الجراد الصحراوي

الجراد الصحراوي
سماه العرب (جرادا)لأنه يجرد الأرض كلأها ومرعاها فيتركها جرداء لانبت فيها و لا زرع وهو قديم العداوة للإنسان فطالما هدد اقتصادياته ونزع القوت من فمه واتى على كل ما انفق من جد وكد في الزرع والحرث وانتشرت بسببه المجاعات في أرجاء كثيرة من الأرض تمتد من الصين إلى غرب أفريقيا ومن أوربا إلى أواسط أفريقيا
وعرف في هذا الصدد غارات كبيره منذ ثلاثة آلاف سنه وقد اكتشف له رسوم منقوشة على آثار العراق والمصريين القدماء وكان يعتقد سابقا أن هجرة الجراد غضب من الآلهة وقد سمي الجراد (سنحم) بمعنى الملتهم في الكتابة الهيروغليفية ووجدت صور ونقوش مدونه على جدران مقبرة الكرنك بمصر أما عن الفينيقيون فكانوا يقاومون الجراد بالتعاويذ وتقديم القرابين للآلهة
وذكرت الكتب في عهد موسى عليه السلام (إن الجراد نزل ارض البلاد آتيا مع ريح شرقيه وحل في جميع تخومها واكل جميع التمر ولم يبقي شيء اخضر ولا عشب في كل أراضيها )
كما ورد ( إن يحيى عليه السلام لما ظهر بالدعوة رآه الناس في ثوب خشن من الوبر يلف نفسه بحزام من الجلد ويصوم أكثر الأيام ويقتات من الجراد والعسل البري ويهيب بالناس أن توبوا واستعدوا )
وهاهو خاتم الأنبياء محمد صلوات الله عليه يحلل أكله للأعراب في حديث شريف ( حلل لكم دمان الكبد والطحال وميتتان السمك والجراد )
وقد أثبتت احدث التحاليل العلمي هان الجراد له قيمه غذائية عاليه إذ يحتوي على المواد البروتينيه والدهنيه والفوسفور ومجموعة فيتامين ب
وكما ذكر في الإنجيل ذكر في القرآن حيث يقول تعالى في سورة القمر
( خشعا أبصارهم يخرجون من الاجداث كأنهم جراد منتشر )
ويقول تعالى في سورة الأعراف
( فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ) صدق الله العظيم
من المعروف أن غارات الجراد تمر عبر البحر الأحمر أو الخليج العربي إلى الجزيرة العربية فكان العرب سابقا يظنون إن الجراد ينشأ من البحر ومن أحسن ما كتب ما قاله صاحب كتاب (نهاية الأرب )
حيث أن الأعراب قالوا عن دورة حياة ألحشره ووصفها إن الجراد ( سرأت ) أي باضت فإذا خرج من بيضه فهو (الدبى ) ويخرج دودا اقرب إلى البياض فإذا تلونت فيه خطوط صفر وسود وبيض فهو ( المسيح ) فإذا ضم جناحه فهو
( الكثفان ) فإذا ظهرت أجنحته وصار احمر مائل إلى الغبرة فهو ( الغوغاء ) وذلك حين يستقل فيموج بعضه في بعض
فإذا بدت في لونه ألحمره والصفرة واختلفت في ألوانه فهو ( الخيفان ) فإذا اصفرت الذكور واسودت الإناث سمي وقتها
( جرادا ) وللجرادة شبه لعشرة جبابرة
فلها وجه فرس وعينا فيل وعنق ثور وصدر أسد وبطن عقرب وجناحا نسر وفخذا جمل وأرجل نعامه وذنب حيه
والله ولي التوفيق ( يتبع )