جاء رجل إلى الإمام أبي حنيفة - رحمه الله - وقال له : يا إمام , دفنت مالاً منذ فترة طويلة , ونسيت الموضع الذي دفنته فيه !
فقال الإمام : ليس في هذا فقه فأحتال لك , ولكن اذهب فصلِّ الليلة إلى الغداة فإنك ستذكره - إن شاء الله - ففعل , فلم يمض إلا أقل من ربع الليل حتى تذكر الموضع الذي دفن فيه المال , فجاء إلى أبي حنيفة فقال له أبو حنيفة : لقد علمت أن الشيطان لن يدعك تصلي الليل كله , فهلا أتممت ليلتك كلها شكراً لله تعالى !!
الشافعي يحل المسألة
قال حرملة بن يحيى :
سمعت الشافعي يقول في رجل قال لامرأته , وفي فيها ثمرة : إن أكلتها فأنت طالق , وإن طرحتها فأنت طالق - قال : تأكل نصفها وتطرح نصفها .
السياسة
قال الوليد لعبد الملك : يا أبت , ما السياسة ؟
قال : هيبةُ الخاصة مع صدق مودتها , واقتيادُ قلوبِ العامة بالإنصاف لها , واحتمالُ هفوات الصنائع .
عيون الأخبار لابن قتيبة
السفر الطويل
قيل للأحنف بن قيس مرة : إنك شيخ كبير , وإن الصيام يضعفك , فقال : إني أعده لسفر طويل , والصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى أهون من الصبر على عذابه . .
الرسول المعلم
حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف أكثر من عشرين يوماً , فلما استعصت على المسلمين أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالرحيل , فقال له قائل منهم : يا رسول الله , أدعُ الله على ثقيف فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه قائلاً : اللهم اهد ثقيفاً وائت بهم مسلمين ! !
الدين الحقيقي !!
قيل لبعض الأعراب - وقد أسلم لما عرف دعوته صلى الله عليه وسلم :
عن أي شيء أسلمت ؟ وما رأيت منه مما دلَّك على أنه رسول الله ؟
فقال : ما أمر بشيء فقال العقل ليته نهى عنه , ولا نهى عن شيء فقال العقل ليته أمر به , ولا أحل شيئاً فقال العقل ليته حرّمه , ولا حرّم شيئاً فقال العقل ليته أباحه
الدنيا فرح وحزن
تزوج مغن بنائحة فسمعها تقول : اللهم وسع لنا في الرزق .
فقال لها : يا هذه غنما الدنيا فرح و حزن وقد أخذنا بطرفي ذلك فإن كان فرح دعوني , وإن كان حزن دعوك .
الدنيا دار فناء
خطب الخليفة المهدي يوماً فكان مما قال: الدنيا دار غرور ,وبلاء و شرور , واضمحلال و زوال , وتقلب وانتقال , قد أفنت من كان قبلكم , وهي عائده عليكم وعلى من بعدكم , من ركن إليها صرعته , ومن وثق بها خانته , ومن أمّلها كذبته , ومن رجاها خذلته , عزها ذل , وغناها فقر , والسعيد من تركها , والشقي من آثرها , والمغبون فيها من باع حظه من دار آخرته بها .
الحياة . . . كلمة جميلة
تفقد المأمون جنده يوماً . . فرأى أحدهم فسأله عن اسمه فقال عمر , عَمّرَكَ الله .
فقال له المأمون : ابن من ؟
فقال ابن سعد أسعدك الله .
فقال : ابن من ؟
فقال : ابن سالم سَلَّمَكَ الله .
فقال له : أن تحرس الليلة .
فقال : الله يحرسك يا أمير المؤمنين وهو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين .
فأمر له بجائزة ثم مضى المأمون وهو يقول :
إن أخا الهيجا من يسعى معك ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت فيه شمله ليجمعك
الحرص على الدنيا
سأل أحدهم : ما بال الشيوخ أحرص على الدنيا من الشباب ؟
قالوا : لأنهم ذاقوا من طعم الدنيا ما لم يذقه الشباب .
البلاغة
قال معاوية بن أبي سفيان لصحار بن عياش العبدي : ماهذه البلاغة التي فيكم ؟
قال : شيء تجيش به صدورنا فتقذفه على ألسنتنا . .
فقال له رجل من عرض القوم : يا أمير المؤمنين , هؤلاء بالبسر والرطب أبصر منهم بالخطب .
فقال له صحار : أجل والله , إنا لنعلم أن الريح لتلقحه , وأن البرد ليعقده ,وأن القمر ليصبغه , وأن الحر لينضجه . .
وقال له معاوية : ما تعدون البلاغة فيكم ؟
قال : الإيجاز .
قال له معاوية : وما الإيجاز ؟
قال صحار : أن تجيب فلا تبطئ , وتقول فلا تخطئ .
فقال له معاوية : أوكذلك تقول يا صحار ؟
قال صحار : أقلني يا أمير المؤمنين , ألا تبطئ ولا تخطئ . .