![]() |
رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||
عضو سابق باللجنه المؤسسه
![]() |
![]() الأمة لم تبتل بعدو ٍ غاشم لا يرقب فيها إلاً و ذمة فحسب ، إنما ابتليت بمجموعة من كتاب وإعلاميي (المناحة) الذين يبررون (الانبطاح السياسي) باسم الحلول الواقعية ، ومثقفي موائد (التغريب) الذين يبثون الهزيمة النفسية في أوساط الأمة ، هؤلاء يمكن وصفهم بـ(المتأمركين) ، والمتأمرك ليس الذي يتعلم في الجامعات الأميركية ، أو يستهلك المنتجات الأميركية ، أو يتزوج المرأة الأميركية ، أو حتى يحمل الجنسية الأميركية وغير ذلك مما يدخل في إطار التواصل الحضاري أو المشترك الإنساني مع شعب الولايات المتحدة الأميركية ، أنما (المتأمرك) هو من تنسجم مواقفه السياسية مع الموقف الأميركي ، الذي ينطلق بشكل محدد من الرؤية الصهيونية في كل قضايا أمتنا التاريخية والطارئة ، فيعبر عنها بكتابات صحافية أو مشاركات إعلامية ، لذا تجد المتأمركين يتقنون (فن التبرير) للأحداث الساخنة حتى لو كان عدواناً دموياً ، كما يتقنون (جلد الذات) للعروق النابضة بالأمة ، مع تسويق كل مفردات (الانبطاح السياسي) أمام العدو الغاشم ، فعندما شنت الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا العدوان على العراق عام 2003م كانت أقلامهم أول من بارك الخطوة للخلاص من الطاغية البعثي والمضي في بناء دولة الديمقراطية والقانون والقيم الإنسانية ، حتى تساقطت سنوات الاحتلال من وريقات التقويم فشاهدوا العراق يضيع في المجهول السياسي ، ويدخل نفق التقسيم الطائفي ، ويتحول إلى غابة من الأسلحة والعمليات المخابراتية ، فتفرخ الإرهاب في أرحامه ثم تفجر في أجساد الأبرياء في شوارعه وأسواقه ، فصمتوا لأن الحسابات الأميركية جاءت خاطئة ، خاصة ً بعد قبلة الوداع التي طبعت على هيئة حذاء مقاس (43) وهو ذات الرقم للرئيس بوش في ترتيب الرؤساء الأميركيين.
اليوم يُكرر المتأمركون ضجيجهم الإعلامي أو ضرطهم الفكري ، ولكن في حالة أخرى ليس فيها أسلحة دمار شامل أو طاغية مستبد ، إنها حالة إنسانية محضة ، حالة غزة (العزة) التي عاقبتها إسرائيل وبدعم من الغرب (المتحضر) بالحصار الجائر ثم القصف الهادر ، لأنها لم تتحول من (مقاومة الخنادق) إلى (تسوية الفنادق) ، فماذا قال المتأمركون عن هذه المأساة الإنسانية التي لازالت فصولها المروعة تكتب بدماء أطفال فلسطين في شوارع غزة ؟ ، المأساة التي فضحت وهم (السلام المزعوم) ! المتتبع لكتابتهم الصحافية أو أطروحاتهم التلفزيونية في الفضائيات الإعلامية يجد أنها تتفق مع المنطق الأميركي المرتبط بالموقف الإسرائيلي في تحديد أبعاد ومبررات العدوان الغاشم والإرهابي على غزة ، وهو منطق يقوم على إبراز (القوة) العسكرية وتزوير (الحقيقة) السياسية ، القوة أن إسرائيل صاحبة القرار في المنطقة لأنها تتفوق عسكرياً وحضارياً فهي الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة .. هكذا يراها الغرب ، والحقيقة المزورة أنها تحارب الإرهاب المتمثل في حركة (حماس) لبناء عالم حر ، حتى لو سقط الأبرياء من المدنيين ، فالإدارة الأميركية تأسف لسقوط الضحايا لكنها تتفهم العمليات الإسرائيلية ، وهي عمليات دفاع عن النفس وحماية لشعب إسرائيل من صواريخ (حماس) التي تنطلق من غزة المختطفة من السلطة الفلسطينية ، ويكفي ما قاله الكاتب البريطاني روبرت فيسك : إن الغرب يتحدث كما لو كانت الدبابات الفلسطينية في شوارع تل أبيب. فالمتأمركون يرددون ذات الأسطوانة حول الصواريخ الفلسطينية ، فإن كانوا يؤكدون أن إسرائيل مدمرة وتمارس القتل ، إلا أن الفلسطينيين وبالذات (حماس) الذين أعطوها المبرر لتنفيذ العدوان ، ألم يقل أحدهم إن الفلسطينيين يخربون بيوتهم بأيديهم ، ألم يقل آخر أنهم خرقوا التهدئة مع إسرائيل وأصروا على التصعيد بإطلاق الصواريخ . ألم يقل ثالث أنها فرصة لإزالة (حماس) ، التي تعتبرها كاتبة من الصف التمهيدي في السياسة أنها هي المسئولة عن كل ما يجري من مذابح ، لأنها اختطفت غزة وتترست بأجساد الأطفال والنساء ، أضف إليهم إعلامي عريق يبث تقارير قناته الفضائية بعنوان (الهجوم على غزة) لأنه يلتـزم المعايير المهنية الصحافية في وصف الأحداث