![]() |
حاولت الإنتحار!!!!!
بداية حكايتي اني تزوجت وقد من الله علي بالأولاد والبنات وكان يعيش معي أبي وأمي بنفس المنزل وكنت أنا العائل الوحيد لهم بعد الله . الظروف كانت صعبه والحياة قاسيه وكنت احلم أن يأتي يوم واذهب فيه إلى بلاد الحرمين للعمل هناك فهي قبلة المسلمين وشعبها هم أحفاد الصحابة وبالفعل أتى ذلك اليوم وتحقق حلمي بعد إن تكبدت الديون لشراء الفيزة لاكن كنت أأمل أن آتي لبلاد الحرمين واعمل وأكد وأقوم بتسديد ديوني والقيام بشؤون أسرتي . عندما حان موعد الرحيل خيم الحزن علي وعلى أسرتي بأكملها لاكن لابد من اتخاذ هذا القرار مع صعوبته لأن العيشة صعبه بكل ما تعنيه الكلمة أتيت للبلاد التي طالما تمنيت رؤيتها وعندما وصلت للمطار لم أجد من يستقبلني مكثت بالمطار عدة أيام وكنت خلالها أقوم بالاتصال بمكفولي لاكن للأسف انه لم يرد على اتصالاتي .. بعد ثلاثة أيام أتى إلي ذلك الرجل وهو في العقد الرابع من عمره تقريباً أخذني معه لاكن نظراته لي كانت نظرات احتقار وعندما وصلنا لسيارته قام بإركابي بصندوق السيارة وكأني بهيمة . في الحقيقة انصدمت من استقباله لي أهذا هو حفيد أبو بكر وعمر ويعاملني بهذه المعاملة لاكن قلت لابد وان اصبر لأني لم آتي هنا للنزهة وصلنا لمنزله وعندما نزلت من السيارة اخذ يرفع صوته علي ويقول تعال معي أتيت معه فأدخلني بغرفة كأنها زريبة أغنام وقال لي هذه غرفتك .صبرت لأن الحاجة مره قمت بترتيب ما استطيع ترتيبه من الغرفة طلبت منه أن يأتي لي بثلاجة صغيره أضع فيها طعامي والماء الذي اشربه لأننا كنا في عز الصيف وقتها قال لي بالحرف الواحد أنت أتيت هنا للشغل ولم تأتي لترفيه وعندك بزبوز(الصنبور) الماء اشرب منه وش متعود عليه أنت ووجهك ياوجه النحس قلت في نفسي المشتكى لله حاولت التأقلم مع الظروف وبالفعل تعودت على هذه الحياة المملة بسبب الحاجة الملحة التي أتت بي من بلادي..وكان من تعامله معي انه عندما يناديني لم يناديني باسمي وإنما كان يناديني بأسماء لا افهم معناها ولاكنها تدل على معاني سيئة حسب توقعي لأنه أحيانا يناديني بحضور أشخاص فعندما يناديني كانوا يتغامزون فيما بينهم ويتضاحكون . في احد الأيام طلبت منه أن يعطيني التليفون لكي اطمئن أهلي علي فرفض وزجرني وقال إني أتيت بك لكي تخدمني لا لأصرف عليك وعلى اهلك يا.......) وكانت طبيعة العمل الذي استقدمني لأجله أني سائق لاكن للأسف لم يكن هذا هو العمل الذي استعملني فيه فقد جعلني اشتغل له كل شغله ومن ذلك أقوم بكنس البيت وتغسيل الجدران والسيارة قلت له يا أخي أنت لم تستقدمني لهذه الأشغال أنت استقدمتني كسائق فقال مابقي إلا أنت ووجهك تسوق سياراتنا .ليت الأمر اقتصر على خدمته هو وإنما اخذ يرسلني مع معارفه وأقاربه لكي اخدمهم عندما يحتاجون لبعض الأعمال كالتحميل أو غيره من الأعمال الشاقة التي تتعب الجمل وبدون أي مقابل وكان يهددني بالسجن وخصم مرتبي لو علم أني أخذت من أي شخص ولو هللة واحده مقابل شغلي لديهم وكان البعض منهم يعطيني بعض النقود بعد انتهائي من الشغل لديه وكنت ارفض أخذها لخوفي من تهديد كفيلي والمشكلة انه من زود ظلمه لي انه لم يعطيني مرتبي لمدة خمسة أشهر وكلما طلبت منه أن يعطيني راتبي اخذ ينهرني