همس الجروح
04-15-2009, 06:11 AM
مشهد رقم 1:
حسين : تشرفنا اخوي بمعرفتك .... وش تشتغل أخوي
سلمان : أعمال حرة !!! ( يكذب ! ) "سلمان يشتغل ميكانيكي "
حسين : طيب وش طبيعة عملك بالضبط
سلمان : يعني أشتغل بشركة !! .... وإنت عارف هالأمور !
مشهد رقم 2 :
لؤي : وش طلبك أخوي !
زبون : نصف حبة بروست وبيبسي
لؤي : محلي وللا سفري !..... أوف .... محمد ( زميله ) تعال بسرعة !!!
محمد : هاه لؤي وش تبي !
لؤي : محمد خذ مكاني ..... ! فيه واحد جاي أعرفه ! ... خذ مكاني شوي بس إلى ما يروح ! .
لو ركزتوا بها لمحادثتين راح تلاقوا شيء مشترك وهو أن سلمان ولؤي كلهم يستعيروا من شغلهم .
طبعا هالمشاهد تتكرر في مجتمعنا بشكل مستمر .... فلماذا يحدث هذا ؟
تقل الأعمال المهنية واليدوية في سوق العمل , وتكثر الأعمال المكتبية والإدارية ...
يقل الطلب والتقدم للأعمال المهنية واليدوية ويكثر الطلب على الأعمال المكتبية والإدارية ....
لا يتفاعل المجتمع مع هذه الأعمال .... تاركا فراغا كبير جدا في هذا القطاع
إذن ماهي الأسباب ؟
الأسباب متعددة منها ماهو على مستوى المجتمع ومنها ماهو على مستوى الحكومة ومنها ماهو على المستوى المادي .
المجتمع :
ينظر المجتمع إلى هذه الأعمال نظرة دونية .... وأنها أعمال دون المستوى .... وينظر إلى ممارسها
على أنه إنسان ناقص أو فاشل أو حقير لا قيمة له .
تغذي ثقافة المجتمع الأفراد الذين يحيون به .... فتزودهم بأفكار تسيء إلى العمل اليدوي والمهني وتسيء الحكم
على ممارسي هذه الأعمال ... بينما تمجد الأعمال الكتبية والمحاسبة والاعمال التي ( تنفخ ) صاحبها ! .
مما يؤدي بالشخص إلى تبني هذا الفكر ! ... فتجده هو بنفسه يتحاشى هذه الأعمال وينظر لها نظرة سلبية
ويفضل العطالة عليها !!! .
الحكومة :
1- تتبنى الحكومة هذه الأعمال .. لكن بضعف شديد .... ويقل الدعم الثقافي والتوعوي للأجيال خاصة وللمجتمع عامة ...
فتجد أن المناهج التعليمية تخلو تماما من المواد المهنية واليدوية .... مما يجعله غير مؤهلا أصلا للعمل حتى لو رغب بذلك .
وأيضا بالنسبة لتوعية المجتمع فنشر الوعي المهني من قبل الحكومة ضعيف جدا ...
2- ندرة الوظائف في القطاع الحكومة وفي القطاع الخاص ....
المستوى المادي :
كثير من الوظائف المهنية واليدوية يكون عائدها المادي ضعيف .... ولا يغطي إحتياجات الفرد خصوصا
في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعاني منها المجتمع .
الأثار السلبية المترتبة على إهمال العمل المهني واليدوي :
1- تدهور إقتصاد البلد :
يتدهور إقتصاد البلد بكثرة جلب العمالة الأجنبية إلى الداخل ... مما يؤدي إلى خروج أموال هائلة إلى الخارج !
كثرة الواردات وقلة الصادرات .... مما يؤدي إلى عدم التوازن الإقتصادي في البلد .
عدم وجود العمل المهني واليدوي يؤدي إلى عدم توفير متطلباتنا الأساسية ... ممايدفعنا إلى الإستيراد
متطلبات أساسية كان من الممكن الإستغناء عن إستيرادها .
2- التخلف العلمي :
الأعمال اليدوية والثروة الإنسانية هي أهم ثروة في الحياة .... وإهمالها يؤدي إلى التراجع والتدهور ...
فمعضم التطور الحاصل يستلزم أيادي عاملة .... تعمل في المصانع والشركات كصناعة السيارات
وصناعة الأثاث ونحوها , وإهمال هذا الجانب سيؤدي بلا شك إلى إنهيار إقتصاد الدولة .
