تبدو الحاجة إلى الدراسات التي تبحث في تاريخنا المتعلق بأحوال القبائل العربية ومواطنها

الأصلية وهجراتها ليست مهمة فقط , بل وملحة جدا لأسباب عديدة .

مرة لأن مهمة الباحثين تفرض عليهم التنقيب المستمر , ومرة لأن الدراسات توثق الأنساب

وتعزز الأنتماء , وتربط بين أبناء القبائل وتعزز تواصلهم , وقبل ذلك تصون التاريخ من

الضياع والتشويش .

والحاجة إلى مثل هذه الدراسات قد تفرضها ضرورة أخرى وهي أن المصادر المعتمدة في هذا

الحقل , هي كتب المستشرقين والرحالة الذين خاضوا في هذا الجانب , وقد وردت في كتاباتهم

أخطاء كثيرة , ومن هنا فإن تصحيح المعلومات يقترن بتصحيح فهمنا للتاريخ , وهي مسألة

تشكل غاية علمية قصوى .

إن التاريخ يقترن بالوعي , فلا وعي بدون تاريخ مدون بصورة صحيحة , ومن هنا فإن الحاجة

إلى وعي واقعي نابع من الحاجة إلى تاريخ موثق . وأبناء القبائل أولى من غيرهم بتحمل

عبء المسؤولية . وقد تحتاج الدراسات التاريخية إلى تنقيب مستمر ومضني عن الحقيقة .

وهي مهمة شاقة , لكننا بأمس الحاجة إليها حاضرا ومستقبلا , لما للتاريخ من أدوار حاسمة

في حفظ الأنساب والتراث والتقاليد والقيم .

لقد آن الأوان للتنقيب في تاريخنا وتوثيق أحداثه , لأن في هذا كل ماضينا الذي بدونه لا نستطيع

التكيف مع الحاضر , ولا أن نتفاعل معه .

دمتــــــــــــــــــــم باحتـــــــــــــــــــرام