حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه : ما تصنع بالشيطان إذا سَوَّلَ لك الخطايا ؟
قال : أجاهدُه .
قال : فإن عاد ؟
قال : أُجاهده .
قال : فإن عاد ؟
قال : أُجاهده
قال : هذا يطول , أرأيت أن مَرَرْتَ بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ما تصنع ؟
قال : أكابده وأرده جهدي .
قال : هذا يطول عليك , ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك !
استعدوا للآخرة
خطب أبو ذر عند الكعبة قائلاً :
أليس إذا أراد احدكم سفراً يستعد له بزاد ,
فقالوا : نعم ,
فقال : فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون ,
فقالوا : دلنا على زاده ,
فقال : حجوا حجة لعظائم الأمور , وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور , وصوموا يوماً شديداً حره لطول يوم النشور .
أريد بنفسي . . ما تريد بنفسك
رأى عمر بن الخطاب أخاه زيد في غزوة بدر لا يلبس درعاً , فخلع عمر درعه وقال لأخيه : أقسمتُ عليك إلا لبست درعي , فأخذها زيد , ولبسها , ثم نزعها .
فقال له عمر : مابالك ؟
فقال زيد : إني أريد بنفسي ما تريد بنفسك .
ارضيتني عمن سخطت من ولدي
قال معاوية للأحنف بن قيس ما تقول في الولد ؟
قال : يا أمير المؤنين , ثمار قلوبنا , وعماد ظهورنا , ونحن لهم أرض ذليلة , وسماء ظليلة , بهم نصول على كل جليلة , فإن طلبوا فأعطهم , وإن غضبوا فأرضهم , يمنحوك ودهم , ويحبوك جهدهم , ولا تكن عليهم قفلاً ثقيلاً فيملوا حياتك , ويودوا وفاتك ويكرهوا قربك . .
فقال معاوية : لله انت يا أحنف , لقد أرضيتني عمن سخطت عليه من ولدي . . ووصله بعطية عظيمة .
أردت أن أغنيهم عن الخيانة !
دخل ابن أبي زكريا على عمر بن عبد العزيز فقال يا أمير المؤمنين , إني أريد أن أكلمك بشيء .
قال : قل .
قال : قد بلغني انك ترزق العامل من ثلاثمائة دينار ؟
قال : نعم .
قال : ولم ذلك ؟
قال : أردت أن أغنيهم عن الخيانة !
إذا أردت النجاة
لما وليّّ عمر بن عبد العزيز الخلافة دعا محمد بن كعب القرظي , فقال له : إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشر علي .
فقال له محمد بن كعب : يا أمير المؤمنين إذا أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أباً , وأوسطهم أخاً , وأصغرهم عندك ابناً , فوقر أباك ,وأكرم أخاك , وتحنن على ولدك .
ادب جمّ
كان ( شعيب القلال ) ماهراً في صنعة القلل فأحب الرشيدُ أن ينظر إليه كيف يعمل , فدعاه إلى القصر ومعه كل ما يحتاج إليه من آلة العلم . فبينما هو قد شرع يعمل إذْ دخل ( الرشيد ) عليه فنهض ( شعيب ) قائماً , فقال له الرشيد , إجلس وخذ فيما أنت فيه فإني لم آت بك لتقوم لي , بل لتعمل بين يدي فقال له شعيب : وأنا أصلحك الله لم آتك ليسوء أدبي وإنما أتيتك لأزداد أدباً ! فاُعجبَ الرشيد به .
أداب الفقر
لزوم القناعة , وكتمان الفاقة , وترك الأمتهان ,واتقاء الطمع , وإيثار الصيانة , وإظهار الكفاية لأهل المروءة , وإجلال الأغنياء وترك الكبر عليهم مع نفي التذلل ,والتمسك بالدين عند مشاهدتهم .
إحياء علوم الدين
أداب الغنى
نفي التكبر , ودوام الشكر , والتوصل إلى أعمال البر , والبشاشة بالفقير والإقبال عليه , ورد السلام على كل أحد من لطافة الكلمة وطيب المؤانسة , والمساعده على الخيرات . .
أخيار
خير الإخوان والأعوان أقلهم مداهنة في النصيحة , وخير الأعمال أحمدها عاقبة , وخير النساء الموافقة لبعلها , وخير الثناء ما كان على لسان الأخيار , وخير السلطان ما لم يخالطه بطر , وخير الأخلاق أعونها على الورع .
أخلاقنا وأخلاق خدمنا
قال عبد الله بن طاهر : كنت عند المأمون يوماً , فنادى بالخادم : يا غلام , فلم يجبه أحد , ثم نادى ثانياً وصاح : يا غلام , فدخل غلام وهو يصيح : ما ينبغي للغلام أن يأكل ويشرب ؟! كلما خرجنا من عندك تصيح يا غلام إلى كم يا غلام !! فنكس المأمون رأسه طويلاً , فلما شككت أن يأمرني بضرب عنقه , ثم نظر إلي وقال : يا عبد الله : إن الرجل الذي حسنت أخلاقه ساءت أخلاق خدمه , وإذا ساءت أخلاقه حسنت أخلاق خدمه , وإنا لا نستطيع أن تسوء أخلاقنا لتتحسن أخلاق خدمنا .