الفقر والعطالة والجريمة :
لا يمكن لبقية الوظائف ان تسد الإحتياج المتزايد للتوظيف ... مما يؤدي لإنتشار الفقر والعطالة
والجريمة بكل أنواعها ... جرائم تتعلق بالأمن .... وجرائم أخلاقية .
حالنا اليوم .... وحالنا غدا :
نعيش اليوم عصر البترول ... ودولنا الخليجية ... هي دول غنية , فأصبح المواطن الخليجي مواطن مرفه ....
مما أدى به إلى إستسهال الحياة ... وتعود على أن يحصل على الأمور بطريقة سهلة ومريحة ... مما دفعه إلى
التعالي والنظر إلى العمل اليدوي او المتعب على انه عمل الفئة الأقل قدرا والفئة الفقيرة ....
ولكن احب أن أنوه هذه الفئة المغترة ...... إحذروا ! .. إحذروا يوما ينتهي فيه النفط ( وتمتص آخره ... كروش الكبار)
ففي ذلك الوقت سوف تعيش عيشة الذل ! وستنتقل من عيشة الملوك إلى عيشة الصعاليك ... وبدون صنعة أيضا !!
لا تغتر بالدنيا ... فالأحوال تنقلب بين ليلة وضحاها !! فإنتبه لنفسك وإصنع مستقبلك بيدك وتعلم صنعة تدوم
معك أمد الدهر ... وعلى قولة المثل ( صنعة باليد تكفيك شر الزمن ) أو زي ماقال المثل .
وأخيرا اتركم مع آراء بعض المختصين :
الدكتور (غانم محمد) من الإمارت يقول: "عندما نتحدث عن نظرة مجتمع بأكمله فلابد ان ندرك ان التغيير لن يكون في
لحظات أو عن طريق مقال وتحقيق صحفي ولن يكون بجهود فردية....من وجهة نظري اتمنى ان تكون هناك سنة
تطبيقية قبل التخرج في جميع الأقسام تفرض على الطلبة ممارسة جميع الأعمال التي تندرج تحت تخصصهم أيما
كانت دون تمييز أحدهم عن الآخر وعندها لن ترفض الأسرة ذلك لأنه جزء من دراسة الابن ومرحلة لن يتخرج دون المرور
بها...أما الطالب فقد يستفيد من الاحتكاك ويجد نفسه في وظيفة مهنية معينة يمارسها دون خجل".
وعن تشجيع الأبناء منذ الصغر يقول (راشد الصالح) رجل أعمال من السعودية : "النظرة والتقييم المادي والشكلي
مشكلة نعاني منها بالفعل لذلك أحاول قدر المستطاع تنشئة ابنائي على اساس سليم وعلى احترام أي مهنة
وعامل مهما كان نوع عمله،واصطحبهم دائما الى مقر العمل وورش الصيانة الخاصة بشركتي لأفتح لهم مجال الإحتكاك
بالعمال ومعرفة مدى الجهد الذي يقوم به العامل البسيط ودوره في خروج المُنتَج إلينا...وابني الأكبر الآن يعمل معهم
في الإجازات وهذا يضمن لي انه في حال تخرجه وتوليه لادارة شركاتي سيكون على علم بكل صغيرة وكبيرة وسيكون
قريب من العامل والموظف لأنه مارس العمل معهم....وكذلك سيكون مؤهل للعمل في أي مكان آخر"
أما ( مها محمد العلي) خريجة علم نفس من البحرين تقول: "الثراء والدلال قد يكونان نعمة أونقمة في حال افسادهما
للشباب عماد الأمة ولمفاهيم المجتمع وأعتقد أننا سندفع الثمن غالياً ان لم نعد ابنائنا لمواجهة الحياة فالبساط الأحمر
قد يُسحب من تحت أقدامنا وملاعق الذهب من الممكن ان تتحول( لورق) ويكون الأوان قد فات لأننا لم نكن مهيئين لأي
ظروف تطرأ علينا...لابد من ان نكون أكثر واقعية في تخطيطنا للمستقبل ونتوقف عن زرع المفاهيم الخاطئة بداخل
الأبناء ونكون قدوة حسنة لهم باحترامنا للعامل والخادم والسائق والفقير فالإنسان ليس منصب ومظهر ومال بل هو
شخصية وعقل وتكوين واحد كل ماهنالك أن الظروف تحكمنا بأشكال مختلفة".
