عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2009, 05:59 PM   رقم المشاركة : ( 1 )

الصورة الرمزية أبو زاهر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 475
تـاريخ التسجيـل : Jan 2009
العــــــــمـــــــــر :
الــــــــجنــــــس :
الـــــدولـــــــــــة : سوريا
المشاركـــــــات : 2,760 [+]
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 11
قوة التـرشيــــح : أبو زاهر is on a distinguished road

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

أبو زاهر غير متواجد حالياً

افتراضي رسائل غاضبة.... بلا توقيع

من زوج الى زوجته:
أخطأ من قال بأن هناك امرأة تعيش مع زوجها على السراء والضراء .فهن أي النساء يقولون مالا يفعلون..والمرأة الشاكرة هي عملة نادرة في زمن ناكر للجميل ووجود الصالحة منهن محض خيال وهو أشبه بوجود الاطباق الطائرة في السماء.كل عام وانت أنت لا تتغيري حتى لو ساق الزمن إليك أشلاء إنسان عاش معك حياته معذبا يقتحم أسوار العيش بيديه ورجليه.يرجو وكم خاب أمله أن تتعلمي أن دوام الحال من المحال وأن القناعة كنز مدفون في بطون الكتب أو معلق على حائط النسيان في قاعة مظلمة لا ترى النور ولم يقترب الكائن البشري حتى الآن من فك طلاسمه وإشاراته ..وصدق من قال أن الرجل شمعة تستهلكها المرأة..وصدق أيضا من وصف المرأة بأنها هدية مغلفة داخلها قنبلة موقوتة يحملها رجل مغفل.


من زوجة الى زوجها:
حينما تعود الى ذاكرتك وتسترجع الماضي السحيق ستجدني هناك أتلمس في ثنايا الأيام الابتسامة التي رحلت والوصال الذي تقطع..وستجد في دفاتري ..حلمي الغابر وكتابات عليها أثر الزمن..في تلك الاروقة ..كان خيالي قاصرا لكنه ذهب بعيدا جدا وأنا أترجم أتراحه وأحزانه.. حتى نفذت أوراقي وجف قلمي وأرهقني السهر..حينها كنت أنتظر وصول حصانك وأنت على صهوته تداعب خيوط الشمس المشرقة في عالمي والذي كانت ألوانه أكثر عددا من ذاك القوس الذي تراه في صبيحة يوم ممطر.
أما اليوم..فأنت تترجل في منتصف الطريق ولا تبارح المكان الذي وقفت فيه..وألوانك أضحت باهتة وحياتك ورقة"حظ"مضت مدتها ..وفوق كل هذا..وقفت معك أنتظر عودة الروح إليك مجددا..لكن يبدو أنها لن تعود..


من صديق الى صديقه: كلما وجدت فسحة من الوقت ذهبت الى رف صغير في زاوية غرفتي ..وبلا قصد تمتد يدي لأتناول حقيبة وضعت فيها الكثير من ذكرياتي..ما إن أفتحها حتى تتهاوى أوراقها المتناثرة بعشوائية فكري الماضي والحاضر..وتتفرق من حولي رسائل قديمة وصور يسمونها الذكريات وهمسات أحادية وأخرى ثنائية وقطع نقدية وأخرى ورقية قديمة بعضها ممزق وبعضها لازالت أنفاسه تتواصل..
على أنغام الليل وسكناته ونجومه التي تتراءى كأنها مصابيح لا ينتهي أمدها تخرج بطاقات معايدة أنفرط عقدها وقرأ الزمن عليها تراتيله وطقوسه وامتدت يده لتقضم من أطرافها حتى إذا ما نظرت إليها العيون عرفت أنها مسافرة من الزمن الغابر.
على أحد طرفيها صورة من مدينتك الساحرة بساحتها الجميلة وأضوائها المبهرة..أما الطرف الآخر فحروف مرصعة بورود وأشواق وكلمات..حينما قرأتها في أول مرة دمعت عيناي وساقتني أقداري إليك في خيالي أتلمس غيابك الذي طال أمده وذكرياتك التي مضى عليها أمد طويل...
مرة أخرى بكيت اليوم من جديد..وبقيت دموع العين هي كل ما لدي..تذكرني بك وتصل ما انقطع من صداقة كنت أتمنى لها أن تدوم.

من مواطن الى مسؤول:
تعلمت أشياء كثيرة من مهنة المواطنة أهمها أن أعيش في أي ظروف تفرضها أنت..مهما كانت مطالبي ومهما كانت أحوالي ..أحاول جاهدا أن أقف في طابور طويل تحت مظلة الوطن لتأمين العيش ولسداد القروض ولشراء رغيف الخبز ولقبض الراتب كلما أهل عليَّ شهر جديد.
اليوم سأبرز من بين تلك الصفوف وسينظر إليَّ الجميع نظرة واحدة كل من موقعه وسيتوقعون بخروجي من الصف بأني ارتكبت أسوء فعلة وأعلنت العصيان..لكن المفاجأة أني فقدت الوعي وعشعشت شمس الظهيرة في رأسي فأكلت من قدرتي على البقاء واقفا..فكان سقوطي كدوي مدفع أفزع كل من حضر .واحتضن الطريق المعبد رأسي بيديه فشجه وأدماه حتى آخر قطرة فيه.
من يحوم حولك سيكتبون لك الأحداث كما شاهدوها وأول ما تخطه أقلامهم وأناملهم هو أني رحلت..وأصبحت رقما في جدول الوفيات..أما كيف كنت وكيف أصبحت ولماذا حدث ما حدث ..فهو لا يهم..المهم هو أن تبقى أنت هناك في برجك العاجي...وعلى هامش ورقة النعوة سيدونون الآتي:
مواطن قضى نحبه في خدمة الوطن ولن ننساه..يصرف له كفن ويدفن في كما يدفن بني البشر..
توقيع »
  رد مع اقتباس