يصون ماء وجه صاحب الحاجة
قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه : من كانت له إلي حاجة فليرفعها إليّ في كتاب لأصون وجهه عن المسأله .
وجاءه أعرابي فقال : يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة والحياء يمنعني من ذكرها . فقال رضي الله عنه : خطها في الأرض , فكتب الأعرابي : إني فقير , فخلع علي رضي الله عنه حلته وكساه إياها
فقال الأعرابي :
كســــوتني حـلة تبلى محـــاسنها فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إيه أبا حســن قد نلت مكـــرمـــة ولست تبغي بما قدمته بدلا
إن الثنــــاء ليحيي ذكــر صاحبه كالغيث يحي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في عرف بدأت به كل امرىء سوف يجزى بالذي فعلا
يضرب الخطيب بالمقارع
لما وصل الملك الظاهر بيبرس إلى الشام حضر صلاة الجمعة , فأبدع الخطيب وأجاد في المدح والإشادة وتمجيد السلطان ! فلما فرغ من صلاته نَهَرَ الخطيب في انفعال ظاهر , وأنكر عليه كل ذلك المدح والتمجيد دون حساب , وكان مما قاله الملك بيبرس : مالهذا الخطيب لايفتأ يكرر في خطبته : السلطان السلطان ! ليس هذا من شرط الخطبة في دين الله , فأمر به ان يضرب بالمقارع رغم كل ما بذله الحاضرون من شفاعة ورجاء . . هكذا مع ما عرف به الخطيب من كمال وعلم وورع وصلاح !!
يأمر بالوصية وينهى عن البكاء
عاد شريح زياداً في مرضه , فلما خرج من عنده سئل عن حاله : كيف تركت الأمير . قال : تركته يأمر وينهى , وبعد لحظات نعاه الناعون , فقيل لشريح : لماذا أخفيت حال الأمير . قال : ما كتمتكم أمره .لقد قلت لكم : يأمر وينهى , وكان يأمر بالوصية , وينهى عن البكاء .
يحفظ مكانه حتى يرجع
كان المدني في الصف وراء الإمام فقطع الإمام الصلاة لحدث , وقام المدني ليؤمهم ,فوقف طويلاً فلما أعيا الناس سبحوا له , وهو لا يتحرك , فنحوه وقدموا غيره , وبعد الصلاة عاتبوه , فقال : ظننت الإمام يقول لي : إحفظ مكاني حتى أجئ .
يخطب ابنة عمه
قال عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان : أرسلني أبي إلى عمي لأخطب إليه ابنته , فأقعدني جنبه , وقال : مرحباً بابن لم ألده . أقرب قريب . خطب إلى أحب حبيب . لا استطيع له رداً , ولا أجد من تشفيعه بداً . قد زوجتكما وأنت أعز عليّ منها , وهي أنوط بقلبي , فأكرمها يعذب على لساني ذكرك ولاتهنها فيصغر عندي قدرك , وقد قربتك من قربك , فلا تباعد قلبي من قلبك .
وصية والد لبنيه
أوصى عمر بن حبيب رضي الله عنه بنيه , فقال : يا بنيََّ , إياكم ومخالطة السفهاء , فإن مجالستهم داء , وإن من يحلم عن السفيه يُسَر بحلمه , ومن يجبه يندم , ومن يقر بقليل ما يأتي به السفيه يقر بالكثير , وإذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فليوطن نفسه قبل ذلك على الأذى , وليوقن بالصواب من الله عز وجل , ومن يوقن بالثواب من الله عز وجل لايجد مَسَّ الاذى .
الأمالي لأبي الحسن القالي
هل نحن من هؤلاء ؟
عن ابن عمر قال : لقد أتى علينا زمان وما منّا رجل يرى أنه أحقُّّّّّّّّّ بديناره ودرهمه من أخيه المسلم , ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا ضَنَّ الناس بالدينار والدرهم , وتبايعوا بالعينة , واتبعوا أذناب البقر , وتركوا الجهاد في سبيل الله أدخل الله عليهم ذلاً لا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم " .
ورع عجيب
بعث الحجاج بن دينار طعاماً إلى البصرة مع رجل , وأمره أن يبيعه يوم يدخل بسعر يومه
فأرسل له الرجل أني قدمت البصرة , فوجدت سعر الطعام قليلاً في السوق فاختزنته حتى زاد السعر وبعته بكذا وكذا .
فكتب إليه الحجاج : إنك قد خنتنا وعملت بخلاف ما أمرناك به , فإذا أتاك كتابي فتصدق بجميع ثمن الطعام على فقراء البصرة , وليتني أنجو من عذاب الله إذا فعلت .
من هو السخي ؟
خرج عبد الله بن جعفر - رضي الله عنهما - إلى ضيعة له فنزل على نخيل قوم وفيه غلام يعمل فيه . إذ أتى الغلام بقُوتِهِ - طعامه - فدخل الحائط كلب , ودنا من الغلام , فرمى إليه الغلام بقرص فأكله , ثم رمى إليه الثاني والثالث فأكلهما , وعبد الله ينظر إليه ,
فقال : يا غلام , كم قوتك كل يوم ؟
قال : ما رأيت .
قال : فلم آثرت به هذا الكلب ؟
قال : ماهي بأرض كلاب , إنه جاء مسافة بعيدة جائعاً , فكرهت أن اشبع وهو جائع .
قال : فما أنت صانع اليوم ؟
قال : أطوي يومي هذا .
فقال عبد الله : أُلامُ على السخاء , وإن هذا الغلام لأسخى مني , فاشترى الحائط ومافيه من الآلات والغلام , فأعتق الغلام ووهبه إياها