حائل ( إخبارية حائل )
نظمت اللجنة النسائية في النادي الأدبي في حائل مساء الثلاثاء 15/1/ 1432هـ في القاعة الثقافية في مقر النادي محاضرة بعنوان "الظاهرة الجيولوجية في القرآن الكريم" ألقتها الدكتورة نهلة الصعيدي, وإدارت المحاضرة الأستاذة منى الجلوي التي عرضت سيرة المحاضرة.
ثم بدأت المحاضرة بالحديث مؤكدة أن ما تقدمه هو جزء من بحث تعمل عليه, و أنها أرادت الموازنة بين تكنولوجيا العصر من جهة وبلاغة القرآن من جهة أخرى. وتابعت أحاول في هذا البحث أن أثبت بلاغة النظم القرآني وصلاحيته وبلاغته لمخاطبة عامة الناس على مدى اختلاف ثقافتهم وعصورهم. وألمحت أن الشخص العامي يفهم السطح, والمثقف يفهم مدى .
و تناولت نشأت الكون وتكونه, وقالت أن كثير من الفلاسفة والعلماء تحدثوا عن ذلك فتعددت النظريات والتصورات حتى جاء العالم البلجيكي جورج الذي اعتبر أن بداية الكون و نشأته عبارة عن كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة واسماها البيضة الكونية, وحصل لهذه الكتلة بسب الضغط والحرارة انفجار عظيم ففتتها إلى أجزاء تكونت مع مرور الوقت إلى كواكب ونجوم ومجرات .وسمي هذا الاكتشاف باكتشاف القرن العشرين , وأكدت أن القرآن ذكر هذه الحقيقة العلمية في جملة واحدة وبكلمات دقيقة ومختصرة في آية : {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} وقالت هذه الآية معجزة علمية بلاغية ففيها ازدواجية بين العلم والأدب فتحقق الإقناع من الجانب العلمي والإمتاع من الناحية الأدبية , لتحقق امرأ مهم هو الإيمان أو الإفحام فالإيمان لأهل الإيمان والإفحام لأهل الكفر والجحود والنكران.
ثم تناولت تمدد الأرض والكون مستشهدة بالآية " وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ" وتحدثت عن اهتزاز الأرض مستشهدة بالآية ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ثم انطلقت المداخلات بتساؤل للمهندس حسني جبر عن مادة السماء وهي هي كمادة الأرض مؤكدا أن القران الكريم سبق الجميع إلى كشف الإسرار العلمية أنهما كانتا رتقاً (شيئا واحداً) وسأل عن المراد بالسماء وقال أهي ذلك الفضاء المحيط الذي يعج بالكواكب والنجوم؟ أم هي ما وراء ذلك؟ فتتق السماء بالمطر وفتق الأرض بالشجر .هل الفتقان بمعنى واحد؟ أو كلاهما حقيقي (فتق الأرض) والأخر مجازي فتق السماء)؟
فعلقت الصعيدي أخشى إن التعجل في التفسير العلمي للقران الكريم انه ليس تفسيرا وقالت بقدر المشكلة أننا نسقط العلم الحديث على النص القرآني, كان الأولى أن ننتقل من النص إلى ذلك العلم. ويخشى من تحميل اللفظ ما لا يحتمل, إن القران الكريم فيه خبر ما قبل ونبأ ما بعد ولاشك أن أسراره تنكشف مع مرور الزمن حتى يرث الله الأرض ومن عليها فبقدر ما كان النص المعجز موجها إلى امة أمية فلا يزال صالحاً لمقارعة العالمين في عصرنا هذا.
وتساءل أحد المحاضرين عن مدى الحاجة لتفسير علمي للقرآن الكريم فردت الصعيدي أن التفسير العلمي للقرآن مهم لن كثير من الغرب لا يفهمون القرآن بفصاحته وكثير منهم أسلم بعد أن اكتشف أن هذا الحقائق ذكرت في القرآن قبل قرون من اكتشافها.
وفي مداخلتها انتقدت الدكتورة ميرفت علي عمر عنوان المحاضرة واقترحت أن يكون العنوان حول الظواهر الكونية في القرآن الكريم وقال تحدث القرآن عن ظواهر مثل البحر المسجور والجبال أوتاد و تكور الشمس فرت المحاضرة الظاهرة الجيولوجية هي موضوع المحاضرة وليست الظواهر الكونية ثم سألت الأستاذة هيفاء ناصر الهواوي عن الحكمة من ذكر الأرض مع الماء في الآيات المذكورة؟ فردت المحاضرة لأن الأرض لا تصلح للعيش بدون الماء وتناول عضو مجلس إدارة النادي الأستاذ سالم الثنيان في مداخلته أن النص ثابت والتفسير متغير و العلم متغير ومتجدد والحقائق العلمية متغيرة وقال ما جاء به إسحاق نيوتن نسفه اينشتاين .وتابع نخشى أن كثير من طلاب العلم يلوون أعناق الآيات ولقد جاء في تفسير ابن كثير وابن عباس عن الزاجرات زجراً انه ملك الرعد يحرك السحاب إلا أن العلم يتحدث عن استمطار السحب وقال هل يتناقض عما جاء بهي التفسير ؟ فعلقت المحاضرة لماذا نخشى إلى متى نخشى فالتفسيرات قابلة للتعديل والتغيير ونحن لا نلوي عنق الآيات لأن النص القرآني واضح . و شكرت الدكتورة نعيمة عبدالرحيم المحاضرة على التقديم الرائع وطرحت تساؤلا عن دلالة الجمع و الإفراد في السموات والأرض ودلالة التقديم والتأخير في السموات والأرض ؟ وانتقدت الأستاذة مشاعل العنزي قلة المحاضرات التي تعالج بعد الناس عن الدين وتفكر في كتاب الله.