اقتباس :
|
روي أن طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأى طيرا يخرج
|
اقتباس :
|
من بين الشجر فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى, فذهب إلى الطبيب (الرسول صلى الله عليه وسلم ) يبكي ويقول :
يا رسول الله , إني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت ,
فإني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله ..
فضعه يا رسول الله حيث شئت لعل الله يغفر لي
|
هل تصِحّ قصة انشغال أحد الصحابة ببستانه ثمّ تصدّقه بهذا البستان ؟
ما صحة هذا الحديث
روي أن سيدنا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأى طيرا يخرج
من بين الشجر فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى, فذهب إلى الطبيب يبكي ويقول :
يا رسول الله , إني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت ,
فإني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله ..
فضعه يا رسول الله حيث شئت لعل الله يغفر لي
الإجابة
هذا غير صحيح ؛ لأنه ليس في الأنصار مَن اسمه ( طلحة ) وله بستان .
وفي الصحابة " أَبُو طَلْحَةَ الأنصاري وكان أَكْثَر الأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالاً مِنْ نَخْلٍ " .
وقصته في الصحيحين مِن حديث أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالاً مِنْ نَخْلٍ ، وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ . قَالَ أَنَسٌ : فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ : (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) ، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ . قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : بخْ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ : أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ .
وفي رواية لأبي داود الطيالسي : قَالَ أنس رضي الله عنه : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ) الآيَةَ ، جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أَرَى اللَّهَ يَسْتَقْرِضُنَا ، وَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ أَرْضِي بِأَرِيحَاءَ صَدَقَةٌ ، فَلْيَضَعْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ شَاءَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ضَعْهَا فِي قَرَابَتِكَ .
فَرَغْبَة أبي طلحة بالصدقة كانت منه ابتداء بعد نُزول الآية ، وليس بسب طير ولا غيره .
والله تعالى أعلم
سماحة الشيخ عبد الرحمن السحيم
حفظه الله تعالى و أجاب دعواته