تقوى الله وخشيته ملاك الأمور
إن تقوى الله وخشيته بالسر والعلانية ملاك الأمور، فيها مراقبة العلام على الدوام، والاستحياء منه سبحانه وتعالى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)
[الطلاق: من الآية2]،
أي: ينجيه من كل كرب، ولو كانت السموات والأرض رتقاً على عبد فاتقى الله؛ لجعل له من بينهما مخرجا، وهكذا جعل الله للمهاجرين الفرج، وجعل لأم إسماعيل الفرج، وجاء بالفرج لعباده الثلاثة في الغار، وكذلك نجى جريجاً بعدما شفى أيوب، ولا يزال الناس بخير ما اتقوا ربهم.
قال إسحاق الغزواني: زحف إلينا أزدمهر -من قادة الفرس- عند مدينة الكيرج في ثمانين فيلاً، فكادت تنفض الخيول والصفوف، -يعني: صفوف المسلمين-، فكرب لذلك محمد بن القاسم -قائد المسلمين-، فنادى عمران بن النعمان أهل حمص وأمراء الأجناد فنهضوا، فما استطاعوا، فلما أعيته الأمور نادى مراراً: لا حول ولا قوة إلا بالله، فكف الله الفيلة، وسلط عليها الحر، ففزعت إلى الماء وتركت الساحة، فحملت خيل المسلمين، وكان الفتح بإذن الله، فمهما كان عند العدو من عدد وعُدد فإن المسلمين إذا اتقوا الله ذهب الله بسلاح الكفار، وجعل الدبرة عليهم، المؤمن على خير، ترحب به الأرض، وتستبشر به السماء،
ولن يساء إليه في بطنها إذا أحسن على ظهرها.
يا عبد الله! لن يساء إليك في بطنها إذا أحسنت على ظهرها.
اللهم ثبتنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
" الشيخ محمد صالح المنجد "
|