لقد أحصيت غلطي فاصِ صوابي[/COLOR]
حكى الأبشهي في المستطرف أن شيخاً نادى أبا حامد الغزالي قائلاً :
لقد استدركت عليك في الإحياء ألف خطأ , فهل تريد أن تراها فقال له حجة الإسلام , دعها عندك فأنا أعرفها وأعرف في كتابي أكثر منها وإذا كنت قد أحصيت علي غلطي فأحصِ رحمك الله أيضاً صوابي .
لقد ذكرت جليلاً
خطب أمير المؤمنين " المنصور " يوماً , فأوصى الناس بتقوى الله , فقام إليه رجل وقال : أذكرك من ذكرتنا به يا أمير المؤمنين .
فقال له المنصور : مرحباً مرحباً , لقد ذكرت جليلاً , وخوفت عظيماً , وأعوذ بالله من أن أكون ممن إذا قيل له : اتق الله أخذته العزة بالإثم , والموعظه منا بدت , ومن عندنا خرجت .
لماذا تركه ؟
روي أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رأى سكراناً , فأراد ان يأخذه ليوقع به القصاص فشتمه السكران , فرجع عنه , فقيل له يا أمير المؤمنين لقد أردت أخذه فلما شتمك تراجعت عنه , فقال عمر - رضي الله عنه - وأرضاه لقد أردت أخذه انتصاراً لله , وإنما تركته لأنه أغضبني فلو أوقعت به القصاص لكنت قد انتصرت لنفسي ولا أحب أن اضرب أحداً حمية لنفسي .
في حياة السلف حكمة :
لماذا لا يرجعون إلى الصواب ؟
سئل عبد الله الرازي رحمه الله : ما بال الناس يعرفون عيوبهم وعيوب ماهم فيه , ولا ينتقلون من ذلك ولا يرجعون إلى الصواب ؟
فقال : لأنهم اشتغلوا بالمباهاة بالعلم , ولم يشتغلوا باستعماله ,واشتغلوا بآداب الظواهر , وتركوا آداب البواطن فأعمى الله قلوبهم عن النظر إلى الصواب , وقيد جوارحهم عن العبادات .
و أفشيت لعاقبتك
روي أن رجلاً أصابت أخته فاحشة فأمرت الشفرة على أدراجها - حاولت الانتحار - فأدركوها فداووها حتى برأت ثم إن عمها انتقل بأهله إلى المدينه فقرأت القرآن فنسكت حتى صارت من أنسك نسائهم فخطبها بعض الناس من عمها وكان يكره أن يغش الخاطب كما كان يكره أن يغش على ابنة اخيه . .
فأتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فذكر له , فقال عمر : لو أفشيت لعاقبتك , إذا أتاك رجل صالح ترضاه فزوجها .
ما رأيناه أعظم مما سمعناه
روي أن أحد قياصرة الروم بلغته أخبار كرم حاتم الطائي فاستغرب ذلك .
وكان قد بلغه أن لحاتم فرساً من كرام الخيل عزيزة عنده . فأرسل إليه بعض أعوانه يطلب منه الفرس هدية له وهو يريد أن يمتحن سماحته بذلك .
فلما دخل رسول القيصر ديار طيء و توجه إلى منزل حاتم فاستقبله و رحب به وهو لا يعلم أنه رسول قيصر . وكانت النعم في المراعي فلم يجد إليها سبيلاً لقرى ضيفه . فنحر الفرس وأضرم النار . ثم دخل إلى ضيفه يحادثه فأعلمه أنه رسول قيصر وقد حضر يستسميحه الفرس .
فساء ذلك حاتماً وقال : هلا أعلمتني قبل الآن فإني قد نحرتها لك إذ لم اجد جزوراً بين يدي .
فعجب الرسول من سخائه وقال : والله إن ما رأيناه منك لأعظم مما سمعنا .
لفتة طيبة من ابن القيم
يقول ابن القيم : وتأمل أسماء الستة المتبارزين يوم بدر . . كيف اقتضى القدر مطابقة أسمائهم لأحوالهم يومئذ . . !
فكان الكفار شيبة وعتبة والوليد . . ثلاثة أسماء من الضعف , فالوليد له بداية الضعف , وشيبة له نهاية الضعف كما قال تعالى : { الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعض ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة } وعتبة من العتب - أي اللوم - فذلت أسمائهم على عتب يحل بهم وضعف ينالهم .
وكان أقرانهم ( علياً ) و ( عبيدة ) و ( الحارث ) رضي الله عنهم , ثلاثة أسماء تناسب أوصافهم وهي العلو والعبودية والسعي الذي هو الحرث فعلوا عليهم بعبوديتهم وسعيهم في حرز الآخرة .
لا تكونوا إمّعة !!
أخرج الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تكونوا إمعه , تقولون إن أحسن الناس أحسنّا , وإن ظلموا ظلمنا , ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا , وإن أساءوا ألا تظلِموا " .
لا يستطيع العلم براحة الجسد
قال ابن أبي حاتم : كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مَرَقَةً , نهارنا ندور على الشيوخ , وبالليل ننسخ ونقابل , فأتينا يوماً أنا ورفيق لي شيخاً فقالوا : هو عليل , فرأيت سمكةً أعْجَبَتْنا فاشتريناها , فلم تَزَلِ السمكة ثلاثة أيام , وكادت تنتن , فأكلناها نيئةً لم نتفرغ نشويها , ثم قال : لا يُستطاع العلم براحة الجسد : !
لا تراجعني في مظلمة !!
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامل له في المظالم : أنه يخيل إليّ أني لو كتبت إليك أن تعطي رجلاً شاة لكتبت إلي : أضأناً أم ماعزاً ؟ ولو كتبت إليك بأحدهما لكتبت إلي أذكراً أم أنثى ؟ ولو كتبت إليك بأحدهما لكتبت إلي صغيراً أم كبيراً ؟ فإذا كتبت إليك في مظلمة فلا تراجعني فيها .
لا حسد إلا في اثنتين
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لاحسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق , و رجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها " أخرجه البخاري.