الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده :ـ
الزواج نعمة وقد حرم منها اناس وذلك لأسباب كثيرة لست بصدد ذكرها هنا ولاكن هناك من انعم الله عليهم بالزواج إلا انهم لم يقدروا هذه النعمة..أخواني قد جعل الله في الزواج مودة ورحمة فيما بين الزوجين ولاكن الكثير لم يفهم معنى الحياة الزوجية المعنى الحقيقي ولو سئلت الكثير ماهو هدفك من الزواج لأجابك بأني أتزوج لكي امتع نفسي بالحلال ويكون حصناً لي من الوقوع بالحرام وأيضاً لكي يرزقني الله بالذرية وهذه اجابات في محلها إلا انه لم يعرف كيف يتعامل مع زوجته سواء في أمور المعاشرة الزوجية التي اباحها الله له وذلك يعود لأمور منها الجهل وقد يكون للحياء دور مهم في ذلك من كلا الطرفين والكلام في مثل هذه الأمور لاشيء فيه لأنه لاحياء في الدين وقدوتنا صلى الله عليه وسلم كان خير البشرية جمعاء فهو بحق يستحق مسمى الزوج المثالي صلى الله عليه وسلم وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (لايأتي احدكم زوجته كما تأتي البهيمة البهيمة) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ولذلك نصيحتي لكلا الزوجين ان يسعوا للقيام بما يكون سبباً في جلب السعادة ومن ذلك التفاهم في الأمور الخاصة بينهما فأن الله قد اباح لك المتعة بزوجتك كيف شئت ولم يحرم عليك سواء شيء واحد وهو الوطء في الدبر وقد سمعت الشيخ عبدالعزيز الفوزان قوله (انه من اتى أمرأة في دبرها فقد كفر بما انزل على محمد )ماعداه فهو حلال ولاكن المشكلة ان البعض يرغب في أمور فيستحي من زوجته ان يبدي لها رغبته او قد تكون الزوجة ترغب في اشياء فيغلب عليها الحياء وقد يلجأ البعض حمانا الله وأياكم للبحث عن ذلك في طرق غير مشروعة فعندما تسأل من وقع في الحرام من الرجال سيقول لك اني عندي زوجة لاتفهم بالرومانسيه ولم تفهم معنى ذلك وبالمقابل عندما تسأل من وقعت من النساء في الخطأ ترد عليك بان الله ابتلاني بزوج غبي لايعرف الرومانسية وهذا حال الكثير ممن يلجأ للحرام من الجنسين نسأل الله السلامة والعافيه ولذلك ينبغي للزوجين التفاهم وأن يبدي كلاً منهما رغبته وحاجته للأخر بلاحياء فهذا قد أحله الله لك . وأيضا من اسباب السعادة تواضع الزوج لزوجته وتقدير ما قد يطرأ عليها من ضروف قد تؤثر على نفسيتها ولكن للأسف ان الأغلبية العظمى من الرجال لايقدروا للمرأة قدرها مالذي جعلك تتهاون بها وتحقرها أليست هي نصف المجتمع وام النصف الأخر أليست هي من انجبت العظماء يأ اخي الم تسمع عن نبيك صلى الله عليه وسلم وكيفية تعامله مع زوجاته ومن ذلك ما قام به صلى الله عليه وسلم انه تسابق مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فسبقته نظراً لكبر سن الرسول صلى الله عليه وسلم وهي لاتزال صغيرة في عمرها وبعد فترة من الزمن عندما زاد وزنها سابقها مرة أخرى ثم سبقها صلى الله عليه وسلم فقال ياعائشه هذه بتلك وأيضا كان من تواضعه وحسن تعامله وتقديره لزوجاته انه كان يأخذ الإناء الذي تشرب منه عائشة ويضع فمه الشريف في المكان الذي وضعت عائشة رضي الله عنها فمها فيه وايضا يأخذ العظم الذي تأكل منه عائشة ويضع فمه في نفس المكان الذي اكلت منه ويأكل منه بمعنى (انه يعرش العظم من نفس المكان الذي كانت تعرشه رضي الله عنها ) ومن المواقف انه صلى الله عليه وسلم في احد أسفاره عندما أرادت أحدى زوجاته الركوب على الجمل جلس صلى الله عليه وسلم ووضع رجله لها لكي تركب عليها حيث ثنى رجله الكريمة صلى الله عليه وسلم وجعلها تركب عليها حتى تستطيع الركوب على الجمل قمة التواضع صلى الله عليه وسلم أما نحن اليوم لو يقوم رجل بفتح باب السيارة لزوجته لسخر منه الناس وكأنه اتى على حد من حدود الله لماذا لانقتدي بحبيبنا صلى الله عيه وسلم وللأسف الكثير من الرجال يقصر في حق زوجته ولايكتفي بذلك بل يطلب من زوجته ان تكون كاملة في كل شيء اعلم أخي إن الكمال لله وحده وان الحياة الزوجية لاتخلوا مما يكدرها ولاكن الرجل الحكيم هو من يقوم بمعالجة ما قد يعترضه من مشاكل ويحكم عقله ويحسن معاملة زوجته وأن يتسامح عن الكثير من الأخطاء ..سأذكر لكم قصة في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حصل خلاف بين رجل وزوجته فذهب إلى أمير المؤمنين عمر ليشتكي زوجته فلما اقترب من باب بيت عمر رضي الله عنه وجد زوجة عمر ترفع صوتها على عمر فعاد الرجل وقال إن كان عمر هكذا هو وزوجته فأنا من باب أولى أني أتعرض لما تعرضت له ثم رجع فخرج عمر رضي الله عنه وناداه وقال له ماذا عندك قال لاشي قال بل اخبرني بما تريده قال أتيت لأشتكي زوجتي عندك فلما سمعت امرأتك وهي ترفع صوتها عليك اقتنعت من حالتي قال يا أخي قلي من يطبخ لك طعامك من يربي لك أولادك من ينظف لك بيتك من يمتعك قال الرجل زوجتي قال يا أخي لماذا تنسى كل هذه الحسنات وتحاسبها على خطأ بسيط .الله اكبر هذا عمر والذي يهابه اشجع الرجال بل أنه حتى الشيطان لايسير في المكان الذي يسير فيه عمر رضي الله عنه فعندما يسير عمر في وادي الشيطان يسير في وادي آخر إذا أخي لماذا تحقر زوجتك لماذا تعاملها كأنه أمة عندك لماذا تقسوا في معاملتها أخي اتق الله فيها وتذكر وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم عند موته فكان يردد كلماته الأخيرة قائلاً الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم فنصيحتي لك أخي أن تتقي الله فيها وان تحسن معاملتها لتعيشوا عيشة هنيئة يملؤها الحب والحنان والعطف وتذكر انك لن تصل ما وصل إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا لما وصل إليه عمر رضي الله عنه من المكانة العظيمة والتي لم تمنعهم من حسن تعاملهم مع زوجاتهم وتواضعهم لأهلهم ومن و لاهم الله أمرهم .
وفي الختام اسأل الله أن يؤلف بين قلوب الأزواج وان يسعدهم السعادة الحقيقية التي حرم منها الكثير ...
أخواني إن أصبت فبتوفيق من الله وأن كنت دون ذلك فمن نفسي المقصرة ..وفقني الله وإياكم لكل خير .
انتظروني في الأسبوع القادم بإذن الله في قلما جديد بعنوان
(لاتزعل يا أخي )
اخوكم/ابوسلطان التريباني
03-29-2010, 01:12 PM
يمنع دخول العزاب وصغار السن !!!!
العرض العادي
