قيام دولة الصهاينة في فلسطين المسلمة في 15مايو سنة 1948م كان نتيجة جهود كبيرة قامت بها الحركة الصهيونية السياسية بمؤزرة ودعم الاستعمار البريطاني الذي جثم على ارض فلسطين قبيل نهاية الحرب العالمية الاولى وحتى عام 1948م.
بدأ التحضير لاغتصاب فلسطين على ايدي الصهيونيين خمسين عاماً قبل إعلان دولة الكيان الصهيوني في فلسطين في مايو 1948م وذلك عندما اقر المؤتمر الصهيوني الاول الذي انعقد في مدينة (بال) بسويسرا في مايو عام 1897م وحضره اكثر من مائتي يهودي يمثلون الجاليات اليهودية في سبعة عشر دولة مبدأ إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي يحميه القانون العام
ويعتبر ثيودور هرتزل وهو يهودي مجري ومؤلف كتاب (الدولة اليهودية) باللغة الألمانية اول من حول آمال العودة لدى اليهود إلى ارض الميعاد فلسطين -من مجرد امل وحلم ديني الى هدف سياسي ينبغي الوصول اليه بشتى الوسائل والسبل وقد ايد هذه الفكرة يهود قوميون آخرون
وقد قال هرتزل في كتابه المذكور بضرورة انشاء وطن قومي لليهود في الأرجنتين او فلسطين تدعمه وتسنده بريطانيا إدراكاً منه ان الحركة الصهيونية لن تبلغ اهدافها إلا بدعم من إحدى القوى الاوربية الفاعلة وذلك واضح في البرنامج الصهيوني الذي وصفه مؤتمر (بال) والذي يتلخص في النقاط الآتية:
1- استيطان يهودي لفلسطين منظم .
2- تامين حق شرعي للاستيطان معترف به دولياً.
3- إنشاء منظمه دائمه لتوحيد جهود اليهود من اجل خدمة القضية الصهيونية.
4- اتخاذ الخطوات التحضيرية للحصول على الضمانات الحكومية اللازمة لتحقيق اهداف الصهيونية. |
ويتضح من برنامج مؤتمر (بال) ان الصهيونية حركة عنصرية ذات طبيعة استعمارية تهدف الى اقتلاع يهود العالم من مجتمعاتهم التي يعيشون فيها عبر هجرات متصلة لخلق دولة قومية يهودية في فلسطين .
والواقع ان (هرتزل) قرر ان المسألة اليهودية ليست مسألة اجتماعية او دينية بل مسألة (قومية) لايمكن حلها إلا عن طريق تحويلها الى قضية سياسية عالمية , ولم يكن غريباً ان يتجه (هرتزل) إلى القيصر الألماني ثم إلى السلطان العثماني (عبدالحميد الثاني) لنيل سندهما وعندما فشل في ذلك وجه جهوده الدبلوماسية نحو انجلترا حيث كانت الحركة الصهيونية تلقى التشجيع والمؤازرة من بعض كبار الساسة البريطانيين وقد توجة جهود (هرتزل) تلك في 2 نوفمبر 1917 م حينما اصدر وزيرخارجية بريطانيا "بالفور" "الوعد" الشهير القاضي بمساندة بريطانيا لإقامة وطن قومي في فلسطين والوعد عبارة عن رسالة بعث فيها آرثر بالفور _ وزير خارجية بريطانيا الذي عمل بحماس لصالح الصهيونية _ إلى اللورد روتشيلد الثري الصهيوني المعروف فيما نصها:
"عزيزي اللورد روتشيلد : يسرني جداً ان انقل باسم حكومة جلالة الملك هذا التصريح المشوب بالعطف على الاماني اليهودية الصهيونية الذي رفع الى الحكومة ووافقت عليه...
"إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى اقامة وطن للشعب اليهودي في فلسطين وسوف تبذل اقصى جهدها لتحقيق هذه الغاية على ان يفهم جلياً ان حكومة جلالة الملك لن تسمح بأي إجراء يلحق الضرر بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية في فلسطين ولا بحقوق اليهود او بمركزهم السياسي الذي يتمتعون به في البلدان الأخرى"
ويعتبر هذا الوعد من اغرب الوثائق الدولية في التاريخ إذ منحت بموجبه دولة استعمارية ارضاً لاتملكها (هي فلسطين) إلى جماعة لاتستحقها (هم الصهاينة) مما ادى إلى اغتصاب وطن وتشريد شعب بكامله على نحو لا سابقة له في التاريخ .
وقد كان لبريطانيا دوافعها الاستعمارية في اصدارها لهذا الوعد لعل من اهمها محاولة كسب اليهود وغيرهم إلى جانبها بغرض كسب الحرب العالمية الاولى بكل الوسائل فأرادت بريطانيا إيجاد تجمع يهودي في فلسطين تحت السلطة البريطانية يؤمن الطريق المؤدي إلى الهند _أهم مستعمراتها بالشرق _ ويحمي مدخل قناة السويس ويمنع قيام وحدة بين المسلمين في آسيا وأفريقيا ويشغل العالم العربي والعالم الإسلامي كما ان كسب سند اليهود سيكسب بريطانيا سندهم في الولايات المتحدة وسيكسبها رؤس اموالهم وربما اثر ذلك كله على الحكومة الامريكية فدخلت الحرب إلى جانب الحلفاء.
ونتج عن هذا الجهد العملي تزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتزايد الاستيطان وبدايات ظهور المسألة الفلسطينيه وذلك عندما بدأ انتزاع الاراضي من أهلها بالإغراء بالمال رغباً ثم بالتخويف والبطش بعد ذلك رهباً ومانشهده اليوم من استلاب للأراضي الفلسطينية وهدم للمنازل ةتهجير للفلسطينيين ألة حية على تلك الممارسات الصهيونية اللا إنسانية التي أُ غتصبت بها فلسطين المسلمة وغني عن الذكر انه لا حق لليهود _تاريخياً_ في ارض فلسطين كما يدعي الصهيونيون ففلسطين منذ السنة الخامسة عشر الهجرية ارض اسلامية وهي قبل ذلك التاريخ ارض عربية وظلت كذالك على مدى خمسة الاف عام والواقع ان الوجود اليهودي في فلسطين لم يتجاوز المائة والاربعين سنة وكان كذالك على فترتين :
الأولى: بين عام 1000قبل الميلاد وحتى عام 927قبل الميلاد والفترة الثانية بين سنتي 142قبل الميلاد وحتى سنة 75قبل الميلاد وواضح انهما فترتان قصيرتان وعلى مدى زمني متباعد .
أما الأسباب التي دعت إلى نجاح اليهود لاستلاب الوطن الإسلامي في فلسطين فهي عدة من اهمها:
أ- التخطيط الصهيوني والصبر على المخطط.
ب- غياب التخطيط لدى الامة الإسلامية.
ج- إبعاد الإسلام عن المعركة .
د- إقصاء الشعب الفلسطيني عن المعركة. |
2
_ مرحلة العمل الصهيوني _ البريطاني لتهويد فلسطين_1337_هـ 1358/ 1918_1939م: |
تعتبر هذه المرحلة من ادق مراحل القضية الفلسطينية إذ تمكنت بريطانيا خلالها من فرض انتدابها على فلسطين وفيها وقعت البلاد العربية في الشام والعراق تحت قبضة الاستعمار البريطاني الفرنسي وتمكنت الصهيونية والعلمانيون من أبناء الاتراك من إسقاط الخلافة العثمانية وإلغائها وتبنت دول الحلفاء في مؤتمر السلام وعد بلفور وضمنته صك الانتداب البريطاني على فلسطين فاصبحت السياسة البريطانية تقوم على تنفيذ وعد بلفور بعد ان ضربت بوعودها للعرب وللشريف حسين عرض الحائط , وكانت الظروف السائدة في العالم العربي الإسلامي مواتية للصهيونيين فقد كان كل قطر مشغول بمشاكله الامر الذي مكنهم من _ومكن الإنجليزمعهم _من الانفراد بفلسطين يؤسسون لقيام دولة صهيونية فيها ..وكان ذلك عن عدة طرق:
أ- تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين : |
شجعت السلطات البريطانية في فلسطين تلك الهجرة ففتحت لها الباب على مصراعيها فبعد ان كان عدد اليهود في فلسطين عم 1339هـ /1919م خمساً وخمسين الف تزايد حتى وصل في عام 1368هـ / 1948م حوالي 650 ألفاً ورأى أهل فلسطين سيول المهاجرين اليهود الغرباء تغزو بلادهم دون ان يستطيعوا وقفها وكان اليهودي يمنح الجنسية الفلسطينية قبل ان يطأ ارض فلسطين .
