سأل الرشيد أبا يوسف أن يصف له أخلاق أبي حنيفة . . فقال : كان والله شديد الدفاع عن حرمات الله , مجانباً لأهل الدنيا , طويل الصمت , دائم الفكر , لم يكن مهذاراً ولا ثرثاراً , إن سئل عن مسألة كان له فيها علم أجاب , وما علمته إلا صائباً لنفسه ودينه , مشتغلاً بنفسه عن الناس , لا يذكر أحداً إلا بخير .
فقال الرشيد : هذه أخلا الصالحين .

آخذ على ما أحسن
كان إبراهيم بن طمهان يتقاضى راتباً من بيت المال على الفتوى فسئل مسألة , فقال : لا أدري , فقالوا له : تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تحسن مسألة , فقال : إنما آخذ على ما أحسن , ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال , ولا يفنى ما لا أحسن , فأعجب الخليفة جوابه , وأمر له بجائزة وزاد راتبه .

اختارت المفقود :
قيل لامرأة من الخوراج أسر الحجاج زوجها وابنها وأخاها : يا أمة الله !! إن الحجاج قد أعطاك الخيار في أن تختاري أحد هؤلاء الثلاثة كي يطلق سراحه . فمن تختارين فأطرقت المرأة هنيهة ثم قالت : الزوج موجود , والابن مولود , والأخ مفقود , أختار الأخ , فقال الحجاج : عفوت عنهم جميعاً لحكمتها و حسن كلامه .

أحمر وأخضر
اختصم رجلان عند القاضي إياس بن معاوية , فقال أحدهما دخلت الحوض لأغتسل , ووضعت قطيفتي الحمراء التي أضعها على رأسي , ثم جاء هذا فوضع قطيفته الخضراء تحت قطيفتي , ثم دخل واغتسل , وخرج قبلي , وأخذ قطيفتي ومضى بها ثم خرج فتبعته , فزعم أنها قطيفته فسأله إياس - هل لك من بينة ؟ قال : لا . فأتى القاضي بمشط وسرّح بها رأس هذا ورأس هذا فخرج من رأس أحدهما صوف أحمر ومن الآخر صوف أخضر , فقضى بالحمراء للذي خرج من رأسه صوف أحمر وبالخضراء للثاني .

أتظن أن الله يرزقك وينساني
قال هارون الرشيد لأحد الصالحين : عظني أيها الشيخ .
قال الشيخ الصالح : يا هارون , لو دامت لغيرك ما وصلتك . . أي الخلافة .
قال هارون : زدني أيها الشيخ ,
قال : يا هارون تلك قصورهم , وهذه قبورهم .
قال هارون : زدني أيها الشيخ .
قال: كفى بالموت واعظاً يا هارون .
فبكى هارون حتى اخضلت لحيته ثم قال : أيها الشيخ , أعليك دين فنقضيه عنك .
قال الشيخ الصالح : يقضيه عني من هو أقدر على قضائه منك .
قال هارون : فخذ من مالي ما يكفيك رزقاً لك ولعيالك .
فتبسم الشيخ الصالح وقال : ويحك يا هارون , أتظن أن الله يرزقك وينساني ؟

اتبعوا الكتاب والسنة!
قال الجنيد : " إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء , فلا تلتفتوا إليه , فإن الشيطان يطير من المشرق إلى المغرب ويمشي على الماء , ولكن انظروا في اتْباعهُ الكتاب والسنة , فإن الشيطان لا يقدر على ذلك " !!

أبيض وأسود
اشترى الحجاج غلامين أسود وابيض , فقال لهما : أريد ان يمدح كل منكما نفسه ويذم الآخر
فقال الأسود :
ألم تر أن المسك لا شيء مثله وان بياض اللفت حمل بدرهم
وإن سواد العين لا شك نورها وإن بياض العين لا شيء فاعلم
فقال الأبيض :
ألم تر أن البدر لا شيء مثله وإن سواد الفحم حمل بدرهم
وإن رجال الله بيض وجوههم ولا شك أن السود أهل جهنم

منقــــــــول للأمانه ,,