<< أمة ... تقرأ ؟ >>




في أبجدية ما تعلمناه في حياتنا : ( أن المرء بما يحسنه ) والانسان بما يتعلمه بذلك يرقى ،

وبما يحوزه من معارف يؤهل ، إذ لا قيادة ناجحة بغير علم ، ولا شخصية متوازنة بغير ثقافة .

تأخذني مقولة روادنا ـــ تلك ـــ إلى سؤال طالما توجهت به لنفسي دائماً :

كم قرأت في يومك ... ماذا قرأت ؟

لازلت أستذكر زمناً عتيقاً ملكتني الدهشة فيه _ خجلاً _ أمام طالب تجاوز مرحلة التعليم

المتوسط بهنيهة يحاور محاضراً ، كنت أفوقه شهادة فيفوقني ثقافة ، أتجاوزه سنياً فيجتازني

معرفة ... لكم أدركت حينها : كم هو العلم رقي ، وكم هو الجهل سقوط ، وأن الدرجة العلمية

لا تعني الثقافة دائماً ، بل ما أجمل وأكمل في تألقهما أن يعضد كل منهما الآخر .

في دواخلنا حيز لا ينضب للإبداع .. طاقة لا تعرف النور بغير فعل ثقافي منظم ، وعمل تجريبي

مبرمج ، أمام بحر علم بغير قرار ، وسماء معرفة بلا خوف .

ما أجمل أن يألف كل منا كتاباً يعب من ثرّه وقتما يجد من يومه فسحة ــ وما أكثرها .

الثقافة والنجاح صنوان ... نهر لا يدركه النضوب ... بحر لا يفلح فيه التمني ، أما الزمن فسيف

إن لم تقطعه قطعك ...

وإذا كان من تحريض جميل على الثقافة المعرفية أهدانا إياه أجدادنا ، فذلك أنهم قالوا :

<< كلما ازددت علماً ... كلما ازددت جهلاً >>

<< القراءة رسالة السماء إلى الأرض : إقرأ >>

فهل نحن ــ حقاً ــ أمة ... تقرأ ..؟