إهداءات الدغيرات


العودة   منتديات الدغيرات الرسمية > (¯`·._.·( المنتديات الإسلامية )·._.·´¯) > آلقسم آلاسلآمي ~
آلقسم آلاسلآمي ~ للموآضيع الاسلآمية بكآفة أنوآعها - على نهج أهل آلسنة وآلجمآعة
التسجيل روابط مفيدة المجموعات مشاركات اليوم البحث



 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-2010, 10:35 PM   رقم المشاركة : ( 1 )
عضو موقوف


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2013
تـاريخ التسجيـل : Dec 2009
العــــــــمـــــــــر :
الــــــــجنــــــس :
الـــــدولـــــــــــة : جبال سلمى
المشاركـــــــات : 92 [+]
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : حزم فرهود is on a distinguished road

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

حزم فرهود غير متواجد حالياً

افتراضي إن أكرمكم عند الله أتقاكم

تختلف المقاييس التي يعتمد عليها الناس في تقييمهم للأشخاص ، ومدى استحقاقهم للتقدير والاحترام ، فمنهم من تتفاوت قيمة الناس لديه حسب نَسَبِهم ، وعراقة قبائلهم ، فأجدرهم بالاحترام ، والتقدير أعلاهم نسباً ، وأعرقهم قبيلة ، ومنهم من يعتبر الغنى والثراء وحجم الأرصدة والممتلكات هي المقياس الحقيقي لقدر الإنسان وعلو منزلته ، ومنهم من ينظر إلى الموضوع من زاوية المنصب والجاه ، والارتقاء في سلم الوظائف والدرجات ، وبعضهم يرى أن الشهادات العلمية التي حصل عليها الشخص هي التي تحدد قيمته ، وتفرض احترامه .

إن جميع هذه المقاييس لا تتعدى كونها مقاييس مادية بحتة ضيقة الأفق ، فالإنسان الذي يفاضل بين الأشخاص على هذه الأسس ، إنما ينظر إلى الحياة بمنظار ضيق جدا ، فالشخص العريق النسب لا قيمة لنسبه مع انحطاط في أخلاقه وقيمه الدينية والاجتماعية ، ومهما بلغ الإنسان في عراقة نسبه ، فلن يصل إلى نسب أبي لهب – عم الرسول – صلى الله عليه وسلم – الذي أنزلت فيه سورة كاملة تتوعده بالعذاب الأليم يوم القيامة ، وقد كان كثير من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يملكون هذه العراقة في النسب ، غير أن الله شرفهم بالانتماء لهذا الدين ، والتضحية في سبيله ، فقد كان بعضهم أصله من الفرس ، وبعضهم من الروم ، وآخرون من الموالي والعبيد ، ولم يقدم الرسول – عليه الصلاة والسلام – سادة قريش وشرفائها عليهم لعراقة نسبهم :


خذلت أبا جهل أصالته ***** وبلال عبد جاوز السحبا


وكم من أحفاد لعظماء وعلماء لم يسلكوا سبيلهم ، فلم يرفعهم انتماؤهم لأولئك العظماء نسبا .

وأما الثراء والغنى ، فتكون قيمته على قدر خدمة صاحبه للمجتمع ، وحرصه على تقديم الخير والمعونة للأمة ، ولا قيمة لثراء رجل قد غل يده إلى عنقه وبخل بما فيها .، أو رجل جمع من الأموال ما حل له وما لا يحل يتكبر بها على الناس ويتعالى عليهم .

وما يقال في الغنى يقال في المنصب والجاه ، فصاحب المنصب تتجسد قيمة منصبه في حرصه على خدمة مجتمعه وأمته ، والسهر على مصالحها ، لا في حيازته للمنصب وارتقائه في السلم الوظيفي .

وبالنسبة للشهادات العلمية فإنها لا تصلح أيضا لتكون مقياسا للآشخاص لثلاثة أسباب هامة :

أولا : أنها لا تعبر عن مقدار علم الشخص ، وسعة اطلاعه ، فكم من علماء أجلاء لا يحملون شهادات بلغوا من العلم مبلغا عظيما ، لا يحلم به أصحاب الشهادات في أشد أحلامهم سخاء ، وكم من حاملي شهادات عالية كالدكتوراة وغيرها ، وثقافاتهم ضحلة جدا ، حتى في مجال تخصصهم .

ثانيا : إن عدم حصول الشخص على هذه الشهادات لا يعني عدم كفاءته لها ، فربما لم تواته الظروف لذلك ، أو حالت دون حصوله عليها موانع .

ثالثا : على افتراض سعة ثقافة حامل الشهادة ، وتوسعه في الاطلاع فإن قيمته تكون بمقدار انتفاعه بعلمه ، وتطبيقه لما علم ، ومدى إحساسه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه من تعليم الناس والحرص على تثقيفهم :


وما أنت بالعلم الكثير بمفلح ***** وما لك جد في التقاة كبير

كأين رأينا عالما ظل سعيه ***** وظل به جمع هناك غفير

معارفه بحر ويصرف وجهه ***** إلى الباطل الخداع وهو بصير


وقد أخبرنا الله تعالى أن مصير كل هذه الاعتبارات والمقاييس إلى التلاشي يوم القيامة ، فمصير النسب { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } ، ومصير الغنى { وما يغني عنه ماله إذا تردى } ، ومصير الجاه والمنزلة { هلك عني سلطانيه} .

والسؤال الذي يطرح نفسه ، ما هو المقياس الحقيقي لقيمة الأشخاص ؟

والجواب أرشدنا إليه القرآن الكريم في قوله تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ، فالمرء يقاس بمقدار صلاحه واستقامته على منهج الله ، وقيمة الإنسان في المجتمع إنما هي بمقدار نفعه لمجتمعه ، وخدمته لأمته ، واستغلال ما آتاه الله من نعم وما مكنه فيه في نشر الخير ومساعدة المحتاج وإعانة الضعيف ، وسره على مصالح الأمة ومعرفته بحقوق الآخرين ، فيجب علينا أن نحترم الناس على هذا المقياس ، ونزنهم بهذا الميزان العادل .

فالإنسان الصالح ولو كان من الموالي أجدر بالاحترام من إنسان عريق النسب لا يعرف للصلاح مسلكا ولا للخير سبيلا ، والإنسان الفقير صاحب الأخلاق والقيم أجدر بالتقدير من غني لا يرعى حقوق الله ولا حقوق العباد في ماله ، والعامل المخلص في عمله يستحق الاحترام أكثر من الموظف الكبير الذي لا يرعى مسئوليته في العمل ، والابن المحترم عالي الأخلاق الذي لم تسمح له الظروف بالحصول على الشهادات العالية أجدر بالاحترام من قبل أبويه من الابن العاق صاحب الشهادة الجامعية ، وهكذا .

فالواجب على الإنسان أن يقيس الناس بالمقاييس الثابتة الراسخة الجذور في الدنيا والآخرة التي تَعَبَّــدَنَا الله بتقدير الأشخاص استنادا إليها .





















وما قصدت إلا الخير والإصلاح وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
  رد مع اقتباس
 
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:35 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas