من المؤسف أن تعيش ثلاثين عاما دون أن تتمكن من استخدام بعض جمل اللغة العربية الجميلة لانتفاء الحاجة لذلك! بأمانة هل سبق وإن استخدمت جملة "هذا شاطئ نظيف" في مدينة كـ"جدة" مثلا؟ هل فكرت يوما باستخدام جملة "شكرا لشركة الكهرباء" في منطقة كـ"القصيم"!! ثم قل لي بالله عليك هل احتجت لجملة "أقلعت الطائرة في وقتها المحدد في مدينة كـ "أبها"؟ من المؤكد أن الإجابة هي "لا" إلا في الحالات التالية ـ أن تتواجد في أحد "الشاليهات" الخاصة في الحالة الأولى أو أن يحالفك الحظ في الحالة الثانية، أما في الحالة الثالثة فيؤسفني القول إنك ستظل تردد ـ لا. لا. لا حتى ترضي ضميرك!
ما رأيكم بجملة "قضى فلان إجازة ممتعة في ربوع بلادي"! الجملة السابقة سارية المفعول في حصص التعبير ليس إلا! وإلا فـإن "فلان" هذا، سيتبرم أربعة أيام في بداية الإجازة بحثا عن حجز طيران له ولعائلته لنقلهم لوجهتهم السياحية،, ولأن أقرب رحلة متاحة، كانت بعد انتهاء الإجازة بأسبوع! فسيقرر أن يسلك الطريق البري إلى هناك في رحلة جميلة ومشوقة لن يعكرها أي شيء سوى أن جملا سائبا كاد ينهيها مبكرا!
و"فلان" هذا، سيحصل هناك على أنقاض شقة مفروشة بمبلغ يومي يكفي لعقد اجتماع عاجل بين أفراد الرحلة تقضي أولى قراراته بتقليص مدة الإقامة إلى النصف!
و"فلان" هذا، كان سيحرص على حضور الفعاليات والمهرجانات الصيفية هناك! إلا أنه فيما بعد سيصبح أكثر حرصا على فعل أي شيء عداها! وهي لا تبارح شد الحبل ونفخ البالون ولعبة الكراسي!
و"فلان" هذا، سيزور المتنزهات الطبيعية هناك وعند وصوله إليها سيعاود النظر إلى الخريطة التي ربما خلطت بين "متنزهات طبيعة" "ومرمى نفايات"!

بالمناسبة هل أستخدم أحدكم جملة "خليك في البيت"!