عقيل العبدان
03-30-2013, 11:31 AM
من أول التاريخ , وبعمق التاريخ فوز شمّر بالكرم والشجاعة والوفاء .
تشهد معركة ذي قار لـ طيّ أهل شمر مع قبائل العرب بقيادة هاني بن مسعود الشيباني لمحاربة كسرى الفرس , فانتصر العرب لأول مرة على الفرس .
و مع بزوغ فجر الإسلام توجهت وفود طيّ إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ , وأعلنوا إسلامهم , وقد أُعجبَ وسُرّ بهم كثيراً صلى الله عليه وسلم .
وعندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم , ارتدّ كثير من العرب عن الإسلام , ولكن طيّ ثبتت ورسَت كرسوّ جبالها على الوفاء و الوقوف مع الخليفة أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ , وانضموا مع جيوش المهاجرين والأنصار بقيادة خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ , على تراب (بزاخة) حائل , وكانت أكبر معركة بين الإسلام والكفر بعد معركة (بدر الكبرى) , وانتصر الإسلام والمسلمين بكل قوة وتأييد من الله ـ جل وعلا ـ .
وقد تمثل القائد خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ بشعر يمتدح به وفاء (طيّ) في معركة (بزاخة) حيث قال :
جزى الله عنا طيئاً في ديارهم = بمعترك الأبطال خير الجزاء
هم أهل رايات السماحة والندى = إذا ما الصبا ألوت بكل خباء
هم ضربوا قيساً على الدين بعدما = أجابوا منادي ظلمة وعماء
وكذلك قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في طيّ :
جزاكم الله خيراً فلقد أسلمتم طائعين , وقاتلتم المرتدين , و وفيتم بصدقات المسلمين.
فواصلت (طيّ) بفرسانها مع جيوش الإسلام , بقيادة خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ من معركة إلى معركة , ومن نصر إلى نصر , من معركة اليمامة إلى معركة القادسية إلى معركة اليرموك إلى الفتوحات الإسلامية بآسيا و أفريقيا ...
فالتاريخ يشهد لقبائل (طيّ) أهل شمر بالوفاء , و السماحة , والشجاعة , والسخاء ..
و مِن بعدهم أبنائهم (بطن طيّ) شمر , حفظوا بلاد الجبلين , وحافظوا على الموروث الوطني والأخلاقي والعُرفي .
فقد صدقت , وَ وفت شمر مع الدولة السعودية الأولى , ونصروا الدعوة , ففي عام 1200هـ أرسلت شمر وفودها من حائل الجبلين إلى الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى , للانضمام تحت لواء هذه الدولة السعودية المباركة , في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود .
فقد ضحّت شمر بكل وفاء وصدق وشجاعة مع دولة آل سعود الأولى إلى آخر أيام الإمام الشهيد عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز بن محمد .
وفي عهد الدولة السعودية الثانية ضربت شمّر أروع أمثال الوفاء والصدق مع أئِمّتها من الإمام تركي بن عبدالله إلى الإمام فيصل بن تركي إلى آخر أئمّتها .
وقد يشهد لـ شمّر موقفهم المُشرّف في إطفاء الفتنة التي أوشكت أن تحصل في آخر عهد الدولة السعودية الثانية .
حتى بوادر الفتنة التي حصلت أثناء التأسيس و البناء بقيَت شمّر على وفائها و صدقها مع المؤسس والباني , فأطفأ الله هذه الفتن جميعها ـ بفضل منه جلّ وعلا ـ .
وهاهم اليوم في مقدمة الأمّة السعودية بالوفاء و الولاء للوطن الغالي المملكة العربية السعودية ولحكام الوطن آل سعود ـ حفظهم الله جميعاً ـ .
