ابو النوري
02-03-2009, 10:11 AM
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : << أخوف ما أخاف على أمتي الرياء الظاهر
والشهوة الخفية >>
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : << أشد الناس عذاباً يوم القيامة من يرى أن فيه
خيرا ولا خير فيه >>
وقال علي بن أبي طالب ــ كرم الله وجهه ــ لا تعمل شيئاً من الخير رياءً ، ولا تتركه حياءً .
وقال بعض العلماء : كل حسنة لم يرد بها وجه الله تعالى فِعلتها قبح الرياء ، وثمرتها سوء
الجزاء .
وقد يفضي الرياء بصاحبه إلى استهزاء الناس به كما حكي أن طاهر بن الحسين ، قال لأبي عبد الله المروزي :
منذ كم صِرت إلى العراق يا أبا عبد الله ؟ قال : دخلت العراق منذ عشرين سنة ، وأنا منذ ثلاثين سنة صائم . فقال : ي
ا أبا عبد الله ، سألتك عن مسألةٍ ، فأجبت عن مسألتين !
وحكى الأصمعي ـــ رحمه الله ــ أن أعرابياً صلى فأطال ، وإلى جانبه قوم ، فقالوا : ما أحسن
صلاتك ، فقال : وأنا مع ذلك صائم : فقال أعرابي كان فيهم :
صلى فأعجبني وصام فرابنـي ... نح القلوص عن المصلي الصائم
فأنظر إلى هذا الرياء ، مع قبحه ، ما أدله على سخف عقل صاحبه .
وربما ساعد الناس مع ظهور ريائه على الاستهزاء بنفسه ، كالذي حكي أن زاهداً نظر إلى رجل في وجهه سجادة
كبيرة واقفاً على باب السلطان ، فقال : مثل هذا الدرهم بين عينيك وأنت واقف ههنا ؟ فقال : إنه ضرب على غير
السكة . وهذا من أجوبة الخلاعة ، التي يدفع بها تهجين المذمة .
ولقد استحسن الناس من الأشعث بن قيس قوله ، وقد خفف صلاته مرة ، فقال بعض أهل المسجد : خففت صلاتك
جداً . فقال : إنه لم يخالطها رياء . فتخلص من تنقيصهم بنفي الرياء عن نفسه ، ورفع التصنع في صلاته . وقد كان
الإنكار لولا ذلك متوجهاً عليه واللوم لاحقاً به .
ومر أبو أمامة ببعض المساجد ، فإذا رجل يصلي وهو يبكي ، فقال له : أنت أنت لو كان هذا في بيتك ، فلم ير ذلك منه حسناً ؛ لأنه اتهمه بالرياء ، ولعله كان بريئاً منه ، فكيف بمن صار الرياء أغلب صفاته ، واشهر سماته ، مع أنه آثم فيما عمل ، أنم من هبوب النسيم بما حمل ، ولذلك قال عبد الله بن المبارك : أفضل الزهد إخفاء الزهــد .
وربما أحس ذو الفضل من نفسه ميلاً إلى المراءاة ، فبعثه الفضل على هتك ما نازعته النفس من المراءاة ، فكان ذلك أبلغ في فضله ، كالذي حكي عن عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ أنه أحس على المنبر بريح خرجت منه ، فقال : أيها الناس ، إني قد ميلت ( رجحت ) بين أن أخافكم في الله تعالى ، وبين أن أخاف الله فيكم ، فكان أن أخاف الله فيكم أحب إلي ألا وإني قد فسوت ، وها أنا نازل أعيد الوضوء ، فكان ذلك منه زجراً لنفسه لتكف عن نزاعها إلى مثله .
وقال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن كعب القرظي : عظني فقال : لا أرضى نفسي لك واعظاً ؛ لأني أجلس بين الغني والفقير فأميل غلى الفقير ، وأوسع للغني ، ولأن طاعة الله تعالى في العمل لوجهه لا لغيره .
والشهوة الخفية >>
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : << أشد الناس عذاباً يوم القيامة من يرى أن فيه
خيرا ولا خير فيه >>
وقال علي بن أبي طالب ــ كرم الله وجهه ــ لا تعمل شيئاً من الخير رياءً ، ولا تتركه حياءً .
وقال بعض العلماء : كل حسنة لم يرد بها وجه الله تعالى فِعلتها قبح الرياء ، وثمرتها سوء
الجزاء .
وقد يفضي الرياء بصاحبه إلى استهزاء الناس به كما حكي أن طاهر بن الحسين ، قال لأبي عبد الله المروزي :
منذ كم صِرت إلى العراق يا أبا عبد الله ؟ قال : دخلت العراق منذ عشرين سنة ، وأنا منذ ثلاثين سنة صائم . فقال : ي
ا أبا عبد الله ، سألتك عن مسألةٍ ، فأجبت عن مسألتين !
وحكى الأصمعي ـــ رحمه الله ــ أن أعرابياً صلى فأطال ، وإلى جانبه قوم ، فقالوا : ما أحسن
صلاتك ، فقال : وأنا مع ذلك صائم : فقال أعرابي كان فيهم :
صلى فأعجبني وصام فرابنـي ... نح القلوص عن المصلي الصائم
فأنظر إلى هذا الرياء ، مع قبحه ، ما أدله على سخف عقل صاحبه .
وربما ساعد الناس مع ظهور ريائه على الاستهزاء بنفسه ، كالذي حكي أن زاهداً نظر إلى رجل في وجهه سجادة
كبيرة واقفاً على باب السلطان ، فقال : مثل هذا الدرهم بين عينيك وأنت واقف ههنا ؟ فقال : إنه ضرب على غير
السكة . وهذا من أجوبة الخلاعة ، التي يدفع بها تهجين المذمة .
ولقد استحسن الناس من الأشعث بن قيس قوله ، وقد خفف صلاته مرة ، فقال بعض أهل المسجد : خففت صلاتك
جداً . فقال : إنه لم يخالطها رياء . فتخلص من تنقيصهم بنفي الرياء عن نفسه ، ورفع التصنع في صلاته . وقد كان
الإنكار لولا ذلك متوجهاً عليه واللوم لاحقاً به .
ومر أبو أمامة ببعض المساجد ، فإذا رجل يصلي وهو يبكي ، فقال له : أنت أنت لو كان هذا في بيتك ، فلم ير ذلك منه حسناً ؛ لأنه اتهمه بالرياء ، ولعله كان بريئاً منه ، فكيف بمن صار الرياء أغلب صفاته ، واشهر سماته ، مع أنه آثم فيما عمل ، أنم من هبوب النسيم بما حمل ، ولذلك قال عبد الله بن المبارك : أفضل الزهد إخفاء الزهــد .
وربما أحس ذو الفضل من نفسه ميلاً إلى المراءاة ، فبعثه الفضل على هتك ما نازعته النفس من المراءاة ، فكان ذلك أبلغ في فضله ، كالذي حكي عن عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ أنه أحس على المنبر بريح خرجت منه ، فقال : أيها الناس ، إني قد ميلت ( رجحت ) بين أن أخافكم في الله تعالى ، وبين أن أخاف الله فيكم ، فكان أن أخاف الله فيكم أحب إلي ألا وإني قد فسوت ، وها أنا نازل أعيد الوضوء ، فكان ذلك منه زجراً لنفسه لتكف عن نزاعها إلى مثله .
وقال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن كعب القرظي : عظني فقال : لا أرضى نفسي لك واعظاً ؛ لأني أجلس بين الغني والفقير فأميل غلى الفقير ، وأوسع للغني ، ولأن طاعة الله تعالى في العمل لوجهه لا لغيره .