ب_انتقال ملكية الاراضي إلى المهاجرين اليهود: |
عملت الحكومة البريطانية على تشجيع انتقال ملكية الأراضي لليهود بحيث سنة القوانين والتشريعات التي تجعل الزراع الفلسطينيين في حالة من الفقر بحيث يتخلون عن اراضيهم للوكالة اليهودية والمنظمات الصهيونية الاخرى التي عمدت إلى شراء تلك الأراضي الزراعية مع العمل على طرد المزارعين الفلسطينيين منها وإحلال المستوطنات اليهودية مكانهم .
ج_ اعترف بريطانيا بالوكالة اليهودية : |
اعترفت بريطانيا بالوكالة اليهودية ورئيسها حاييم وايزمان تشرف على امور اليهود السياسية ,والتعليمية , والاقتصادية والعسكرية فكانت دولة داخل دولة في الوقت الذي حرمت فيه العرب أي اشراف على امورهم كما عملت على تهويد الإدارات الحكومية بجعلها في ايدي اليهود صهيونيين أو إنجليز يهود أو إنجليز معروفين بتعاطفهم ومساندتهم للصهيونية من امثال هربرت صموئيل _ المندوب السامي البريطاني في فلسطين في عام 1339هـ / 1920م ليشرف بنفسه على تهويد فلسطين , وقامت حكومة الانتداب بتوفير الحماية الاقتصادية لليهود وذلك بتقديم المساعدات المالية اللازمة للتنمية فخفضت رسوم المواد الخام التي تحتاجها الصناعة اليهودية من الخارج كما منحتهم امتيازات اخرى مثل السماح بتسليحهم وتجفيف بحيرة الحولة والحصول على امتياز من الحكومة البريطانية لمدة سبعين عاماً لاستغلال مياه نهر الاردن واليرموك عام 1926م وعدلت الحدود الشمالية لفلسطين لتسهيل عملية تحويل مجرى نهر الأردن ....الى غيره من الامتيازات..
+++ ملاحظة (ولم ارغب التكلم عن موقف أهل فلسطين ضدهم لان موضوعي عن الإحتلال اليهودي لفلسطين والمعارضة معروفه من قبل الفلسطينيين)
|
3
بانسحاب بريطانيا أعلن بن جوريون قيام دولة إسرائيل في 15 مايو 1948م واعترفت بها بريطانيا لحظات بعد إعلانها وأعقبها الإتحاد السوفيتي ثم كل اوربا الغربية كما اعترفت تركيا وإيران الشاه _فكانت اول دولتين إسلاميتين تعترفان بدولة الكيان الصهيوني .
ثم تلت بعد ذلك مرحلة تثبيت الدولة الصهيونية التي امتدت من عام 1368هـ إلى عام 1387هـ /1948م_1967م, وكانت اولى احداث تلك الفترة دخول الجيوش العربية ارض فلسطين من الأردن وسوريا ولبنان والعراق ومصر والمملكة العربية السعودية وقد لاقت تلك الجيوش بعض النجاح في الطور الأول ولكن الضغط الدولي أجبرها على قبول الهدنة التي استغلها اليهود في تسليح جيشهم في حين طبق حظر تسليح الدول العربية وعندما استؤنف القتال أصيب الجيوش العربية بانتكاسات وهزائم متتالية ثم كانت هدنة "ردوس" مع كل من مصر ولبنان والأردن وسوريا عام 1949م والتي سيطرت اسرائيل بموجبها على 77% من الاراضي التي خصصت لليهود بموجب قرار التقسيم وفي مارس 1950م اصدرت الدول الاستعمارية الثلاث :
الولايات المتحدة بريطانيا وفرنسا التصريح الثلاثي بضمان حدود إسرائيل والمحافظة على كيانها الصهيوني من أي خطر محتمل يتهددها وتعهدت بجعل قوة إسرائيل الحربية أقوى من قدرة الدول العربية مجتمعة أما روسيا فقد امدت إسرائيل بالعنصر المدرب على القتال ليتم الغزو الصهيوني الاستيطاني.