فبعد السماح والدعم من الدولة , أقامت قبيلة شمّر يومها العظيم , وحفلها الكبير على تراب ديارهم مدينة (تربة) يوم المزاين بالإبل من يوم الإربعاء1/5/1434هـ حتى يوم الجمعة 17/5/1434هـ ,
قال تعالى :
( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) الغاشية:17
فقد ظهر في هذا اليوم العظيم ـ يوم مزاين شمر ـ العجب العجاب في آية الله ـ الإبل ـ , فكانت تبصرة وذكرى لهذه الجموع الهائلة من شمر ومن ضيوف شمّر في عظمة الله ـ جل وعلا ـ , وكانت شمر نموذجاً حضارياً في الترتيب , والتنظيم , و الاستقبال , والترحيب , والهدوء والأدب في هذا التجمّع الكبير من ربوع المملكة .
فالدواوين والمضايف الواسعة مُهيّأة لجميع الحضور , وفيها من الطعام والفواكه والقهاوي مالذ وطاب, مُقدمة من شمر بطيب نفس , هذا بجانب استعراض مزايين الإبل التي أبهرت بجمالها كل من حضر لهذا التجمع الكبير .
فالقائمين على إقامة هذا الحفل العظيم من شيوخ أفذاذ من شيوخ شمر , ومن لجان تحكيم ذوو خبرة , ومن رجال أمن , ومن داعمين بكل سخاء من أمراء ومشائخ و أفراد , هم نماذج بالتحضر والثقافة والنباهة , لايعلو عليهم أية حفل مشابه ـ ما شاء الله لا قوة إلا بالله عليهم ـ .
إن يوم مزاين شمر هو يوم مبارك يوم عظيم من أيام النصر والأفراح لهذه القبيلة السخيّة المباركة .
فهلت الأنوار , والأفراح , وزغاريت النصر, والفوز , والنجاح والتوفيق في هذا اليوم الرمز لمزاين شمر .
إن وحدة شمر , وتعاون شمر, ووقفة شمر , وشموخ شمر في هذا اليوم الكبير , هو نموذج وقدوة لوحدة الأمة السعودية المباركة .
نسأل الله للجميع التوفيق والسلامة والسداد , وكل عام وأنتم بخير
خلف الحشر
كاتب سعودي
نقلت لكم هذا المقال يعله يعجبكم تحياتي
تشهد معركة ذي قار لـ طيّ أهل شمر مع قبائل العرب بقيادة هاني بن مسعود الشيباني لمحاربة كسرى الفرس , فانتصر العرب لأول مرة على الفرس .
و مع بزوغ فجر الإسلام توجهت وفود طيّ إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ , وأعلنوا إسلامهم , وقد أُعجبَ وسُرّ بهم كثيراً صلى الله عليه وسلم .
وعندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم , ارتدّ كثير من العرب عن الإسلام , ولكن طيّ ثبتت ورسَت كرسوّ جبالها على الوفاء و الوقوف مع الخليفة أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ , وانضموا مع جيوش المهاجرين والأنصار بقيادة خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ , على تراب (بزاخة) حائل , وكانت أكبر معركة بين الإسلام والكفر بعد معركة (بدر الكبرى) , وانتصر الإسلام والمسلمين بكل قوة وتأييد من الله ـ جل وعلا ـ .
وقد تمثل القائد خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ بشعر يمتدح به وفاء (طيّ) في معركة (بزاخة) حيث قال :
جزى الله عنا طيئاً في ديارهم = بمعترك الأبطال خير الجزاء
هم أهل رايات السماحة والندى = إذا ما الصبا ألوت بكل خباء
هم ضربوا قيساً على الدين بعدما = أجابوا منادي ظلمة وعماء
وكذلك قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في طيّ :
جزاكم الله خيراً فلقد أسلمتم طائعين , وقاتلتم المرتدين , و وفيتم بصدقات المسلمين.
فواصلت (طيّ) بفرسانها مع جيوش الإسلام , بقيادة خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ من معركة إلى معركة , ومن نصر إلى نصر , من معركة اليمامة إلى معركة القادسية إلى معركة اليرموك إلى الفتوحات الإسلامية بآسيا و أفريقيا ...
