تُصنف مناطق شمال السعودية من ضمن أهم المناطق الرعوية في البلاد ، لاحتوائها على مواقع شاسعة من المراعي ، بدءا من صحراء النفود الكبرى ، حتى الحدود العراقية والأردنية المشتركة مع السعودية . تلك المساحات الشاسعة تحتضن جزءا كبيرا من الثروة الحيوانية في المملكة ، التي يمتهن عدد كبير من السكان المحليين فيها تربية المواشي خصوصاً الإبل والأغنام .
ويعتمد الكثير من مربي الماشية في علاج قطعانهم على الممارسة الشعبية ، او ما يعرف بالطب البيطري البديل المتوارث عن أسلافهم على الرغم من وجود عيادات بيطرية حديثة ، ووجود طرق علاج اشتهر بها لمعالجون الشعبيون ، حيث كانت تعرف عند اليونانيين في السابق بعمليات تحضير البكتيريا لإنتاج الأمصال . فقد كان اليونانيون يستخدمون في عملياتهم الجراحية النمل لخياطة وترقيع رحم المواشي من التهتك على الرغم من أدواتهم التي تعتبر بسيطة ، معتمدين على خبراتهم الذاتية .
وعُرف عن مربي الماشية في شمال السعودية تفوقهم في طرق تربية الحيوان ، التي تقوم على التعامل بين الحيوان ومربية . ومن بين تلك الطرق تعامل مُربي الماشية مع الحيوان بمولوده ، فمثلا يضع أهل البادية مجسماً تشبيهينا لمولود الحيوان حال ولادته عن طريق وضع بعض من أجزائه على حيوان آخر ، حتى تتعرف عليه الأم
وبحسب صحيفة " الشرق الأوسط " يرى مدير الثروة الحيوانية في المديرية العامة للزراعة بحائل ان الكثير من طرق أهل البادية الطبية ، سبق أن أخضعت لدراسات طبية في الجامعات السعودية ،وخلصت إلى فائدة بعض منها ، لكنها لا تغني عن الطب الحديث ، على الرغم من تفوق أهل البادية أو الأطباء الشعبيين على الأطباء في طريقة علاج مرض النحاب ، وهو مايسمى بالالتهاب الرئوي البلوري في عصرنا الحالي .