حج الحجاج فنزل ببعض المياه ، ودعا بالغداء ، فقال لحاجبه : انظر من يتغدى معي وأسأله
عن بعض الأمر ! فنظر الحاجب فإذا بأعرابي نائم بين شملتين من شعر فضربه برجله ، وقال :
ائت الأمير .
فأتاه ، فقال له الحجاج : اغسل يدك وتغدى معي ؛ قال : إنه دعاني من هو خير منك فأجبته .
فقال الحجاج : من الذي دعاك ! قال : الله تعالى دعاني للصوم فصمت ؛ قال : في اليوم الحار !
قال : نعم ، صمت ليوم أحر منه ؛ قال فأفطر وتصوم غدا ؛ قال : إن ضمنت لي البقاء إلى الغد !
قال : ليس ذلك إلي . قال : فكيف تسألني عاجلا بآجل لا تقدر عليه ؟ قال : إنه طعام طيب .
قال : إنك لم تطيبه ولا الخباز ، ولكن طيبته العاقية !