عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2011, 08:04 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
مشرفة المنتدى الآسلامي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3661
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الــــــــجنــــــس :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 8,682 [+]
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 50
قوة التـرشيــــح : رذاذ المطر will become famous soon enough

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

رذاذ المطر غير متواجد حالياً

افتراضي

من أسباب سوء الخاتمة:

1- البدعة وفساد الاعتقاد:

قال الشاطبي -رحمه الله- في ذم المبتدع: "يبعد عن حوض رسول الله -
صلى الله عليه وسلم-، ويخاف عليه أن يكون معدودًا في الكفار الخارجين عن الملة
وسوء الخاتمة عند الخروج من الدنيا" (الاعتصام).

ثم بيَّن أسباب ذلك، ومما قال: "لأن المبتدع -مع كونه مصرًّا على ما نُهي عنه-
يزيد على المصر بأنه معارض للشريعة بعقله، غير مسلم لها في تحصيل أمره،
معتقدًا في المعصية أنها طاعة حيث حسَّن ما قبحه الشارع،
ومن كان هكذا فحقيق بالقرب من سوء الخاتمة إلا ما شاء الله" (الاعتصام).


فالمبتدع "إذا انكشف الغطاء عند الموت؛ بان له بطلان ما اعتقده،
فظن أن جميع ما اعتقده لا أصل له، وكم ختم لكثير من البشر بهذا عندما
ابتدعوا في دين الله -عز وجل-، وزاغوا وانحرفوا عن صراط الله المستقيم،
وظهرت حقيقتهم في أول لقاء لهم مع رب العالمين -سبحانه-"
(التحذير من سوء الخاتمة). "وقلَّ أن يختم لمبتدع في دين الله
-تعالى- بالإيمان" (التحذير من سوء الخاتمة).

وقد قيل: "أكثر الناس شكًّا عند الموت أصحاب الكلام" "نقله شيخ الإسلام في
"الفتوى الحموية الكبرى" (33) تحقيق هزاع"، أي: المنشغلين بعلم الكلام
من فلسفة ومنطق، وقد حذر منه السلف.

ومثال ذلك: ما ذكره شيخ الإسلام -رحمه الله- فقال: "ولهذا حدثونا ـ
بإسناد متصل ـ عن فاضل زمانه في المنطق وهو الخونجي، صاحب
(كشف أسرار المنطقظظ9 و(الموجز) وغيرهما أنه قال عند الموت: "
أموت وما عرفت شيئًا إلا علمي بأن الممكن يفتقر إلى المؤثر.
ثم قال: الافتقار وصف سلبي، فأنا أموت وما عرفت شيئًا!"( مجموع الفتاوى).

وانظر إلى خبر ابن الفارض القائل بالاتحاد، وهو قول كفري
يزعم أصحابه أن الله هو هذه المخلوقات "انظر (معجم ألفاظ العقيدة)
(18-21)، و(المنة شرح اعتقاد أهل السنة) (30-33)،
فيقولون: إن كل مخلوق هو الله، -تعالى- الله عما يقولون علوًّا كبيرًا".

قال الذهبي -رحمه الله- عن ابن الفارض هذا: "ي
نعق بالاتحاد الصريح في شعره، وهذه بلية عظيمة،
فتدبر نظمه ولا تستعجل، ولكنك حسن الظن بالصوفية،
وما ثَمَّ إلا زي الصوفية وإشارات مجملة، وتحت الزي والعبارة فلسفة وأفاعي
، فقد نصحتك، والله الموعد!" (ميزان الاعتدال).

ابن الفارض هذا يجعل "عند الموت ينشد ويقول :

إن كان منزلتي في الحب عندكمُ ما قد لقِيتُ فقد ضيعـتُ أيامي

أمنـيةٌ ظـفـِرَتْ نـفـسي بها زمنًا واليومُ أحسِبُها أضغاثَ أحلام

فإنه كان يظن أنه هو الله، فلما حضرت ملائكة الله ـ
لقبض روحه ـ؛ تبين له بطلان ما كان يظنه" (الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان).



2- فساد الباطن:

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: وفي الصحيحين عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- التقى هو والمشركون،
وفي أصحابه رجل لا يدع شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا:
ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"هو من أهل النار" فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، فاتبعه، فجرح الرجل جرحًا شديدًا،
فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه على الأرض وذبابه بين ثدييه،
ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
فقال: أشهد أنك رسول الله، وقص عليه القصة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
: «إِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ـ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ ـ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ،
وَإِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ ـ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ ـ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)
[رواه البخاري ومسلم]، وفي موضع آخر: «وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ» [رواه البخاري].

وقوله: «فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ» إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك،
وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس،
إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك.. فتلك الخصلة الخفية
توجب سوء الخاتمة عند الموت" جامع العلوم والحكم.




3- المعاصي والذنوب:

"إذا أَلِف الإنسان المعصية ولم يتب منها؛ فإن الشيطان يستولي على تفكيره
حتى في اللحظات الأخيرة من حياته، فإذا أراد أقرباؤه أن يلقنوه الشهادة
ـ ليكون آخر كلامه لا إله إلا الله ـ؛ طغت هذه المعصية على تفكيره،
فتكلم بما لا يفيد انشغاله بها، وختم له بالسوء -عياذًا بالله -تعالى-
من ذلك" (التحذير من سوء الخاتمة).