فالتاريخ يشهد لقبائل (طيّ) أهل شمر بالوفاء , و السماحة , والشجاعة , والسخاء ..
و مِن بعدهم أبنائهم (بطن طيّ) شمر , حفظوا بلاد الجبلين , وحافظوا على الموروث الوطني والأخلاقي والعُرفي .
فقد صدقت , وَ وفت شمر مع الدولة السعودية الأولى , ونصروا الدعوة , ففي عام 1200هـ أرسلت شمر وفودها من حائل الجبلين إلى الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى , للانضمام تحت لواء هذه الدولة السعودية المباركة , في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود .
فقد ضحّت شمر بكل وفاء وصدق وشجاعة مع دولة آل سعود الأولى إلى آخر أيام الإمام الشهيد عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز بن محمد .
وفي عهد الدولة السعودية الثانية ضربت شمّر أروع أمثال الوفاء والصدق مع أئِمّتها من الإمام تركي بن عبدالله إلى الإمام فيصل بن تركي إلى آخر أئمّتها .
وقد يشهد لـ شمّر موقفهم المُشرّف في إطفاء الفتنة التي أوشكت أن تحصل في آخر عهد الدولة السعودية الثانية .
حتى بوادر الفتنة التي حصلت أثناء التأسيس و البناء بقيَت شمّر على وفائها و صدقها مع المؤسس والباني , فأطفأ الله هذه الفتن جميعها ـ بفضل منه جلّ وعلا ـ .
وهاهم اليوم في مقدمة الأمّة السعودية بالوفاء و الولاء للوطن الغالي المملكة العربية السعودية ولحكام الوطن آل سعود ـ حفظهم الله جميعاً ـ .
فبعد السماح والدعم من الدولة , أقامت قبيلة شمّر يومها العظيم , وحفلها الكبير على تراب ديارهم مدينة (تربة) يوم المزاين بالإبل من يوم الإربعاء1/5/1434هـ حتى يوم الجمعة 17/5/1434هـ ,
قال تعالى :
( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) الغاشية:17
فقد ظهر في هذا اليوم العظيم ـ يوم مزاين شمر ـ العجب العجاب في آية الله ـ الإبل ـ , فكانت تبصرة وذكرى لهذه الجموع الهائلة من شمر ومن ضيوف شمّر في عظمة الله ـ جل وعلا ـ , وكانت شمر نموذجاً حضارياً في الترتيب , والتنظيم , و الاستقبال , والترحيب , والهدوء والأدب في هذا التجمّع الكبير من ربوع المملكة .
فالدواوين والمضايف الواسعة مُهيّأة لجميع الحضور , وفيها من الطعام والفواكه والقهاوي مالذ وطاب, مُقدمة من شمر بطيب نفس , هذا بجانب استعراض مزايين الإبل التي أبهرت بجمالها كل من حضر لهذا التجمع الكبير .
فالقائمين على إقامة هذا الحفل العظيم من شيوخ أفذاذ من شيوخ شمر , ومن لجان تحكيم ذوو خبرة , ومن رجال أمن , ومن داعمين بكل سخاء من أمراء ومشائخ و أفراد , هم نماذج بالتحضر والثقافة والنباهة , لايعلو عليهم أية حفل مشابه ـ ما شاء الله لا قوة إلا بالله عليهم ـ .
إن يوم مزاين شمر هو يوم مبارك يوم عظيم من أيام النصر والأفراح لهذه القبيلة السخيّة المباركة .
فهلت الأنوار , والأفراح , وزغاريت النصر, والفوز , والنجاح والتوفيق في هذا اليوم الرمز لمزاين شمر .
إن وحدة شمر , وتعاون شمر, ووقفة شمر , وشموخ شمر في هذا اليوم الكبير , هو نموذج وقدوة لوحدة الأمة السعودية المباركة .
نسأل الله للجميع التوفيق والسلامة والسداد , وكل عام وأنتم بخير
خلف الحشر
كاتب سعودي
نقلت لكم هذا المقال يعله يعجبكم تحياتي