بصراحه موضوع يستحق النقاش فنقلته لكم لأرى أرائكم يا أعضاء منتدنا
حسين : تشرفنا اخوي بمعرفتك .... وش تشتغل أخوي
سلمان : أعمال حرة !!! ( يكذب ! ) "سلمان يشتغل ميكانيكي "
حسين : طيب وش طبيعة عملك بالضبط
سلمان : يعني أشتغل بشركة !! .... وإنت عارف هالأمور !
مشهد رقم 2 :
لؤي : وش طلبك أخوي !
زبون : نصف حبة بروست وبيبسي
لؤي : محلي وللا سفري !..... أوف .... محمد ( زميله ) تعال بسرعة !!!
محمد : هاه لؤي وش تبي !
لؤي : محمد خذ مكاني ..... ! فيه واحد جاي أعرفه ! ... خذ مكاني شوي بس إلى ما يروح ! .
لو ركزتوا بها لمحادثتين راح تلاقوا شيء مشترك وهو أن سلمان ولؤي كلهم يستعيروا من شغلهم .
طبعا هالمشاهد تتكرر في مجتمعنا بشكل مستمر .... فلماذا يحدث هذا ؟
تقل الأعمال المهنية واليدوية في سوق العمل , وتكثر الأعمال المكتبية والإدارية ...
يقل الطلب والتقدم للأعمال المهنية واليدوية ويكثر الطلب على الأعمال المكتبية والإدارية ....
لا يتفاعل المجتمع مع هذه الأعمال .... تاركا فراغا كبير جدا في هذا القطاع
إذن ماهي الأسباب ؟
الأسباب متعددة منها ماهو على مستوى المجتمع ومنها ماهو على مستوى الحكومة ومنها ماهو على المستوى المادي .
المجتمع :
ينظر المجتمع إلى هذه الأعمال نظرة دونية .... وأنها أعمال دون المستوى .... وينظر إلى ممارسها
على أنه إنسان ناقص أو فاشل أو حقير لا قيمة له .
تغذي ثقافة المجتمع الأفراد الذين يحيون به .... فتزودهم بأفكار تسيء إلى العمل اليدوي والمهني وتسيء الحكم
على ممارسي هذه الأعمال ... بينما تمجد الأعمال الكتبية والمحاسبة والاعمال التي ( تنفخ ) صاحبها ! .
مما يؤدي بالشخص إلى تبني هذا الفكر ! ... فتجده هو بنفسه يتحاشى هذه الأعمال وينظر لها نظرة سلبية
ويفضل العطالة عليها !!! .
الحكومة :
1- تتبنى الحكومة هذه الأعمال .. لكن بضعف شديد .... ويقل الدعم الثقافي والتوعوي للأجيال خاصة وللمجتمع عامة ...
فتجد أن المناهج التعليمية تخلو تماما من المواد المهنية واليدوية .... مما يجعله غير مؤهلا أصلا للعمل حتى لو رغب بذلك .
وأيضا بالنسبة لتوعية المجتمع فنشر الوعي المهني من قبل الحكومة ضعيف جدا ...
2- ندرة الوظائف في القطاع الحكومة وفي القطاع الخاص ....
المستوى المادي :
كثير من الوظائف المهنية واليدوية يكون عائدها المادي ضعيف .... ولا يغطي إحتياجات الفرد خصوصا
في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعاني منها المجتمع .
الأثار السلبية المترتبة على إهمال العمل المهني واليدوي :
1- تدهور إقتصاد البلد :
يتدهور إقتصاد البلد بكثرة جلب العمالة الأجنبية إلى الداخل ... مما يؤدي إلى خروج أموال هائلة إلى الخارج !
كثرة الواردات وقلة الصادرات .... مما يؤدي إلى عدم التوازن الإقتصادي في البلد .
عدم وجود العمل المهني واليدوي يؤدي إلى عدم توفير متطلباتنا الأساسية ... ممايدفعنا إلى الإستيراد
متطلبات أساسية كان من الممكن الإستغناء عن إستيرادها .
2- التخلف العلمي :
الأعمال اليدوية والثروة الإنسانية هي أهم ثروة في الحياة .... وإهمالها يؤدي إلى التراجع والتدهور ...
فمعضم التطور الحاصل يستلزم أيادي عاملة .... تعمل في المصانع والشركات كصناعة السيارات
وصناعة الأثاث ونحوها , وإهمال هذا الجانب سيؤدي بلا شك إلى إنهيار إقتصاد الدولة .
