فلا نعاتب الرياح ولا الأمواج ولا الفصول ولا ننزعج من
صفير القطار بل نواصل المسير حتى نلج دارنا المنتظرة
والتي ستكون حسب مقاسنا وأعمالنا ..!!!
بقلم أم حازم
مغرب يوم السبت 22-04-1433هـ
الموافق لـ :17-03-2012مـ
المصدر منتدايات حدايق الخير