ظلمتم النظام (دعوة للنقاش)

ماذا يعني لنا النظام ؟ هل تعتقدون أن النظام يظلمنا أم أننا نظلم النظام؟


بعض المواقف الحياتية الحقيقية والمؤسفة كانت تجعلني اردد تلك بعض الأسئلة ,فالنظام والتنظيم هو ما يجب أن تسير عليه حياة أي فرد, ويكفينا أن الإسلام أتى منظم لكل صغيرة وكبيرة في حياتنا من خلال التعاملات والعلاقات مع الآخرين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين في السلم أو في الحرب وقد نهانا الإسلام عن الفوضوية والبربرية, إذاً يجب أن تكون جميع أنظمتنا مستمدة من الشريعة الإسلامية فهي المعينة على العدل والمساواة وتحقيق الرضا ,ويجب الأخذ بها والحرص عليها , و مع تطورات الحياة العولمية إن صح التعبير والتي أصبحت مصطلح شائع يطلق على العالم على انه قرية يمكن رؤيتها كاملة من خلال نافذة المنزل وهذا أسهلها تعريفاً ,فمع هذه العولمة الحياتية وتعقيدها بشكلها العام, فإننا دائماً نضطر لأنً نبحث عن وسائل تنظم لنا حياتنا أكثر وتسهلها حتى نواكب تلك العولمة , فنحجز لها المخصصات المالية الكبيرة ,قد تكون مخصصات شهرية أو أسبوعية أو يومية ذلك على حسب حاجاتنا لها وندفع تكاليف إضافية لها إن مست بنا الحاجة أكثر لتوفيرها.

ففي شركة الطيران (ناس) (أعوذ بالله من شر الوسواس الخناس) تلك الشركة (المتخلفة) إداريا وتنظيمياً واعتذر عن هذه الكلمة مقدماً فقد كلفني تخلف إدارتها بأن أسافر أنا والأهل 650 كلم براً لكي استلم الخادمة بعد أن احتجزوها في جوازات المطار أكثر من أسبوع بحجة أن رقم الحجز الذي أرسلته لها قبل أن تصل لمطار الرياض بأسبوعين غير كافي بل يجب إحضار أصل التذكرة ولن تستطيع الحجز قبل ان تغادر بلادها بشهر لأن النظام مغلق في هذه الفترة ,وهم في الحقيقة كانوا قد فتحوا مزاداً على تذكرة 25 خادمة مع تذكرة خادمتنا للعذر السابق وبدون أي حق لهم لينفضون جيوب أصحاب حجوزات الإنتظار.


هل تعتقدون أن النظام يظلمنا أم أن هنالك من هم يظلمون النظام؟


وفي تلك الشركة الصغيرة التي كان فيها النظام مكتوب لتعمل مواده ولوائحه لصالح الشركاء والمدراء فقط دون الموظفين الصغار والعمال المساكين الذي لم يوفر لهم حتى السكن المناسب الذي يليق بحياة الإنسان التي كرمها الله او حتى التأمين الصحي الذي تم شرائه من احد الشركات التأمينية الوهمية لكي يتقوا شر الجوازات بعدما كان ذلك الزامياً , زد على ذلك انهم اساس الإنتاج فقد حملوا دوائر الإنتاج على أكتافهم والذي بدونهم سوف تتوقف عجلات الدخل,فيجب على تلك الإدارات مراجعة أنفسهم وإعادة كتابته نظامهم لتكون بنوده ولوائحه محققه للرضا جميع الأطراف حتى تنزل رحمة الله عليهم وتنزل قطرات المطر علينا.


هل تعتقدون أن النظام يظلمنا أم أن هنالك من هم يظلمون النظام؟


كنت اعتقد أن النظام دائماً يظلمنا ومن خلال ما سبق وما سيأتي تبين لي عكس ذلك, فبعض المتخلفين والطماعين والقائمين على النظام هم من يظلمون النظام ويفترسونه فيكون وجبة شهية في بطونهم ,تبين ذلك لي مع ما سبق ومع حادث السير الذي وقع لي ولله الحمد كان بسيط جداً فمع توفر جميع وسائل السلامة في سيارتي الصغيرة (حتى المثلث العاكس وحقيبة الإسعاف) كانت موجودة من الوكالة إضافة إلى (الفحص الدوري السنوي) ودائما أطبق (إعقلها وتوكل), فكان ذلك (المتخلف) يمشي (ألهوينا ملكاً) ومتكأً على باب سيارته وكأنه على عرش (ملكة سبأ) وهو يقود (السيارة) يداً في المقود وأخرى في (الجوال) وممسكاً للمسار الأيمن والمصيبة انه لا يوجد مرآة في جهة اليمين ولا اليسار لسيارته وعندما اجتزته بطريقه نظامية كان منه أن احترف مساره لليسار فكان الحادث , تنازلت عن الحادث مباشرة لأنه بسيط جداً ولكن بعد أن لقنته درسا لن ينساه لمدة ساعة في النظام والتنظيم لعقدة الأمر عندي أمام جميع (العسكر) المناوبين وكان هذا هدفي من الذهاب إلى (دائرة المرور) لأني كنت استطيع أن أتنازل في مكان الحادث ,وطالبت العسكري الذي قام بتخطيط الحادث بمخالفته (لعدم وجود فحص دوري وعدم وجود المرآة التي في اليمين واليسار واستخدامه للجوال اثناء القياده وعدم انتباهه)فوجدت المصيبة الأعظم من كل ما سبق أنني أقف أمام (جندي) غير مؤهل ومتخلف عقلياً ,بل انه كتب في تقرير الحادث أن الطرف الثاني تنازل بناء على تغير أقواله فصار عندي حالة هستريا من الضحك ليوم كامل عجز الأهل والأقارب والأطباء عن علاجها (فكل الذي تغير أني كنت غير متنازل والآن بإرادتي الشرعية وكامل قواي العقلية وأهليتي القائمة متنازل) , فكان ذلك يعني له أن أقوالي تغيرت.


هل تعتقدون أن النظام يظلمنا أم أن هنالك من هم يظلمون النظام؟
وهل هنالك متخلفون يضعون ويديرون النظام؟
وهل النظام وجد لحمايتنا ام وجد لإستغلاله في تحقيق المصالح الشخصية؟؟

.

والسلام عليكم
أخوكم فهد
14/8/2008