تعلــم فليس المرء يولــد عالما ..... وليس أخــو علم كمن هــو جاهل
فإن كبيــر القــوم لا علـم عنـده ..... صغيــر اذا التفــت عليـه المحافل
حكي أن البادية قحطت في أيام هشام فقدمت عليه العرب , فهابوا أن يكلموه , وكان فيهم
درواس ابن حبيب , وهو ابن ست عشر سنة , له ذؤابة وعليه شملتان فوقعت عليه عين
هشام , فقال لحاجبه : ماشاء أحد أن يدخل علي إلا دخل حتى الصبيان , فوثب درواس حتى
وقف بين يديه مطرقا , فقال : يا أمير المؤمنين إنا للكلام نشرا وطيا , وإنه لا يعرف مافي طيه
إلا بنشره فإن أذن لي أمير المؤمنين أن أنشره نشرته , فأعجبه كلامه وقال له : انشره لله
درك . فقال : يا أمير المؤمنين إنه أصابتنا سنون ثلاث , سنة أذابت الشحم , وسنة أكلت
اللحم , وسنة دقت العظم , وفي أيديكم فضول مال , فإن كانت لله ففرقوها على عباده , وإن
كانت لهم , فعلام تحبسونها عنهم , وان كانت لكم فتصدقوا بها عليهم , فإن الله يجزي
المتصدقين . فقال هشام : ماترك الغلام لنا في واحدة من الثلاث عذرا فأمر للبوادي بمائة الف
دينار , وله بمائة الف درهم , ثم قال : هل لك حاجة ؟ قال : مالي حاجة في خاصة نفسي دون
عامة المسلمين فخرج من عنده وهو من اجل القوم ...
دمتـــــــــم بــــاحتـــــــــرام