الفقر والعطالة والجريمة :
لا يمكن لبقية الوظائف ان تسد الإحتياج المتزايد للتوظيف ... مما يؤدي لإنتشار الفقر والعطالة
والجريمة بكل أنواعها ... جرائم تتعلق بالأمن .... وجرائم أخلاقية .
حالنا اليوم .... وحالنا غدا :
نعيش اليوم عصر البترول ... ودولنا الخليجية ... هي دول غنية , فأصبح المواطن الخليجي مواطن مرفه ....
مما أدى به إلى إستسهال الحياة ... وتعود على أن يحصل على الأمور بطريقة سهلة ومريحة ... مما دفعه إلى
التعالي والنظر إلى العمل اليدوي او المتعب على انه عمل الفئة الأقل قدرا والفئة الفقيرة ....
ولكن احب أن أنوه هذه الفئة المغترة ...... إحذروا ! .. إحذروا يوما ينتهي فيه النفط ( وتمتص آخره ... كروش الكبار)
ففي ذلك الوقت سوف تعيش عيشة الذل ! وستنتقل من عيشة الملوك إلى عيشة الصعاليك ... وبدون صنعة أيضا !!
لا تغتر بالدنيا ... فالأحوال تنقلب بين ليلة وضحاها !! فإنتبه لنفسك وإصنع مستقبلك بيدك وتعلم صنعة تدوم
معك أمد الدهر ... وعلى قولة المثل ( صنعة باليد تكفيك شر الزمن ) أو زي ماقال المثل .
وأخيرا اتركم مع آراء بعض المختصين :
الدكتور (غانم محمد) من الإمارت يقول: "عندما نتحدث عن نظرة مجتمع بأكمله فلابد ان ندرك ان التغيير لن يكون في
لحظات أو عن طريق مقال وتحقيق صحفي ولن يكون بجهود فردية....من وجهة نظري اتمنى ان تكون هناك سنة
تطبيقية قبل التخرج في جميع الأقسام تفرض على الطلبة ممارسة جميع الأعمال التي تندرج تحت تخصصهم أيما
كانت دون تمييز أحدهم عن الآخر وعندها لن ترفض الأسرة ذلك لأنه جزء من دراسة الابن ومرحلة لن يتخرج دون المرور
بها...أما الطالب فقد يستفيد من الاحتكاك ويجد نفسه في وظيفة مهنية معينة يمارسها دون خجل".
وعن تشجيع الأبناء منذ الصغر يقول (راشد الصالح) رجل أعمال من السعودية : "النظرة والتقييم المادي والشكلي
مشكلة نعاني منها بالفعل لذلك أحاول قدر المستطاع تنشئة ابنائي على اساس سليم وعلى احترام أي مهنة
وعامل مهما كان نوع عمله،واصطحبهم دائما الى مقر العمل وورش الصيانة الخاصة بشركتي لأفتح لهم مجال الإحتكاك
بالعمال ومعرفة مدى الجهد الذي يقوم به العامل البسيط ودوره في خروج المُنتَج إلينا...وابني الأكبر الآن يعمل معهم
في الإجازات وهذا يضمن لي انه في حال تخرجه وتوليه لادارة شركاتي سيكون على علم بكل صغيرة وكبيرة وسيكون
قريب من العامل والموظف لأنه مارس العمل معهم....وكذلك سيكون مؤهل للعمل في أي مكان آخر"
أما ( مها محمد العلي) خريجة علم نفس من البحرين تقول: "الثراء والدلال قد يكونان نعمة أونقمة في حال افسادهما
للشباب عماد الأمة ولمفاهيم المجتمع وأعتقد أننا سندفع الثمن غالياً ان لم نعد ابنائنا لمواجهة الحياة فالبساط الأحمر
قد يُسحب من تحت أقدامنا وملاعق الذهب من الممكن ان تتحول( لورق) ويكون الأوان قد فات لأننا لم نكن مهيئين لأي
ظروف تطرأ علينا...لابد من ان نكون أكثر واقعية في تخطيطنا للمستقبل ونتوقف عن زرع المفاهيم الخاطئة بداخل
الأبناء ونكون قدوة حسنة لهم باحترامنا للعامل والخادم والسائق والفقير فالإنسان ليس منصب ومظهر ومال بل هو
شخصية وعقل وتكوين واحد كل ماهنالك أن الظروف تحكمنا بأشكال مختلفة".
بصراحه موضوع يستحق النقاش فنقلته لكم لأرى أرائكم يا أعضاء منتدنا