* مرحلة التوسع اليهودي 1387_ 1409هـ /1967 _ 1988م : |
اشتركت اسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر عام 1376هـ / 1956م وقد كسبت فيه :فتح خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية والاتصال بأفريقيا وهو امر هام لإسرائيل .
ثم قامت إسرائيل بتحويل مياه نهر الأردن إلى النقب لاستيعاب مهاجرين جدد هناك وليصبح النقب قاعدة انطلا ق لليهود الصهيونيين صوب شبه الجزيرة العربية ووادي النيل .
ثم جاءت حرب أكتوبر 1967م _ حرب الأيام الستة ونتائجها ماثلة أمام أعيننا الآن احتلال القدس الشرقي والضفة الغربية وهضبة الجولان وشبه جزيرة سينا ومحاولة الصهيونية إزالة المسجد الأقصى وبناء الهيل المزعوم مكانه .
ثم كانت حرب رمضان 1393هـ /1973م _ وعبور الجيش المصري خط باريف والسند الامريكي العاجل والهائل لإسرائيل .
ثم جاءت اتفاقيات كامب ديفد _ سبتمبر 1978م ومانتج عنها من توقيع اتفاق السلام بين مصر ودولة الكيان الصهيوني وتمزق الوحدة العربية الذي تلى ذلك السلام وتداعيات الأحداث التي نشهدها ونعيشها اليوم .
وتبقى في النهاية النتيجة المرة وهي ان الشعب الفلسطيني اليوم موزع لاجئ يعيش ابناؤه مرارة اللجوء وفلسطين غير موجودة على الخريطة السياسية ومكانها دولة الكيان الصهيوني التي ادخلت في روع العرب انه لابد من الاعتراف بها فهي كما يدعي قادتها امر واقع وانه لا قبل للعرب من استرجاع فلسطين فالدولة الصهيونية قوية لا يمكن قهرها وانه لابد من السلام معها شاء العرب ام ابوا.
وتلك حجج مضللة واهية فليس هناك قوة في العالم لايمكن قهرها والتغلب عليها والتاريخ يحدثنا عن امثلة كثيرة انتصر فيها الضعفاء _بقوة الإيمان _ على أعتى واقوى الدول وربما انطلقت كذبة السلام بعد الاعتراف بها وهم في ذلك لايدركون طبيعة برنامج الحركة الصهيونية الذي يرمي إلى إقامة دولة اسرئيل الكبرى من الفرات إلى النيل وهم عندما يفعلون ذلك يستردون ارض اجدادهم وتلك فرية الحركة الصهيونية الكبرى .
ولن يكون هناك مستقبل للإسلام وأهله في فلسطين او في غيرها من بلدان العالم الإسلامي حتى يغير المسلمون ما بأنفسهم ويعودوا إلى دينهم الحنيف يعتصمون به ويستمدون منه القوة والعون على اعدائهم بالإعداد لهم بالقوة والأخذ بكل ماهو مفيد وفاعل ولن يكون هناك نصر إلا اذا عاد الإسلام إلى المعركة وملأ الإيمان القلوب وارتفعت رايات الجهاد من جديد وعادت للمسلمين ثقتهم بأنفسهم ودينهم..
هذا ما استطعت أن اكتبه في هذا البحث عن قضية فلسطين المسلمة!!!!!
05-05-2009, 06:39 PM
موجز عن قضية فلسطين
العرض العادي
