ابو النوري
02-01-2009, 12:09 AM
ثمة من يعتقد بأن الحياة تتطور بشكل تصعب السيطرة عليها , بحيث أن التكيف مع هذه الحياة يفرض التنازل عن أشياء كثيرة , وفي مقدمتها التقاليد والعادات , وما دامت الحياة في تطور دائم , واللحاق بها مستمر وسريع , فكيف إذن نتكيف مع الحياة . وفي ذات الوقت نحافظ على ما نريد الحفاظ عليه ؟
قيمة هذا الرأي في أنه هادئ وغير منفعل , وحريص على أن لا نفقد ما نعتز به , لكن تضخيم التطور , والمبالغة في السرعة قد أدت لأن تتركب في الأذهان صورة غير واقعية عن واقع يمكن تصوره بصورة صحيحة .
فتطور الحياة إذا وضع الإنسان أمام استخدامات متعددة وسبل جديدة على صعيد العلاقات واستثمار الطبيعة , إلا أن الشيء الباقي الوحيد في هذه الحياة هو ذات الإنسان بمشاعره وأحاسيسه وعواطفه وغرائزه . وإذا افترضنا أن الإنسان الذي عاش قبل قرون عديدة هو نفس الإنسان اليوم في ما يتعلق بالخلقة بجانبها الغرائزي والشعوري , وهو افتراض صحيح , فإن ركوب السيارة والقطار والطائرة لا يلغي الغريزة أو العاطفة , بقدر ما تفرض هذه الأشياء تبدل في حياة الإنسان على الصعيد الخارجي أما في العمق فإن الإنسان هو ذات الإنسان . من هنا يمكن استيعاب تطور الحياة في جانبها المادي , بصفتي إنسان أحمل مشاعر وأحاسيس معينة . ولا نعتقد أن هناك ما يحمل الإنسان على انتزاع ذاته .
إن وصف الإنسان ب ( اللحم والدم ) هو وصف دقيق للغاية , لأنه يركز على الأشياء التي ترسم سلوك الإنسان وتعاطيه مع الحياة . وفي العلم الحديث , بات من المؤكد أن قضايا مثل البيئة , والوراثة , والتربية التي تتصل بالتقاليد والعادات والقيم . . تلعب دورا أساسيا في بلورة الإنسان من الداخل , أما فيما يتعلق بتعامل الإنسان مع ما حوله , فهذا يتصل بقدرة الإنسان على تصور مصلحته , التي هي دافع حركته في الحياة , والمصلحة هي في حقيقتها استجابة لمشاعر عميقة وبالتالي نستطيع الإستنتاج أن فطرة الإنسان وكما تخضع الإنسان لبحث المصلحة , فهي تخضعه أيضا لتحقيق المتعة من خلال هذه المصلحة . والمتعة ذات صلة دقيقة بالوجدان , وما دام وجدان الإنسان مرتبط أساسا بماض وحاضر معا , فكيف يمكن سحق جانبا من الوجدان بذريعة أن ( السرعة ) في التطور تفرض انقطاعا مفترضا مع الماضي .
إن الإنسان وحينما يستسيغ الانسلاخ لدرجة التشوه والانحراف , يتحول إلى شيء خارج قوانين الطبيعة وفاقدا لإنسانيته . والحياة المتطورة دوما هي للبشر الذين يبلغون بإنسانيتهم درجة رفيعة , أما ( المنسلخون ) فهم دوما وأبدا عبء ثقيل على الحياة . وشاهدنا على ذلك الأرقام الكثيرة التي تتحدث عن الجرائم والانحرافات السلوكية الخطيرة لدى شريحة معينة في المجتمعات الصناعية التي دفعت بالحرية كي تصل إلى حد الانفلات .
وما دام القرن الجديد قد أطل علينا فلتقلب تجارب القرن الماضي بهدوء وبعيدا عن الانفعال , لنجد أن الحياة بحاجة إلى إنسانية تطغى على السلوك . والتصور معا.. إنسانية قيمتها من تراثنا الإنساني الذي يظل شاهدا على ما نقول .
اتمنى لكم الفائدة
قيمة هذا الرأي في أنه هادئ وغير منفعل , وحريص على أن لا نفقد ما نعتز به , لكن تضخيم التطور , والمبالغة في السرعة قد أدت لأن تتركب في الأذهان صورة غير واقعية عن واقع يمكن تصوره بصورة صحيحة .
فتطور الحياة إذا وضع الإنسان أمام استخدامات متعددة وسبل جديدة على صعيد العلاقات واستثمار الطبيعة , إلا أن الشيء الباقي الوحيد في هذه الحياة هو ذات الإنسان بمشاعره وأحاسيسه وعواطفه وغرائزه . وإذا افترضنا أن الإنسان الذي عاش قبل قرون عديدة هو نفس الإنسان اليوم في ما يتعلق بالخلقة بجانبها الغرائزي والشعوري , وهو افتراض صحيح , فإن ركوب السيارة والقطار والطائرة لا يلغي الغريزة أو العاطفة , بقدر ما تفرض هذه الأشياء تبدل في حياة الإنسان على الصعيد الخارجي أما في العمق فإن الإنسان هو ذات الإنسان . من هنا يمكن استيعاب تطور الحياة في جانبها المادي , بصفتي إنسان أحمل مشاعر وأحاسيس معينة . ولا نعتقد أن هناك ما يحمل الإنسان على انتزاع ذاته .
إن وصف الإنسان ب ( اللحم والدم ) هو وصف دقيق للغاية , لأنه يركز على الأشياء التي ترسم سلوك الإنسان وتعاطيه مع الحياة . وفي العلم الحديث , بات من المؤكد أن قضايا مثل البيئة , والوراثة , والتربية التي تتصل بالتقاليد والعادات والقيم . . تلعب دورا أساسيا في بلورة الإنسان من الداخل , أما فيما يتعلق بتعامل الإنسان مع ما حوله , فهذا يتصل بقدرة الإنسان على تصور مصلحته , التي هي دافع حركته في الحياة , والمصلحة هي في حقيقتها استجابة لمشاعر عميقة وبالتالي نستطيع الإستنتاج أن فطرة الإنسان وكما تخضع الإنسان لبحث المصلحة , فهي تخضعه أيضا لتحقيق المتعة من خلال هذه المصلحة . والمتعة ذات صلة دقيقة بالوجدان , وما دام وجدان الإنسان مرتبط أساسا بماض وحاضر معا , فكيف يمكن سحق جانبا من الوجدان بذريعة أن ( السرعة ) في التطور تفرض انقطاعا مفترضا مع الماضي .
إن الإنسان وحينما يستسيغ الانسلاخ لدرجة التشوه والانحراف , يتحول إلى شيء خارج قوانين الطبيعة وفاقدا لإنسانيته . والحياة المتطورة دوما هي للبشر الذين يبلغون بإنسانيتهم درجة رفيعة , أما ( المنسلخون ) فهم دوما وأبدا عبء ثقيل على الحياة . وشاهدنا على ذلك الأرقام الكثيرة التي تتحدث عن الجرائم والانحرافات السلوكية الخطيرة لدى شريحة معينة في المجتمعات الصناعية التي دفعت بالحرية كي تصل إلى حد الانفلات .
وما دام القرن الجديد قد أطل علينا فلتقلب تجارب القرن الماضي بهدوء وبعيدا عن الانفعال , لنجد أن الحياة بحاجة إلى إنسانية تطغى على السلوك . والتصور معا.. إنسانية قيمتها من تراثنا الإنساني الذي يظل شاهدا على ما نقول .
اتمنى لكم الفائدة