الحياة الثانية ...

الحياة الثانية ...

من منا لا يؤمن بوجود حياة أخرى أياً كانت فهناك من يؤمن بوجود الحياة السابقة وأنه كان كائناً ما قبل مئات السنين وعاد للحياة بشكله الأنسي ومنهم من يؤمن بأنه بعد وفاته سيعود للحياة بشكل آخر وطبعاً هناك الحياة الآخرة ..


لكنني الآن لست بصدد الحديث عن أي منها إنما أتكلم عن الحياة الثانية التي نعيشها مع حياتنا الحالية وهي ما يفعله معظم الشباب والفتيات في وقتنا الراهن..

جلست خلف مكتبها الصغير ضغطت ذلك الزر الصغير الذي سيفتح أمامها عالماً غير الذي تعيشه، هو عالم ليس بالصغير بل على العكس تماماً عالم لا حدود له ويختلف اختلافاً جذرياً عن العالم المحدود الذي تعيش فيه.. إنه عالم الانترنت، الماسنجر والمنتديات...

منذ أن بدأت بالغوص في هذا العالم الرهيب وهي لا تعرف ماذا حلّ بها لقد بدأت تصبح شخصاً آخر لقد تغيرت كثيراً.

اسم مستعار، معلومات خاطئة ليس بالضرورة الافصاح عن الحقيقة ربما تكون شاباً أو فتاة، رجلاً أو إمرأة لا أحد يستطيع إثبات شيء والجميع مضطرون لمجاراتها في هذه اللعبة السخيفة - أقول مجاراتها ولا أقول تصديقها - فهناك احتمال كبير جداً بأنهم مثلها، الجميع يعيشون في الخفاء يختبئون خلف أقنعة مزيفة لا تكشف إلا مايريد الشخص نفسه بأن يظهر من شخصيته لا بل ربما يظهر بشخصية مختلفة تماماً عن ذاته الحقيقية شخصية ربما يتمنى أن يكونها ولا يستطيع في حياته العادية.. لا أقول أن الجميع يكذب ويختبىء خلف قناع جميل بل كثيرون هم هكذا... منذ لحظة دخولك تتغير قناعاتك أو أنك تغيرها بإرادتك فهناك لا أحد يعرف الحقيقة وبذلك تحاول أن تكون الشخص المثالي الذي لم تستطع أن تكونه في نظر الأشخاص المقربين منك في حياتك.

تستطيع من خلال هذا العالم أن تجمع أصدقاء (إن صحت تسميتهم بذلك) تخبرهم بما تريد وربما تعرض عليهم مشاكلك، تتحاورون لإيجاد حلول، تكوّنون ما يشبه الحياة العادية لكن الفرق أن لا أحد منكم يرى الآخر ولا يسمع صوته لا يعرف عنه ولا يرى منه سوى كلمات (لا أتحدث هنا عن الأشخاص الذين يفعلون ذلك وأقصد تبادل الصور والحديث بالصوت والصورة) والنتيجة حياة مزيفة وقد تكون هروب من الواقع بل انقطاع عن الواقع.

كلامك صحيح
وفي مكانه
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
لك مني كل تحية واحترام
على مواضيك الهادفة والراقية
أمتعتنا بانتقائك المميز
لك تحيتي

صدقت هذا العالم الاخر عند دخول اليه يجب ان

تتقي الله فيما تكتب وتخط يمينك واعلم انك محاسب على كل حرف تخطه يمينك

فلا تكتب بها الا ما يسرك ان تراه يوم تعرض على الواحد الأحد لا تخفي عليه خافيه


لا هنت .. موضوع رائع وفي الصميم