ويقول ماذا ستفعل به دعني أحفظه لك . كم توسلت له وطلبته أن يعطيني لو القليل من مرتبي لكي أرسله لأسرتي الذين هم بأمس الحاجة له لاكنه كان قاسي القلب نزعت الرحمة من قلبه حيث أن قلبه كأن أقسى من الحجر كم من الدموع سكبتها على حالي وحال أهلي الذين كانوا يؤملون أن ابعث لهم بالمصروف الذي يؤمن لهم متطلبات الحياة الضرورية لهم وكنت أتوسل لزوجة كفيلي عند غيابه أن تعطيني التليفون لكي اتصل على أهلي واخبرهم أني بخير ولاكن لم اقبض المرتب حتى الآن لبعض الظروف التي تمر بي . مضت على سنة كاملة وهذا المجرم لم يلين قلبه لي ولم يعطيني سواء ألف ريال خلال السنة الكاملة التي أمضيتها وكأنها عذاب مما أجد من التعب والإجهاد علاوة على الإهانات التي أتعرض لها يومياً وفي يوم من الأيام أتيت إليه وقلت له وأنا ابكي يا مسلم خف الله فيني لماذا تظلمني لماذا تبخس حقوقي أنا تركت أهلي ووطني وتحملت الغربة لأجل أؤامن لقمة العيش لوالديي وأبنائي فنهرني ثم خلع الحذاء من قدمه ورماني به عندها لم أتمالك نفسي ولم اشعر إلا وأنا انهال عليه بالضرب حتى أرديته على الأرض فقلت له يا رجل لماذا لاتخاف الله ألا تعلم أن الله هو الذي أغناك وأفقرنا وهو قادر على أن يبدل الحال ويجعل حالتك كحالتنا أنسيت مامر بإبائك وأجدادك من حاجة وفقر لماذا لا تحمد الله على النعمة التي انعم بها عليك وتحمده أن جعلنا نأتي من أقصى الدنيا لخدمتك وأنت بين أبناءك وأهلك أحذرك أن تأمن مكر الله فيعاقبك ويسلبك نعمه التي انعم بها عليك وأخذت أتكلم لاشعوريا فكم سكتت له ولاكن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ثم انصرفت من عنده وذهبت لغرفتي وبعد مضي ساعة تقريبا أتى إلي المجرم وكان بيده سكيناً فأخذ يتلفظ على بألفاظ بذيئة خالية من الإنسانية واخذ يرميني بحذائه في وجهي حتى سالت الدماء من وجهي حتى سقطت على الأرض مغشياً علي ولم استعيد وعيي إلا بعد منتصف الليل عندها أخذت أفكر بأمر خطير حيث بدأت أفكر بالانتحار فقمت بربط حبل قوي بالمروحة وحاولت أن اربطه بعنقي وارمي بنفسي ولاكن رحمة الله سبقت علي حيث أني وأنا أتجهز لأرمي بنفسي من فوق صندوق خشبي وإذ بنداء الحق يعلو بالسماء فقد أذن مؤذن الفجر عندها ارتعدت فرائصي وتذكرت عظم ذنب الانتحار فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم وقمت بفك الحبل من رقبتي والدموع تنهمر من عيوني فخررت ساجداً لله أن أنقذني من الإقدام على الانتحار فنهضت وتوضأت وذهبت للصلاة وبعدما صليت سنة الفجر رفعت يداي إلى السماء وطلبت من الله بقلب وجل ودموعي تنسكب على وجنتي أن يعجل لي بالفرج وان ينتقم لي ممن ظلمني فأنه لا حول لي به ولا قوه وأخذت أدعو وابكي بحرقة أن ينتقم لي من ذلك الظالم عاجلاً غير آجل عندها قام المؤذن للإقامة للصلاة وصلى بنا الإمام وبعد الفراغ من الصلاة جلست بالمسجد حتى أشرقت الشمس وأنا أدعو الله أن يفرج همي وان ينتقم لي ممن ظلمني وعندما خرجت من المسجد متجهاً للمنزل وإذ بسيارة الإسعاف عند الباب والصياح يعلو من داخل البيت أتيت مسرعاً لكي استطلع الخبر فوجدت ذلك الظالم ممدداً على الأرض والمسعفين من حوله لإسعافه فحملوه على النقالة واركبوه داخل سيارة الإسعاف