![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
![]()
![]() |
![]()
قال ابن الجوزي -رحمه الله- :
أعظم المعاقبة أن لا يحسَّ المعَاقَبُ بالعقوبة ، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة ! كالفرح بالمال الحرام ، والتمكُّن من الذنوب ؛ ومن هذه حاله لا يفوز بطاعةٍ . وإني تدبَّرت أحوال أكثر العلماء والمتزهِّدين فرأيتهم في عقوباتٍ لايحسُّون بها ، ومعظمها من قِبَل طلبهم للرياسة . فالعالم منهم يغضب إن رُدَّ عليه خطؤُهُ ، والواعظ متصنِّعٌ بوعظه، والمتزهِّدُ منافقٌ أو مراءٍ . فأوَّلُ عقوباتهم إعراضهم عن الحق ؛ اشتغالاً بالخلق . ومن خفيِّ عقوباتهم , سلب حلاوة المناجاة ولذَّة التعبُّد . إلاَّ رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات , يحفظ الله بهم الأرض ؛ بواطنهم كظواهرهم ؛ بل أجلى ، وسرائرهم كعلانيتهم ؛ بل أحلى ، وهممهم عند الثريَّا ؛ بل أعلى ، إنْ عُرِفُوا تنكَّروا ، وإن رُئيت لهم كرامةٌ أنكروا . فالناس في غفلاتهم ، وهم في قطع فلواتهم ! تحبُّهم بقاع الأرض ، وتفرحُ بهم أملاك السماء . نسألُ الله - عزوجل - التوفيق لاتباعهم ، وأن يجعلنا من أتباعهم . |
||||
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|