لقد من الله علينا في هذه البلاد بنعم كثيرة لاتعد ولاتحصى ومن نعمه علينا أن جعل الناس تفد إلينا من شتى بقاع الأرض لخدمتنا كالخدم والسائقين والرعاة والمزارعين والعمال على اختلاف مهنهم وهذه النعمة تتطلب منا القيام بحقها وشكرها ومن القيام بحقوقها أن يعامل هؤلاء العمال معاملة حسنة لأننا في هذه البلاد قدوة ونمثل الإسلام علما أن هؤلاء العمالة تدين بأديان مختلفة من مسلمين وغيرهم من الأديان ولكن مما يندى له الجبين أن الكثير منا يسيء معاملة هؤلاء فتجدهم يستقدمون العمال ويعملون لديهم إلا أنهم يحرمونهم حقوقهم المالية علاوة على الإساءة في المعاملة وقد يصل الأمر بهم إلى احتقار هؤلاء العمال بل والضرب والشتم في أحيانا كثيرة وغير ذلك من الإساءات التي لايقرها شرعنا الحنيف ولا العادات والتقاليد الأصيلة وهذه المعاملة تنطبق على الخدم من الجنسين وكذلك السائقين والعمال الذين يعملون في المحلات التجارية والورش ومحلات الصيانة فتجد البعض يأتي بالعامل لكي يقوم بإصلاح عملا ما سواء في منزله او غيره مما يلزم إصلاحه ولكنه بعد فراغ العامل من إصلاح العطل الذي أتي به من أجله فأنه يبخس حقه ولا يعطيه قيمة ماتم أصلاحه قد يقول قائل أنا لا أعامل العمال المسلمين بهذه الطريقة وإنما أقسو فقط على من هم يدينون بأديان غير الإسلام من هندوس ومجوس وغيرهم وقد نسي او تناسى أن الظلم لمثل هؤلاء قد يحل بك مصيبة لاتنساها مدى الحياة لأنه قد يدعوا عليك احدهم فيستجيب الله دعوته لأن الله قال عن دعوة المظلوم لأنصرنك ولو بعد حين وهذا يشمل المظلوم مهما كنت ديانته لأن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرما وقد يكون بمعاملتك لهؤلاء العمال غير المسلمين المعاملة الحسنة سببا في دخولهم دين الإسلام وفضل ذلك انه خيرا لك من حمر النعم لأنه قال صلى الله عليه وسلم لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرا لك من حمر النعم أو كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ومما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في حق الأجير أعطوا الأجير أجرته قبل أن يجف عرقه أو كما قال صلى الله عليه وسلم ولم يخصص الأجير المسلم بذلك فقط وإنما الكلام عام وللأسف البعض لديه قاعدة حيث يقول ينبغي عليك أن تقسو على العمال لكي يقوموا بالعمل على أكمل وجه فتجد الكثير يقول استخدم معهم العنف ولاترحمهم لأنك عندما تقوم بالشفقة والعطف عليهم فأنهم يتمردون عليك ويتهاونون بالعمل ولكن هذا الكلام غير منطقي ولاينطبق على جميع العمال فلو قام احدا منهم بالتقصير عند ذلك ماعليك سوى تسفيره لبلاده ولا تعامله معاملة سيئة .سؤال أطرحه على كل من يعامل العمال بمثل ما ذكرته كيف يهنئ لك العيش وأنت تقوم بحرمان هؤلاء العمال حقوقهم ؟هل نسيت أنهم أتوا من أقصى الدنيا لتوفير لقمة العيش لهم ولأسرهم من كبار بالسن ونساء وأطفال وقد يكون من بينهم مرضى أنسيت أن الذي سخر هؤلاء لخدمتك هو الله وهو قادر أن يبدل حالتك من التقلب في رغد العيش إلى الفقر والحاجة وسؤال الناس كما اذكر الجميع أنه سوف يأتي يوم تتحاكم فيه أنت ومن ظلمت أمام ملك الملوك والذي لايخفى عليه من الخلائق خافية ولا يظلم أحدا مثقال ذرة عندها سينتصر للمظلوم على من ظلمه ولذلك انصح الجميع أن يعيد النظر في معاملة من هم تحت يدك من العمال وغيرهم واطلب السماح ممن قد أسأت معاملته في السابق وقد يأتي الشيطان ويقول كيف تطلب السماح من عامل **** وأنت في هذه المكانة او يسري الكبر إلى نفسك ولا تتسامح منه فاليوم فرصة لطلب السماح فإن فاتت عليك الفرصة فقد لاتتكرر لك فقد يرحل العامل أو يموت أو تموت أنت وأنت باقي على ظلمك له فتنال بذلك العذاب من الله كما اذكر الجميع بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال من ولي من أمر أمتي شيء فرفق بهم اللهم فرفق به ومن ولي من أمر أمتي شيء فشق عليهم اللهم فشقق عليه ولذلك كن من الفائزين بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ولاتكن ممن دعاء عليه الرسول صلى الله عليه وسلم إخواني وأخواتي الكلام ينطبق على الجنسين سواء من الرجال أو النساء حتى وإن كان مجمل كلامي يتكلم عن الرجال إلا أن الحال يشمل الجميع فكم من زوجة عاملة خادمتها أو السائق أو غيرهم من العمالة بالشدة والغلظة وقد تجني من ذلك الشر في الدنيا قبل الآخرة فكم من عائلة سحرة وكم من عائلة قتل من قتل من أفرادها وكم من عامل أو عاملة أقدم على الانتحار بسبب هذه المعاملة وبذلك ستتحمل وزر إقدامه على ذلك وإني انصح الجميع بالمبادرة إلى التوبة وطلب السماح قبل فوات الفرصة لعل الله أن يتجاوز عما سلف من المعاملة السيئة حتى لو تدفع له مبلغ مالي مقابل السماح لك لأنه اليوم قد تكون دراهم معدودة سبب تنازله عن حقه ولكن عند العرض على الله المجازات لن تكون درهم ولا دينار وإنما ستكون حسنات وسيئات إن كان لديك حسنات سيأخذ مقابل إساءتك له من حسناتك وان كانت حسناتك لاتكفي فيأخذ الله من سيئاته ويطرحها عليك فالبدار البدار قبل مغادرة هذه الدار لكي تفوز بالجنة في دار القرار وفي الختام اسأل الله أن يوفق الجميع وأن يعيد كل من حاد عن الحق إلى جادة الصواب وان يحول بيننا وبين الشيطان ونزغاته فهو سبب كل ظلم وضلال .
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتب بقلم أخوكم/ ابوسلطان التريباني