((نــبراس شـــمر)) أحد كبار شيوخ القبيله بالباديه السوريه وذوا مكانه عاليه في قلوب الرجال النبلاء وذوا قلم أدبي مبدع
|
لا يقبل على اصطناع المعروف مكافأة ..
 |
|
 |
|
لما حج المنصور عرض عليه جوهر نفيس له قيمة عظيمة للبيع فعرفه وقال : هذا كان لهشام بن عبد الملك بن مروان , فأنتقل الى ابنه محمد بن هشام , وما بقي من بني أمية غيره , ولا بد لي منه , ثم التفت الى حاجبه الربيع , وقال : إذا صليت بالناس غدا في المسجد الحرام , وحصل الناس كلهم فأغلق الأبواب كلها , ووكل بها جماعة من الثقات , وأفتح بابا واحدا وقف عليه , ولا تخرج أحدا حتى تعرفه , فإذا ظفرت بمحمد بن هشام فأتني به .
فلما كان الغد فعل الربيع ما أمره به المنصور , وكان محمد بن هشام في المسجد , فعرف أنه المطلوب , وأيقن أنه مأخوذ مقتول , فتحير وارتاب واضطرب , فبينما هو على تلك الحال إذ أقبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين فرآه متحيرا - وكان لا يعرفه - فتقدم إليه وقال : يا هذا , ما بك ؟ فقال : لا شيء , فقال : خبرني ولك الأمان إن شاء الله على نفسك .
قال محمد بن هشام : فمن أنت ؟ قال : أنا محمد بن زيد بن علي بن الحسين ! فزاد خوفه , وطار عقله , وتحقق الموت , فقال له : لا تجزع فلست قاتل أبي ولاجدي , وليس لي عليك ثأر , وأنا أجتهد في خلاصك إن شاء الله , ولكن تعذرني فيما أنا صانع بك من مكروه وقبيح . فقال له إفعل ما شئت .
فطرح رداءه على وجهه , وغطى به رأسه , وجذبه وسحبه , إلى أن قرب من الربيع حاجب المنصور ,هو على الباب , فلما وقعت عين الربيع عليهما لطمه محمد بن زيد لطمات على رأسه , وجاء به إلى الربيع , وقال : يا أبا الفضل , إن هذا الخبيث جمال من أهل الكوفة أكراني جمالا , فلما دفعت له الكراء هرب مني , فأكرى جماله لبعض أهل خرسان , ولي عليه شهود , وأريد منك من يوصله معي إلى القاضي , ويمسك جماله عن الذهاب مع الخراسانيين . فرسم الربيع عليه إثنين وقال : لا تفارقاه إلى القاضي - ومحمد قابض على الرداء , وقد استتر وجهه به - فخرجوا جميعا من المسجد .
فلما بعدوا عن الربيع قال له محمد : إذهب إلى حال سبيلك , فقبل محمد بن هشام يده ورأسه وقال : الله أعلم حيث يجعل رسالته , ثم أخرج له جواهر قيمتها عظيمة , وقال : بالله - يا إبن بنت رسول الله - شرفني بقبول هذا , فقال له : إذهب بمتاعك , فنحن أهل بيت لا نقبل على إصطناع المعروف مكافأة , وإحترز على نفسك , من هذا الرجل , إلى أن يخرج , فإنه مجد في طلبك .
الشواهد والعبر :
___________
الشيء يعرف بقرينه .
رب حيلة أغنت عن قبيلة
الكريم لا يقبل على إصطناع المعروف مكافأة
إقتران الذكاء بالأيمان وسلامة النية يؤديان إلى كل خير
دمتم باحترام |
|
 |
|
 |
|