روي أنه لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة دعا بغلٍّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ وقيد وقال : ألبسوني إياهما فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن التوبة مقبولة مالم يغرغر ابن آدم " , ثم استقبل القبلة وقال : " اللهم إنك أمرتنا فعصينا ونهيتنا فارتكبنا , وهذا هو مقام العائذ بك , فإن تعف فأنت أهل للعفو وإن تعاقب فبما قدمت يداي , لا إله إلا أنت , سبحانك إني كنت من الظالمين . ثم مات وهو مغلول مقيد .
متى ياتوننا ؟ ومتى يتركوننا ؟
حكي عن بنت عبد الله بن مطبع أنها قالت لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري , وكان أجود قريش في زمانه :
ما رأيت قوماً ألأم من إخوانك . قال : مَهْ ( كُفّي واسكتي ) ولم ذلك ؟
قالت : أراهم إذا أيسرت لزموك , وإذا أعسرت تركوك .
قال : هذا والله من كرمهم , يأتوننا في حال القوة بنا عليهم , ويتركوننا في حال الضعف بنا عنهم .
من العاق ؟
جاء رجل يشكو عقوق ابنه , فأحضره أمام عمر , فأنبه عمر
فقال الابن : أليس للولد حقوق على أبيه يا أمير المؤمنين . . ؟
قال : بلى ,
قال : فما هي . . ؟
قال : أن ينتقي أمه , ويحسن اسمه , ويعلمه الكتاب ( القرآن ) .
فقال : يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل ذلك : أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي , وقد سماني (جعلاً ), ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً .
فالتفت عمر إلى الرجل وقال له : أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك , وقد عققته قبل أن يعقك , وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك .
مذمة ناقص
كان أبو العلاء المعري يتعصب لأبي الطيب المتنبي . فحضر يوماً مجلساً لأحد الأمراء وجاء ذكر المتنبي فتحدث عنه الأمير بما ينتقص من قدره , فقال أبو العلاء : لو لم يكن لأبي الطيب من الشعر قوله " لك يا منازل في القلوب منازل " لكفاه .
فغضب الأمير وأمر بأبي العلاء فسحب من المجلس على وجهه . ثم قال الأمير للحاضرين : هل تدرون ما أراد بذكر ذلك البيت ؟ قالوا : لا . قال : إن للمتنبي قصائد كثيرة اقوى من القصيدة التي مطلعها ذلك البيت ولذا فقد عجبت من استشهاد أبي العلاء بها دون غيرها واسترجعتها في ذاكرتي فوجدت فيها هذا البيت :
وإذا أتتك مذمتي من ناقص **** فهي الشهادة لي بأني كامل
معاوية يحل المعضلة
يروى أن عبدالرحمن بن حسان الشاعر تغزل بابنة معاوية , وبلغ ذلك ابنه يزيد , فغضب , وطلب من أبيه أن يقتله , فقال معاوية : لا ولكن أداويه بغير ذلك .
ثم دخل عبد الرحمن على معاوية فأكرمه واستقبله أحسن استقبال , وقال له : إن ابنتي الأخرى عاتبة عليك , قال : في أي شيء ؟ قال : في مدحك أختها وتركك إياها قال : فلها العتبى وكرامة . أنا ذاكرها , ولم يكن لمعاوية غير بنت واحدة فخرج عبد الرحمن وأخذ يتغزل بالبنت الثانية , وبلغ شعره الناس , فعرفوا كذبه .
ما الإقراد يا رسول الله ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والإقراد " قالوا : يا رسول الله . وما الإقراد ؟ قال : " الرجل يكون منكم أميراً أو عاملاً فيأتيه المسكين والأرملة , فيقول لهم : مكانكم , ويأتيه الشريف والغني , فيدنيه , ويقول : عجلوا قضاء حاجته , ويترك الآخرين مقردين - ساكنين أذلاء" .
ماذا تختار ؟
لما أراد نوح بن مريم قاضي مردان أن يزوَّج ابنته استشار جاراً له مجوسياً .
فقال : سبحان الله ! الناس يستفتونك وأنت تستفتيني ؟
قال لابد أن تشير عليَّ !
قال : إن رئيس الفرس كسرى كان يختار المال , و رئيس الروم قيصر كان يختار الجمال ورئيس العرب كان يختار النسب ورئيسك محمد صلى الله عليه وسلم كان يختار الدين فانظر لنفسك بمن تقتدي ؟
ماذا فعل بهم الدهر ؟
قال جعفر لأبيه خالد بن برمك - وهم في القيود والحبس - : يا أبتِ . بعد الأمر والنهي والعز والسلطان أصارنا الدهر إلى القيود ولبس الصوف والحبس ؟
فقال له ابوه : يا بني دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها , ثم أنشاء يقول :
رب قوم غدوا في نعمة ******* زمناً والعيش ريَّان غدق
سكت الدهر زمانً عنهم ****** ثم ابكاهم دماً حين نطق
ما فعل الإسلام بأبي بكر ؟
قال عبد الرحمن بن أبي بكر لأبيه بعد ان اسلم - وكان يوم بدر مع المشركين - : لقد أهدفت لي يوم بدر . فانصرفت عنك ولم اقتلك .
فقال أبو بكر : لكنك لو أهدفت لي لم انصرف عنك .
مالكم هنا من فرج !!
قال الهيثم بن عدي : صحبت الإمام أبا حنيفة مع نفر من أصحابه لعيادة مريض عرف ببخله الشديد . وتواصينا على أن نعرض بالغداء . فلما دخلنا وقضينا حق العيادة , قال أحدنا : آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً . فتمطى المريض وقال : ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج فغمز أبو حنيفة اصحابه وقال : قوموا فمالكم هنا من فرج .
في حياة السلف حكمة :
قال الأحنف بن قيس لا تُشاور الجائع حتى يَشبع ولا العطشان حتى يُروى ولا الأسير حتى يُطلق ولا المقِّل حتى يجد .