قال يحيى بن معاذ : من أقر لله بإساءته , جاد الله عليه بمغفرته , ومن لم يمنّ على الله بطاعته , أوصله إلى جنته , ومن أخلص لله في دعوته , منّ الله عليه بإجابته .
علامات الجهل ؟
قال أبو الدرداء رضي الله عنه :
علامة الجهل ثلاث : العجب , وكثرة المنطق فيما لا يعنيه , وأن ينهي عن الشيء ويأتيه .
على مثلها فاشهد
أراد رجل أن يشهد في خلاف بين جماعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل أن يتكلم نبهه الرسول إلى خطر الشهادة , وأمر برفع بصره إلى السماء , ثم سأله : هل ترى الشمس ؟ قال : نعم . قال : هل يسترها سحاب أو يحجبها حجاب ؟
قال : لا . فقال صلوات الله وسلامه عليه " على مثلها فاشهد " .
رواه أبو سعيد النقاش في القضاة كما في كنز العمال
عمر يخاف على من بعده
زار عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كنيسة القيامة في بيت المقدس . وعندما حان وقت الصلاة خرج من الكنيسة ليصلي خارجها , وقد دعاه البطريرك ( صفرنيوس ) أن يصلي فيها , فردَّ عليه الخليفة قائلاً : لو صليت فيها لأخذها المسلمون من بعدي وقالوا : ههنا صلى عمر .
فلسفة أبو الأسود
لما كبر أبو الأسود الدؤلي وأسن كان يركب إلى المسجد والسوق , ويزور أصدقاءه .
فقال له رجل : يا أبا الأسود أراك تكثر الركوب وقد ضعفت عن الحركة وكبرت فلو لزمت منزلك كان أودع لك .
فقال ابو الأسود : صدقت , ولكن الركوب يشد أعضائي , وأسمع من أخبار الناس ما لا أسمعه في بيتي , واستنشق الريح وألقى أخواني , ولو جلست في بيتي لاغتم أهلي وأنس بي الصبي واجترأ عليّ الخادم , وكلمني من لا يهاب كلامي لألفهم إياي وجلوسهم عندي حتى لعل العنزات تبول عليّ فلا يقول لها أحد " هش "
في حياة السلف حكمة :
يروى أن أعرابياً قدم المدينه المنورة في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل عمن يعلمه القرآن . فأقرأه رجل سورة ( براءة ) وتلا عليه قوله تعالى : { إن الله بريء من المشركين ورسوله } بكسر اللام في {رسوله } , فقال الإعرابي : أن يكن الله بريء من رسوله فأنا أبرأ منه !
فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فدعا الأعرابي .. وعرف منه القصة فقال عمر : ليس هكذا يا أعرابي .. إنما هي { إن الله بريء من المشركين ورسولُه } بضم اللام .
فقال الأعرابي : وأنا والله أبرأ مما برىء الله و رسوله منه .
فأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ألا يقرىء الناس إلا عالم باللغة . وأمر أبا الأسود فوضع النحو .
في حياة السلف حكمة :
قيل لبعض الحكماء : من السعيد ؟
قال : من اعتبر بأمسِهِ , ونظر لنفسه .
قيل : من الشَّقي ؟
قال : من جمع لغيره , وبَخِلَ على نفسه .
قيل : فمن الحازم ؟
قال : من حفظ مافي يده , ولم يؤخّر شغل يومه غلى غده .
قيل : من المنصف ؟
قال : من لم يكن إنصافه لضعف يده و قوة خصمه
قيل : فمن الجواد ؟
قال : من لم يكن جوده لدفع الأعداء , وطلب الجزاء .
قيل : فمن المُحبُّ ؟
قال : من لم تكن محبته لبذل معونه أو حذف مؤونة .
قيل : فمن الحليم ؟
قال : من لم يكن حِلْمُهً لِفَقْدِ النُصْرةِ , وعَدَمِ القُدرة
قيل : فمن الشجاع ؟
قال : من لم تكن شجاعته لفوت الفرار , وبعد الأنصار .
قيل : فمتى يكون الأدب أضر ؟
قال : إذا كان العقل أنقص .
من الأمثال والحكم
علام الهم والحزن ؟!
مر إبراهيم بن الأدهم على رجل ينطق وجهه بالهم والحزن , فقال له :
أيها الرجل إني سائلك عن ثلاث , فأجبني عنها . فقال الرجل : نعم .
قال : أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله ؟
قال : كلا .
قال : أفينقص من رزقك شيء قدره الله لك ؟
قال : كلا .
قال : أينقص من أَجَلَك لحظه كتبها الله لك في الحياة ؟
قال : كلا .
قال إبراهيم : فعلام الهمُّ إذن .
عضة فأرة !
قال محمد بن عبد الملك لبعض أصحابه . ما أخرك عنا ؟ قال : موت أخي . قال : بأي علة ؟
قال : عضت أصبعه فأرة , فضربته الحمرة . فقال محمد : مايرد يوم القيامة شهيد أخس سبباً . ولا أنزل قاتلاً , ولا أضيع ميتة , ولا أظرف قتلة من أخيك . .
عثمان يدافع عن نفسه
اختصم يوماً عثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما فقال أبو عبيدة :
أنا أفضل منك بثلاث , فسأله عثمان وما هن ؟ قال :
الأولى : أني كنت يوم البيعة حاضراً وأنت غائب .
والثانية : شهدت بدراً ولم تشهده .
والثالثة : كنت ممن ثبت يوم أحد ولم تثبت أنت .
قال عثمان : أما يوم البيعة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني في حاجة ومد يده عني . وقال : هذه يد عثمان بن عفان , وكانت يده خيراً من يدي وأما يوم بدر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلفني على المدينة , ولم يمكني مخالفته وكانت ابنته رقية مريضة فاشتغلت بخدمتها حتى ماتت ودفنتها .
وأما انهزامي يوم أحد فإن الله عفا عني , واضاف فعلي إلى الشيطان, فقال تعالى : { أن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم أن الله غفور حليم }
صفة الحسنة .. وصفة السيئة
قال عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - :
" إن للحسنة نوراً في القلب , و زيناً في الوجه , وقوة في البدن , وسعة في الرزق . وإن للسيئة ظلمةً في القلب , وشيناً في الوجه , و وهناً في البدن , ونقصاً في الرزق , وبغضة في قلوب الخلق " .