وصيه وتعليق

وصية مالك بن دينار لبعض طلابه : " إذا رأيت قساوة في قلبك ، ووهناً في بدنك وحرمانــــاً في رزقك فاعلم أنك تكلمت فيما لايعنيك "
1) ماأروعها من وصية وماأحوجنا إليها وأمثالها والتي قلت في هذا الزمان .. وصية خرجت من عالم إلى طلابه ونحن نعلم إن العلماء ورثة الأنبياء نجد هذه الوصية قد لامست شفاف قلوبنا لأنها تنطبق على واقعنا المعاصر نعم أصبحت هذه حقيقة نعيشها ، قساوة في القلب أعظم عقوبة يعاقب الله بها عبده العاصي ..

2) والوهن نسأل الله العافية يعاني منه الكثير حتى في مجال الدعوة إلى الله وماعلمنا إن السبب في ذلك الكلام فيما لايعني .. وحرمان الرزق .. نعم حتى لو ملكنا قصوراً وأرصده تملأ البنوك ولكن أين السعادة ؟ أين التنعم بالمال ؟ إنه حرمان الرزق والسبب .. الكلام فيما لايعني .. فإلى متى وشغلنا الشاغل الحديث بالآخرين فيما لايعنينا منه شيء ولكن ملء لأرصدة السيئات فدعوة من أخ صادق أن تقف مع نفسك وقفة محاسبه كم من المرات تكلمت فيما لايعنيك .. وكم من ضعاف الإيمان همزوا ولمزوا إخوانهم المسلمين ومازادهم ذلك إلا قساوة على قساوة في قلوبهم ووهناً وحرماناً .. قف مع نفسك قبل أن يقول رب العزة والجلال ( وقفوهم إنهم مسئولون ) فأعد للسؤال جواباً وامسك عليك لسانك حتى لايوردك للمهالك واجعل نصب عينيك قوله تعالى : ( أم يحسبون أنا لانسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ) ..


قساوة القلب .. الوهن في البدن .. الحرمان من الرزق .. أمراض معظم الناس يشتكي منها إلا مارحم ربي .. فهذه الوصية تبين لنا السبب ..
فواجبنا تجاه هذه الأمراض أن نبادر في الإبتعاد دون تردد مع الإستعانه والتوكل على الله عن ذكر مـالا يعنينا .. ولنصون ألسنتنا ونطهر قلوبنا لكي نجعلها خالصة لوجه الله تعالى ..
ولنستبدل هذا الحديث بحديث آخر أفضل منه وأنفــع وهو ذكر الله وذكر هادم اللذات وذكر يوم الوقوف بين يدي الله عزوجل

أحبتـــــــي :
فلنجعل هذه الآية نصب أعيننا ..
قال الله تعالى ( مايلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد ) .
كما قال المبلغ للرساله بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " .
وقال رجل لسلمان رضي الله عنه : أوصني ، قال : لا تتكلم ، قال : ما يستطيع من عاش في الناس أن لا يتكلم ، قال : فإن تكلمت فتكلم بحق أو أسكت ..



م/ن