ونقلوه للمستشفى لحقت به برفقة زوجته وبناته فلما وصلنا المستشفى وقاموا بإجراء الفحص قالوا إنه قد أصيب بجلطة دماغيه وهي خطيرة جداً ادخل العناية المركزة ومكث بها ما يقارب الشهرين وهو فاقد للوعي كم ارتحت منه ومن شره خلال هذه الفترة . وقد كانت زوجته تقوم بإكرامي وإعطائي كامل حقوقي وكانت كثيراً ما تطلب مني السماح لزوجها الذي كثيرا ما كان يظلمني فقلت لها كم ظلمني وكم كان قاسي علي في معاملته لاكن لأنك كنتي متعاطفة معي سأسامحه. وفي الحقيقة تبدلت حالتي من بعد القسوة والجفوة التي كنت أعامل بها من قبل ذلك الأب الظالم وأصبحت سعيداً بكل ما تعنيه الكلمة فتحولت شغلتي من خادم لسائق فقط حيث أقوم بتوصيل الأولاد لمدارسهم وأحيانا للسوق لجلب ما يحتاجونه من متطلبات المنزل .قامت تلك المرأة الطيبة بإعطائي كامل مرتباتي الماضية وأضافت عليها زيادة من المال مقابل الظلم الذي مر بي من قبل زوجها الظالم . أخذت أرسل لأهلي مصاريفهم وتغيرت حالتهم ولله الحمد والمنة. أمضى ذلك الرجل بالعناية المركزة ما يقارب شهر بعد أن أفاق من الغيبوبة ثم اخرج من العناية المركزة لأقسام التنويم ومكث بالمستشفى ستة أشهر تقريباً وبعدها غادر المستشفى وكانت حالته تكسر الخاطر حيث انه لا يستطيع المشي ولا يستطيع حتى خدمة نفسه وكان كل وقته وهو طريح الفراش كنت كلما أراه أتذكر جبروته وغطرسته التي كان يستخدمها ضدي وكيف تحولت الحال بعد أن أنتصر لي من ينتصر للمظلوم ممن ظلمه لاكن بصراحة كان يحز بخاطري شي وكل ما تذكرته انهمرت دموعي ثم أخر لله ساجداً وهي عندما حاولت الانتحار فكنت احمد الله أن حال بيني وبين الإقدام على تلك الجريمة العظيمة في حق نفسي والتي يعاقب الله من أقدم عليها بالخلود بالنار مع العذاب الذي يعذب به في قبره حتى قيام الساعة ..عجباً للدنيا التي لا تدوم لأحد تضحكك يوم وتبكيك أيام فاجأني اتصالا من بلادي حيث نقل لي خبر وفاة والدي رحمه الله رحمة واسعة كم تمنى رؤيتي وأنا كان لي نفس الأمنية لاكن قدر الله يتم عندها أظلمت الدنيا بعيناي لاكن سلمت الأمر لله وهذه حال الدنيا جلست فترة من الزمن وكنت كأني أمير بذلك المنزل بعد أن كنت أعامل معاملة اسواء مما تعامل به البهائم وكان ذلك الرجل كثيراً ما يسكب العبرات عندما يشاهدني واقفا عنده لخدمته وفي إحدى المرات انكسر قلبي لحالته فجثوت على ركبتي وقبلت رأسه وأنا ابكي وقلت له سامحك الله عما قمت به تجاهي من قسوة فذرفت دموعه بغزاره وهو يضمني إليه ويقول سامحني ثم أخذ ينادي زوجته وهمس لها بكلام لم اسمعه فانصرفت ثم عادت بعد وقت قليل وإذا هي تأتي له بكيس فأخذه ثم ناولنيه فاعتذرت منه فأقسم بالله أن أخذه قمت وأخذته ثم خرجت لغرفتي فلما فتحت الكيس وإذ به مبلغ من المال قمت بحسابه فإذا هو عشرة الآف ريال عندها قلت الحمد لله صبرت ونلت مالم أتوقعه وهذا من فضل الله وبعد مضي ثلاثة أشهر من خروجه طلبت منه أن يسمح لي بالمغادرة لبلادي فحاول إقناعي بالبقاء لديهم و لاكن بينت له ظروفي وقال اذهب وفقك الله وأتمنى منك إن استطعت العودة مرة أخرى أن ترجع لنا عندها بكيت بكاءً شديداً لأن الحال تبدل أخذت أجهز أمتعتي استعدادا للرحيل فما أن أتممت جمع أغراضي وأنهيت إجراءت سفري وإذ بكفيلي يرسل لي احد أبنائه فقال إن أبي يدعوك فذهبت له فأعطاني ظرف فلما فتحته وجدت به تذكرة سفراً باسمي بالإضافة لمبلغ من المال عندها سرحت بفكري قليلاً وتذكرت حالته عندما استقبلني وكذلك الأيام التي كان يعاملني فيها بقسوة وبين حالته الآن اسأل الله أن يغفر له كل سوء عاملني به . وعندما حان موعد مغادرتي جمعت أغراضي فأصر ذلك الرجل أن يرافقني بنفسه للمطار لتوديعي وبالفعل ذهب معي مع ما يعانيه من الآم وبالمطار تعانقنا والكل منا يبكي وكأنه يودع احد أفراد عائلته ذهبت من عنده وكأني ذاهب من عند أهلي . إخواني لماذا نحن هكذا دائما لا نفكر بحالنا إلا بعد فوات الأوان وبعد ما تفوت علينا فرص قد لا تتعوض مرة أخرى فيا ليت ذلك الرجل تعامل معي منذ قدومي بالطريقة التي وادعني فيها بصراحة تندمت أن قمت بالدعاء عليه لاكن والله لم افعل ذلك إلا من الظلم والجور الذي كان يعاملني به والذي كدت بسببه أن ارتكب جريمة الانتحار لولى لطف الله بحالي فالحمد لله الذي أنقذني برحمته ولطفه. إخواني احذروا ظلم من جعل الله لكم عليهم ولاية فقد يدعي عليكم دعوة في ظلمة الليل لايحول بينها وبين الله حائل فتكون سبب تعاستكم وشقاوتكم بالدنيا والآخرة لأن الظلم ظلمات يوم القيامة وعليكم أن تتذكروا قدرة الله عليكم كما انبه كل من يتعرض لمثل هذه المواقف الصعبة ان يلجأ لله وأن لايفكر بالأنتحار مهما مر عليك من ظلم وجور لأن الدنيا واتعابها ومشاقها زائلة وإن طالت المدة لاكن جريمة الإنتحار ليست هي الحل لأن من يقدم عليها يعذب بقبره بنفس الطريقة التي انتحر فيها حتى قيام الساعة ومن ثم يدخل النار ويبقى خالداً مخلداً فيها أجارنا الله وإياكم ووالدينا منها ..هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ملاحظة : إخواني هذه القصة كتبتها من نسج خيالي لاكن يحدث من الظلم للعمال ما الله به عليم فاحذروا من الإساءة لمن ولاكم الله أمرهم فلا تظلموهم وتذكروا قدرة الله عليكم ... أخواني إن اصبت فبتوفيق من الله وإن كنت دون ذلك فالقصور من طبيعتنا نحن البشر . انتظروني بقلم جديد قادم بإذن الله بعنوان البنت لولد عمها تقبلوا تحية واحترام أخوكم/ابوسلطان التريباني |
|
ابو سلطان التريباني جزاك الله كل خير
والله يعطيك العافيه |
أبوسلطان يعجز القلم على كتابة ما يفي بشكرك على ما تفضلت به هنا قصة رائعة ومعبرة بكل ماتعنيه الكلمة ولكن : كأنك رميت باللوم كله على الكفيــــــــــــل وتناسيت ما تكبده المجتمع من جرائمهم اللتي يشيب لها رأس الوليد وأنهم إلا ما قل لا يتحاشون الجريمة بل يسعون لها ويخططون ( زنا + لواط + سحر + شعوذه + خمور + مخدرات + تزوير + غش بكل أنواعه + جرائم إكترونية ) فشرهم أكثر وأعم وليس هذا مبرر لظلمهم أو أكل أموالهم أو حرمانهم من حقوقهم ولكن باختصار هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم " شـــــــــــــر لا بـــــــــــــــــــــد منـــــــــــــــــــــهـ " |
جزاك الله الف خير يابو سلطان ومشكور
|
اخواني الغالين الله يجزاكم الجنة ووالديكم لمروركم العطر عطر الله ايامكم بالمسرات والطاعات لرب البريات
|
الساعة الآن 12:13 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas