ابو النوري
02-03-2009, 03:10 AM
إن ما يصلح به حال الانسان في الدنيا ، هي نفس مطيعة إلى رشدها منتهية عن غيها ، وألفة
جامعة تنعطف القلوب عليها ، ويندفع المكروه بها .
ومن صلاح الحال بأن يملك المرء نفساً مطيعة :
فلأنها إذا أطاعته ، ملكها ، وإذا عصته ملكته ولم يملكها . ومن لم يملك نفسه ، فهو بأن لا يملك غيرها أخرى ، ومن عصته نفسه كان بمعصية غيرها أولى . وقال بعض الحكماء : لا ينبغي للعاقل أن يطلب طاعة غيره ، ونفسه ممتنعة عليه .
وقد قال الشاعر :
أتطمع أن يطيعك قلب سعدى ..... وتزعم أن قلبك قد عصاك؟
وطاعة نفسه تكون من وجهين : أحدهما نصح ، والثاني انقياد .
فأما النصح فهو أن ينظر إلى الامور بحقائقها فيرى الرشد رشداً ويستحسنه ، ويرى الغي غياً
ويستقبحه . وهذا يكون من صدق النفس إذا سلمت من دواعي الهوى .
ولذلك قيل : من تفكر أبصر .
فأما الانقياد فهو أن تسرع إلى الرشد إذا أمرها ، وتنتهي عن الغي إذا زجرها . وهذا يكون
من قبول النفس إذا كفيت منازعة الشهوات .
قال الله تعالى : << ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما >> صدق الله العظيم
ومن صلاح الحال أن يكون المرء آلفاً مألوفاً : فلأن الإنسان مقصود بالأذية ، محسود بالنعمة . فإذا لم يكن آلفاً مألوفاً ، تخطفته أيدي حاسديه ، وتحكمت فيه أهواء أعاديه ، فلم تسلم له نعمة ، ولم تصف له مدة .
فإذا كان آلفاً مألوفاً ، انتصر بالألفة على أعاديه ، وامتنع من حاسديه ، فسلمت نعمته منهم ، وصفت مدته عنهم ، وإن كان عسر الزمان عسراً ، وسلمه خطراً .
وقد روي ابن جريج عن عطاء رحمهما الله عن جابر - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( المؤمن آلف مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ، وخير الناس أنفعهم للناس ) .
وإذا كانت الألفة بما أثبت تجمع الشمل ، وتمنع الذل ، أقتضت الحال ذكر أسبابها ...
وأسباب الألفة خمسة هي : الدين ــ والنسب ــ والمصاهرة ــ والمودة ــ والبر
أتمنى لكم الفائدة
جامعة تنعطف القلوب عليها ، ويندفع المكروه بها .
ومن صلاح الحال بأن يملك المرء نفساً مطيعة :
فلأنها إذا أطاعته ، ملكها ، وإذا عصته ملكته ولم يملكها . ومن لم يملك نفسه ، فهو بأن لا يملك غيرها أخرى ، ومن عصته نفسه كان بمعصية غيرها أولى . وقال بعض الحكماء : لا ينبغي للعاقل أن يطلب طاعة غيره ، ونفسه ممتنعة عليه .
وقد قال الشاعر :
أتطمع أن يطيعك قلب سعدى ..... وتزعم أن قلبك قد عصاك؟
وطاعة نفسه تكون من وجهين : أحدهما نصح ، والثاني انقياد .
فأما النصح فهو أن ينظر إلى الامور بحقائقها فيرى الرشد رشداً ويستحسنه ، ويرى الغي غياً
ويستقبحه . وهذا يكون من صدق النفس إذا سلمت من دواعي الهوى .
ولذلك قيل : من تفكر أبصر .
فأما الانقياد فهو أن تسرع إلى الرشد إذا أمرها ، وتنتهي عن الغي إذا زجرها . وهذا يكون
من قبول النفس إذا كفيت منازعة الشهوات .
قال الله تعالى : << ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما >> صدق الله العظيم
ومن صلاح الحال أن يكون المرء آلفاً مألوفاً : فلأن الإنسان مقصود بالأذية ، محسود بالنعمة . فإذا لم يكن آلفاً مألوفاً ، تخطفته أيدي حاسديه ، وتحكمت فيه أهواء أعاديه ، فلم تسلم له نعمة ، ولم تصف له مدة .
فإذا كان آلفاً مألوفاً ، انتصر بالألفة على أعاديه ، وامتنع من حاسديه ، فسلمت نعمته منهم ، وصفت مدته عنهم ، وإن كان عسر الزمان عسراً ، وسلمه خطراً .
وقد روي ابن جريج عن عطاء رحمهما الله عن جابر - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( المؤمن آلف مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ، وخير الناس أنفعهم للناس ) .
وإذا كانت الألفة بما أثبت تجمع الشمل ، وتمنع الذل ، أقتضت الحال ذكر أسبابها ...
وأسباب الألفة خمسة هي : الدين ــ والنسب ــ والمصاهرة ــ والمودة ــ والبر
أتمنى لكم الفائدة