"كما قيل: المعاصي بريد الكفر، فيخاف على من أدامها وأصر عليها سوء الخاتمة" (فتح الباري).

"أفلا يخشى الذين يتركون الصلاة تلو الصلاة، ثم يوعظون فلا يستجيبون،
ألا يخشى هؤلاء أن يختم لهم بالسوء؟! ألا يخشى الذين يتعاملون بالربا ثم لا يتوبون،
ولا يذَّكَّرون أن يتخطفهم الموت وهم على هذا الجرم العظيم، والذنب الكبير؟!
" التحذير من سوء الخاتمة.

"قال عبد العزيز بن أبي رواد حضرت رجلا عند الموت يُلَقَّن: لا إله إلا الله
. فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول، ومات على ذلك قال: فسألت عنه
فإذا هو مدمن خمر. فكان عبد العزيز يقول: اتقوا الذنوب، فإنها هي التي أوقعته" (جامع العلوم والحكم).

وفي حديث السبع الموبقات: «وَأَكْلُ الرِّبَا» (رواه البخاري ومسلم)، "أ
ي: تناوُله بأي وجه كان كما قال -تعالى-: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ
الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمـَسِّ} [البقرة:275]،
قال ابن دقيق العيد : وهو مجرب لسوء الخاتمة. نعوذ بالله من ذلك" (فتح المجيد باب:
ما جاء في السحر (1/369).

وذكر ابن القيم -رحمه الله- في عقوبات الذنوب والمعاصي أنه: "
ربما تعذر عليه النطق بالشهادة كما شاهد الناس كثيرًا من
المحتضرين ممن أصابهم ذلك، حتى قيل لبعضهم: قل: لا إله إلا الله فقال
: آه آه، لا أستطيع أن أقولها.

وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله فقال: شاه ورخ، غلبتك، ثم قضى.

وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله فقال:

يا رُبَّ قائلةٍ يوما وقد تعبِتْ كيف الطريقُ إلى حمام منجاب؟

ثم قضى، وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء، ويقول: تاتنا تنتنا، حتى قضى.

وقيل لآخر ذلك فقال: وما ينفعني ما تقول، ولم أدع معصية إلا ركِبتها، ثم قضى، ولم يقلها.

وقيل لآخر ذلك فقال: وما يغني عني وما أعرف أني صليت صلاة، ولم يقلها" الداء والدواء.



4- الإكباب على الدنيا والإعراض عن الأخرى:

قال الحافظ أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي -رحمه الله-:
"واعلم أن لسوء الخاتمة -أعاذنا الله منها- أسبابًا، ولها طرقًا وأبوابًا، أعظمها:
الانكباب على الدنيا وطلبها، والحرص عليها، والإعراض عن الأخرى،
والإقدام والجرأة على معاصي الله -عز وجل-، وربما غلب على الإنسان ضرب من الخطيئة
، ونوع من المعصية، وجانب من الإعراض،
ونصيب من الجرأة والإقدام؛ فملك قلبه، وسبى عقله، وأطفأ نوره،
وأرسل عليه حجبه؛ فلم تنفع فيه تذكرة، ولا تنجح فيه موعظة، فربما جاءه الموت على ذلك؛
فسمع النداء من مكان بعيد، فلم يتبين له المراد، ولا علم ما أراد،
وإن كرر عليه الداعي وأعاد قوله".

ثم قال ابن القيم -رحمه الله-: "قال عبد الحق: وقيل لآخر -ممن أعرفه-
قل: لا إله إلا الله، فجعل يقول: الدار الفلانية أصلحوا فيها كذا،
والبستان الفلاني افعلوا فيه كذا" الداء والدواء.

قال ابن القيم -رحمه الله-: "وأخبرني من حضر بعض الشحاذين عند موته فجعل
يقول: لله... فَلْس لله، فَلْس لله... حتى قضى.

وأخبرني بعض التجار عن قرابة له أنه احتضر وهو عنده، وجعلوا يلقنونه:
لا إله إلا الله، وهو يقول: هذه القطعة رخيصة، هذا مشترٍ جيد، هذه كذا، حتى قضى.

وسبحان الله! كم شاهد الناس من هذا عبرًا! والذي يخفى عليهم من
أحوال المحتضرين أعظم وأعظم" الداء والدواء.



تنبيه:

قال ابن القيم نقلا عن عبد الحق الإشبيلي: "واعلم أن سوء الخاتمة -أعاذنا الله -تعالى
منها-: لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه"، وعلق ابن القيم
-رحمه الله- فقال: "ما سمع بهذا، ولا علم به، ولله الحمد" الداء والدواء.

استعد وكن على وجل: "إذا عرفتَ معنى سوء الخاتمة؛ فاحذر أسبابها،
وأعد ما يصلح لها، وإياك والتسويف بالاستعداد؛ فإن العمر قصير،
وكل نفَس من أنفاسك بمنزلة خاتمتك؛ لأنه يمكن أن تخطف فيه روحك،
والإنسان يموت على ما عاش عليه، ويحشر على ما مات عليه" مختصر منهاج القاصدين.

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم أحسن خاتمتنا،
اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.








.............................................
توقيع »
F - A - R - A - L
ستضلون أحياء بقلبي للأبد
رحمكم الله,,
(( ربي أعطني من الصبر أكثر ))
  رد مع اقتباس