فيعتبره (هجوماً) وليس (اعتداءً أو عدواناً) ، لكنه نسي هذه المعايير عندما تحدث عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر فوصفها بالاعتداءات ، فضلا ً عن الانتقائية في عرض الصور والمواقف والتصريحات التي تكرس لمسئولية الجانب الفلسطيني المتمثل بـ(حماس) في وقوع المأساة الإنسانية. فتلاحظ أن كتاباتهم تسير وفق (انقلاب غزة ـ خرق التهدئة ـ والتصعيد مع إسرائيل بالصواريخ) ، وكل ذلك وغيره يتطابق تماماً مع منطق وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني الذي قالته في خطابها المتلفز يوم الاثنين 29 ديسمبر 2008م ، ما يعني أن (الإعلام الصهيوني) هو من سوق هذه الأفكار لتبرير عدوانه الإجرامي، لأن الحقائق التي أخفاها هذا الإعلام تقول : إن عملية العدوان على غزة ضمن خطة موضوعة منذ ستة أشهر وهذا ما كشفته مؤسسة (مجلس مصلحة القومية) وهي منظمة أميركية مناهضة للاحتلال الإسرائيلي ، وأن إسرائيل كانت تعمل خلال هذه الفترة على خرق التهدئة التي انتهت خلال شهر ديسمبر 2008م ، حتى يرفض الفلسطينيون تمديدها فيكون مبررها للعدوان وهو ما حصل ، في ظل الأجواء الانتخابية الإسرائيلية التي لابد أن تتلطخ بدم الأبرياء الفلسطينيين ، فالدم جزء من ثقافتهم المريضة كما في عيد فطيرتهم (عيد البوريم) . مشكلة المتأمركين أنهم يتعاطون مع الأحداث الجارية بـ(غباء سياسي) يفتقر لقراءة الواقع والتحليل المنطقي ، مع جهل فاضح بحقائق التاريخ ، لهذا يختزلون عدوان إسرائيل على الفلسطينيين في (حماس) ، التي هي فصيل في منظومة المقاومة الفلسطينية وجزء من شعب الأرض المحتلة ، فإسرائيل قامت وتقوم بعدوانها ومجازرها منذ نشأتها عام 1947م إلى اليوم ، حتى ضد الذين يتفاوضون معها فهل يمكن نسيان اغتيالاتها للفتحاويين وعملياتها في الضفة الغربية حيث مقر السلطة الفلسطينية ، لأنها تعتمد في ذلك على الدعم (الغربي) بشقيه الأميركي والأوربي ، الذي يمسك بتلابيب (المنظمة الدولية) التي توجه الرأي العام والقرار الدولي ، وهذا ما يفسر العجز العربي الرسمي في المواجهة ، فهي دولة محتلة تمارس الإرهاب المنظم و تعشق الدم المسفوح وتتحجج بالسلام المزعوم لمزيدٍ من المكاسب السياسية التي تنعكس على الأرض بالاستيطان وإلغاء الحقوق الفلسطينية وتهويد القدس وفق استراتيجية تفاوضية ذكية . لذا فالإبادة الجارية في غزة ضد الشعب الفلسطيني بمسوغ إيقاف صواريخ (حماس) هي لكسر إرادة المقاومة وتركيع غزة العاصية ، التي سبق لها أن تعرضت لمجزرتين مروعتين في 2 / 2 / 1955م ، والثانية في 5 / 4 / 1956م ، ناهيك عن السجل الأسود الصهيوني للمجاوز المروعة في حق الشعب الفلسطيني ، قبل (حماس) وبعدها ، فالتاريخ لا ينسى دير ياسين عام 1948م ، وخان يونس الأولى عام 1955م ، وخان يونس الثانية عام 1955م ، وكفر قاسم عام 1956م ، وقلقيلية عام 1953م ، وبحر البقر عام 1970م ، وصيدا عام 1982م ، وصبرا وشاتيلا عام 1982م ، مذبحة المسجد الأقصى عام 1990م ، مذبحة الحرم الإبراهيمي عام 1994م ، وقانا الأولى عام 1996م ، ومخيم جنين عام 2002م ، وقانا الثانية عام 2006م، وغيرها من الجرائم والمذابح الصهيونية ، التي لم ترتكب رداً على صواريخ فلسطينية أو عمليات استشهادية كما يروج لها الإعلام الأميركي والصهيوني ، بل وفق العقيدة الصهيونية القائمة على التقتيل والتدمير وصولاً إلى التشريد واحتلال الأرض للاستيطان ، حتى أن كثيراً من هذه المجازر تم تحت أنفاس مفاوضات السلام ، لكن المتأمركين لا يؤمنون بهذا أو يناقشونه، إنما يبررون العدوان ويقدمون الحلول بالرضوخ للعدو وهو موقف يشبه من قال الله على لسانهم في سورة آل عمران : (لو أطاعونا ما قتلوا) ، وهذا هو (موقف التخذيل) الذي يراد به تحطيم الشعور المتعاطف مع غزة في أوساط الأمة في واحدة من لحظاتها الحرجة . _ محمد عيسى الكنعان |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
مشرف سابق
![]() |
![]()
يضعون حجج ليبيدو شعب فلسطين بأكمله والله عجب
بس مااتعجب لانهم شعب مفسد بالارض وهاذي طبيعتهم وسيبقون الى ان يفنون من الارض الف شكر على الموضوع يالغالي |
||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|